Syrian army personnel travel in a military vehicle as they head towards Latakia to join the fight against the fighters linked to Syria's ousted leader Bashar al-Assad, in Aleppo
أرسلت الحكومة السورية تعزيزات عسكرية لدعم قوات الأمن في مواجهة من اسمتهم "فلول النظام السابق" في الساحل السوري

لقي 162 مدنيا حتفهم، بينهم نساء وأطفال، في خمس مجازر مروعة ارتُكبت في مناطق متفرقة من الساحل السوري، الجمعة، وفقا لتقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت.

وكشف التقرير أن الغالبية العظمى من الضحايا سقطوا في "إعدامات ميدانية" نفذتها عناصر تابعة لوزارة الدفاع والأمن الداخلي، في تصعيد خطير ضد المدنيين.

ووفق معلومات المرصد، شهدت مدينة بانياس بريف طرطوس أكبر حصيلة للضحايا، حيث قتل 60 مدنيا، بينهم 10 نساء و5 أطفال، في هجوم مكثف وإعدام جماعي بالرصاص.

 كما وثق المرصد 24 حالة إعدام جماعي في قرية الشير بريف اللاذقية، بالإضافة إلى 38 قتيلا في قرية المختارية، حيث أطلق الرصاص عليهم من مسافات قريبة.

عززت القوات السورية من وجودها في نقاط التوتر التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين

وفي بلدة الحفة بريف اللاذقية، توفي 7 مدنيين متأثرين بجراحهم جراء استهدافهم في الرأس والصدر؟

كما قتل 7 آخرون في دوير بعبدة بيت عانا بإطلاق نار مباشر. قتل شابان أثناء محاولتهما الفرار من منطقة يحمور بريف طرطوس.

وأعدم الشيخ شعبان منصور وابنه بعد اعتقالهما في سلحب بريف حماة، وفق تقرير المرصد.

أما في قرية قرفيص بريف اللاذقية، فقد قتل 22 مدنيا في هجوم مسلح استهدف منازل القرية.

ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل"، وإرسال فرق تحقيق دولية مختصة لتوثيق هذه "الانتهاكات الجسيمة" ضد المدنيين. 

كما المرصد طالب السلطات السورية في دمشق بمحاسبة المتورطين من عناصر الأمن والدفاع، محذرا من أن "الإفلات من العقاب سيشجع على تكرار الجرائم"، مما يشكل "تهديدا للاستقرار السياسي والمجتمعي" في سوريا مستقبلا.

السلطات السورية تتهم من أسمتهم "فلول النظام السابق" بالتخطيط للهجمات الأخيرة

ووسط هذا التصعيد، تزداد مخاوف منظمات حقوقية من أن يؤدي استمرا القتال بين الطرفين إلى إشعال دوامات من العنف، مشيرة إلى أن الانتهاكات بحق العلويين ستدفعهم أكثر إلى حمل السلاح ضد الحكومة السورية الجديدة.

وبهذا الصدد أعلن المرصد السوري أن أفرادا من قوى الأمن اقتحموا المنازل وأعدموا مدنيين، لترد السلطات السورية بالقول إن ما حدث هو حالات فردية وتعهدت "بملاحقة المسؤولين عنها".

ويشكل العلويون نحو تسعة في المئة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية، وشاركوا خلال حكم عائلة الأسد لأكثر من خمسة عقود، سيما في المؤسسات العسكرية والأمنية التي لطالما اعتمدت الاعتقال والتعذيب لقمع أي معارضة، بحسب فرانس برس.

وشهدت اللاذقية في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة. لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ألمانيا تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين السوريين منذ العقد الماضي (رويترز)
وزيرة خارجية ألمانيا التقت الشرع في دمشق | Source: social media

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، الحكومة السورية المؤقتة إلى السيطرة على العناصر المتطرفة في صفوفها.

وقالت بيربوك في دمشق بعد إعادة فتح السفارة الألمانية هناك إنها أبلغت الإدارة السورية الجديدة بأن "المهمة تقع على عاتقهم الآن لتحويل الأقوال إلى أفعال، وكذلك تقع على عاتقهم مهمة السيطرة على الجماعات المتطرفة داخل صفوفهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم" في إشارة إلى أحداث الساحل السوري التي قُتل فيها المئات وغالبيتهم من الطائفة العلوية.

كذلك تحدثت الوزيرة الألمانية عن أوضاع السوررين في بلادها وقالت إنها ترحب ببقاء السوريين العاملين في ألمانيا، مشيرة إلى أنه يجب على الذين "ارتكبوا جرائم العودة إلى سوريا وهذه مهمة كبيرة".

وأضافت أن "سوريا في مرحلة حرجة ولا يمكننا التنبؤ بما سيحدث في الأسابيع والأشهر المقبلة".

ودعت وزيرة خارجية ألمانيا سوريا للانضمام إلى التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأكدت بيربوك أن "البنية التحتية للطاقة في سوريا بحاجة ماسة إلى الاهتمام وألمانيا تريد المساعدة".

وتستضيف ألمانيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين منذ العقد الماضي، وأبدت رغبة حذرة في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة مع الحث أيضا على احترام حقوق الأقليات.
والتقت بيربوك لأول مرة بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في بداية العام، بعد شهر واحد من تمكن المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام من الإطاحة بالأسد بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسفرت اشتباكات بين موالين للأسد وقوات الأمن وفصائل مسلحة موالية للحكام الجدد عن مقتل أكثر من ألف شخص من الأقلية العلوية، معظمهم من المدنيين، وفقا لمجموعة مراقبة معنية بالحرب.