السيدة لاقت تعاطفا كبيرا من السوريين
السيدة لاقت تعاطفا كبيرا من السوريين

نقل مقطع فيديو تفاصيل مأساة سيدة سورية قتل ولداها وحفيدها على يد مجموعة مسلحة  في الساحل السوري وتعرضت لسخرية أثناء حراستها لجثثهم خوفا من أن يتم حرق تلك الجثث.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفيديو يظهر زرقة سباهية، 86 عاما، تقف جانب الجثث لحراستها فيما يوجه أحد المسلحين كلاماً ساخراً لها: "هذول ولادك؟.. استلميهم.. نحن عطيناكم الأمان بس أنتم غدارين".

لتصرخ في وجهه بصلابة "فشرت" (خسئت).

وفي تفاصيل ما حدث وفق ما روت ابنتها للمرصد، اقتحمت مجموعة مسلحة منزل العائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية (القرداحة)، وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج.

وتضيف الابنة أن المسلحين الذي كان بعضهم بوجه مكشوف وآخرون ملثمين ويرتدون أزياء عسكرية سألوا الأبناء إن كانوا "علويين أو سنيين" قبل أن يطلقوا النار عليهم.

وبعد قتلهم رفضوا السماح للأم بدفنهم، فبقيت الجثث ملقاة خلف المنزل لمدة أربعة أيام، تحت حراسة زرقة نفسها التي لم تغادر المكان، رغم كل التهديد والتنكيل، وذلك خوفاً من أن تحرق القوات الأمنية الجثامين فتفقد آخر الآمال بدفنهم كـ "شهداء" حسبما تقول الابنة.

ورغم قتل الأبناء، ظل المسلحون "يترددون على المنزل ليرووا النكت ويستولوا على ما تبقى من ممتلكاتنا" تقول الابنة، مشيرة إلى أن بعض الجناة ما زالوا يقيمون في منزل مقابل لهم، بعد أن سُلب من أصحابه الذين فروا من مصير مشابه.

ووفق الابنة في روايتها للمرصد فالأقسى كان رفض المسلحين تحقيق رغبة زرقة الوحيدة: الموت مع أبنائها. "طلبت منهم أن يقتلوها، فردوا: "بدنا إياكم تتعذبوا أكثر".

وطالبت الابنة السلطات بمعاقبة الجناة الذين قالت إنهم لا يزالون يقيمون في المنزل المقابل لمنزل العائلة.

وقالت الابنة للمرصد إن المحال التجارية والصيدليات نهبت من قبل العناصر الأمنية، مما حول الحياة إلى جحيم: "لا أدوية ولا غذاء.. ماء شحيح.. والتيار الكهربائي".

وباتت القرية منطقة منكوبة حالها حال القرى التي شهدت أعمال عنف وقتل جماعي في الساحل السوري.

وقال المرصد إن المطالبات بمحاكمات علنية لتجريم مرتكبي المجازر وجرائم الحرب في سوريا تزايدت مع تزايد الأدلة التي توثق تورط عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية في المجازر الجماعية التي مازالت مستمرة في مناطق متفرقة بالساحل السوري.

وفطرت هذه الحادثة قلوب آلاف السوريين على مواقع التواصل وأثارت غضبا وتعاطفا من قبل ناشطين وصحفيين سوريين طالبوا بمحاسبة الجناة.

حيث عبر الإعلامي السوري المعروف بقربه من السلطات الجديدة في دمشق موسى العمر، عن حزنه بسبب "الفيديو الصادم واللا إنساني" وما فعله المسلحون من "تشفٍ وإساءات" لهذه الأم، وطالب لجنة التحقيق بجلبهم للعدالة.

الصحفي السوري غسان ياسين علق على الحادثة عبر إكس بالقول: "القهر السوري في صورة"، ناشرا صور أمهات فقدن أبناءهن في الصراع السوري.

 

 

وقتل 1383 مدنيا على الأقل غالبيتهم العظمى من العلويين جراء أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل في غرب سوريا اعتبارا من السادس من مارس، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة الأربعاء.

