نقل مقطع فيديو تفاصيل مأساة سيدة سورية قتل ولداها وحفيدها على يد مجموعة مسلحة في الساحل السوري وتعرضت لسخرية أثناء حراستها لجثثهم خوفا من أن يتم حرق تلك الجثث.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفيديو يظهر زرقة سباهية، 86 عاما، تقف جانب الجثث لحراستها فيما يوجه أحد المسلحين كلاماً ساخراً لها: "هذول ولادك؟.. استلميهم.. نحن عطيناكم الأمان بس أنتم غدارين".
لتصرخ في وجهه بصلابة "فشرت" (خسئت).
وفي تفاصيل ما حدث وفق ما روت ابنتها للمرصد، اقتحمت مجموعة مسلحة منزل العائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية (القرداحة)، وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج.
فيديو لسيدة سورية في الساحل يثير تعاطفا واسعا ومطالب بالمحاسبة.. تعرف إلى قصتها#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/RbyjnrCZE3
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 12, 2025
وتضيف الابنة أن المسلحين الذي كان بعضهم بوجه مكشوف وآخرون ملثمين ويرتدون أزياء عسكرية سألوا الأبناء إن كانوا "علويين أو سنيين" قبل أن يطلقوا النار عليهم.
وبعد قتلهم رفضوا السماح للأم بدفنهم، فبقيت الجثث ملقاة خلف المنزل لمدة أربعة أيام، تحت حراسة زرقة نفسها التي لم تغادر المكان، رغم كل التهديد والتنكيل، وذلك خوفاً من أن تحرق القوات الأمنية الجثامين فتفقد آخر الآمال بدفنهم كـ "شهداء" حسبما تقول الابنة.
ورغم قتل الأبناء، ظل المسلحون "يترددون على المنزل ليرووا النكت ويستولوا على ما تبقى من ممتلكاتنا" تقول الابنة، مشيرة إلى أن بعض الجناة ما زالوا يقيمون في منزل مقابل لهم، بعد أن سُلب من أصحابه الذين فروا من مصير مشابه.
ووفق الابنة في روايتها للمرصد فالأقسى كان رفض المسلحين تحقيق رغبة زرقة الوحيدة: الموت مع أبنائها. "طلبت منهم أن يقتلوها، فردوا: "بدنا إياكم تتعذبوا أكثر".
وطالبت الابنة السلطات بمعاقبة الجناة الذين قالت إنهم لا يزالون يقيمون في المنزل المقابل لمنزل العائلة.
وقالت الابنة للمرصد إن المحال التجارية والصيدليات نهبت من قبل العناصر الأمنية، مما حول الحياة إلى جحيم: "لا أدوية ولا غذاء.. ماء شحيح.. والتيار الكهربائي".
وباتت القرية منطقة منكوبة حالها حال القرى التي شهدت أعمال عنف وقتل جماعي في الساحل السوري.
وقال المرصد إن المطالبات بمحاكمات علنية لتجريم مرتكبي المجازر وجرائم الحرب في سوريا تزايدت مع تزايد الأدلة التي توثق تورط عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية في المجازر الجماعية التي مازالت مستمرة في مناطق متفرقة بالساحل السوري.
وفطرت هذه الحادثة قلوب آلاف السوريين على مواقع التواصل وأثارت غضبا وتعاطفا من قبل ناشطين وصحفيين سوريين طالبوا بمحاسبة الجناة.
حيث عبر الإعلامي السوري المعروف بقربه من السلطات الجديدة في دمشق موسى العمر، عن حزنه بسبب "الفيديو الصادم واللا إنساني" وما فعله المسلحون من "تشفٍ وإساءات" لهذه الأم، وطالب لجنة التحقيق بجلبهم للعدالة.
الصحفي السوري غسان ياسين علق على الحادثة عبر إكس بالقول: "القهر السوري في صورة"، ناشرا صور أمهات فقدن أبناءهن في الصراع السوري.
القهر السوري في صورة pic.twitter.com/j3p7WOiL7P
— غسان ياسين Ghassan yassin (@ghassanyasin) March 12, 2025
وقتل 1383 مدنيا على الأقل غالبيتهم العظمى من العلويين جراء أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل في غرب سوريا اعتبارا من السادس من مارس، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة الأربعاء.
وأعلنت الرئاسة السورية، الأحد، تشكيل لجنة تحقيق "للكشف عن الأسباب والملابسات التي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات بحق المدنيين وتحديد المسؤولين عنها".
وأكّدت اللجنة الثلاثاء عزمها على ترسيخ العدالة و"منع الانتقام" خارج نطاق القانون.
وأعلنت السلطات توقيف سبعة أشخاص على الأقل منذ الاثنين، قالت إنهم ارتكبوا "انتهاكات" بحق مدنيين في الساحل، وأحالتهم على القضاء العسكري.