وأعلنت الرئاسة السورية، الأحد، تشكيل لجنة تحقيق "للكشف عن الأسباب والملابسات التي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات بحق المدنيين وتحديد المسؤولين عنها".

وأكّدت اللجنة الثلاثاء عزمها على ترسيخ العدالة و"منع الانتقام" خارج نطاق القانون.

وأعلنت السلطات توقيف سبعة أشخاص على الأقل منذ الاثنين، قالت إنهم ارتكبوا "انتهاكات" بحق مدنيين في الساحل، وأحالتهم على القضاء العسكري.

سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان
سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان

خلفت المواجهات على الحدود السورية اللبنانية خلال اليومين الماضيين، مقتل 3 عناصر من القوات السورية على يد مسلحين تابعين لجماعة "حزب الله" اللبنانية، المصنفة على لائحة الإرهاب.

لكن هذه المواجهات ليست الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد بل هي الثانية والأشد أيضا من حيث الخسائر التي خلفتها، وعلى مستوى نوعية السلاح الذي استخدمه الطرفان.

وانتهت الاشتباكات بين قوات الإدارة السورية الجديدة ومسلحين من حزب الله، ينشطون في عدة مواقع وقرى وبلدات حدودية، باتفاق بنص مقتضب بين وزارتي الدفاع السورية واللبنانية.

ورغم أن الاتفاق كان كفيلا بتخفيف حدة التوتر، لكن لا يمكن اعتباره "حلا مستداما"، بحسب مراقبين.

يقول النائب، نزيه متى، عن حزب القوات اللبنانية، في حديث لقناة "الحرة" إن "التداخل في الحدود بين البلدين، وعدم حسم ملف الترسيم وفقًا للقرار 1680، رغم الجهود التي بذلها لبنان منذ عام 2010، يعد من أبرز التحديات التي تعيق جهود إعادة الاستقرار بين البلدين".

وأكد أن هذا الملف لا يزال عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق أي تقدم في مسار استقرار العلاقات بين لبنان وسوريا.

وأضاف متى أن عدم تأمين المنطقة يزيد من تعقيد الأمور، سيما في ظل وجود معامل لإنتاج مادة "الكبتاغون" في سوريا، وما يترتب على ذلك من تهريب لهذه المادة إلى لبنان ودول أخرى.

هذا الوضع يعزز من تدهور الأمن، ويزيد من معاناة المنطقة نتيجة عدم قدرة كلا البلدين على فرض سيطرة كاملة على حدودهما.

وأشار النائب إلى أن حزب الله والجهات الأخرى التي تحمل السلاح في المنطقة متورطة بشكل كبير في إشعال "حرب مفتوحة" بين سوريا ولبنان، وهو ما يمنع السلطات في البلدين من السيطرة على الحدود.

كما أن هذه الممارسات تعيق تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يتضمن بندا هاما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، مما يعزز حالة الانفلات الأمني.

ودعا متى الجيش اللبناني إلى تحمل كامل المسؤولية في حفظ أمن الحدود، مشددًا على أهمية إجراء تحقيق شامل للكشف عن الجهات المتورطة في تأجيج الصراع ومنع تطبيق قرار 1680 "القرار يدعو إلى حل القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، بما في ذلك مسألة الترسيم الحدودي، بالإضافة إلى حل جميع الميليشيات المسلحة في لبنان وحصر السلاح في أيدي الجيش اللبناني".

واتفقت سوريا ولبنان الاثنين، على وقف إطلاق النار عقب اشتباكات خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل جنود من الجانبين.

وذكرت وزارتا الدفاع السورية والصحة اللبنانية أن 3 جنود من الجيش السوري الجديد و7 لبنانيين قُتلوا في الاشتباكات.

واتهمت وزارة الدفاع السورية مساء الأحد عناصر من جماعة حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد وقتلهم، ونفت جماعة حزب الله ضلوعها في هذا الأمر.

وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم.

وقال الجيش اللبناني في بيان، الاثنين، إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".

وكانت القوات السورية خاضت مواجهات حدودية مع "حزب الله"، في فبراير الماضي. وبعد اشتباكات استمرت لأيام، حينها، وتركزت جهة مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد، أعلنت دمشق أنها تمكنت من تأمين الحدود.