اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)
اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)

أعلنت محافظة اللاذقية، الأربعاء، إقامة مراسم عزاء لضحايا أعمال العنف التي شهدها الساحل السوري خلال الأيام الأخيرة، وأسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص، وفق حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت المحافظة في بيان صحفي أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، إن "مراسم العزاء تبدأ اليوم في جامعي حورية والإمام الحسين في دمسرخو، وتستمر لمدة 3 أيام من الساعة الواحدة ظهراً، وحتى الساعة الرابعة عصرا".

وأضافت المحافظة أنها "تشارك أسر الشهداء حزنهم"، معبرة عن تقديرها الكبير لـ "تضحياتهم في سبيل الوطن".

وشهدت طرطوس واللاذقية الواقعتان على الساحل السوري، معارك، منذ الخميس الماضي، إثر هجوم مجموعات مرتبطة بنظام بشار الأسد المخلوع.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء بأنّ 1225 مدنيا قُتلوا منذ السادس من مارس على يد قوات الأمن السورية والجماعات المتحالفة معها في غرب البلاد ووسطها، وفقا لحصيلة محدّثة.

وبدأ التوتر في السادس من مارس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن مطلوبا. 

وسرعان ما تطوّر الوضع إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين، قالت السلطات إنهم من الموالين للأسد، النار على عناصر قوات الأمن في أكثر من مكان، وفق المرصد السوري.

وتحدّث المرصد لاحقا عن عمليات "إعدام ميدانية" بحقّ مدنيّين خصوصا من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

ووفقا لأحدث حصيلة للقتلى المدنيين بحسب المرصد فقد سقط 658 قتيلا في اللاذقية، و384 في طرطوس و171 في حماة و12 في حمص.

وفي محاولة منها لاحتواء الوضع، أعلنت الرئاسة الانتقالية السورية تشكيل لجنة تحقيق "للكشف عن الأسباب والملابسات التي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات بحق المدنيين وتحديد المسؤولين عنها".

وأعلنت السلطات توقيف 7 أشخاص على الأقل منذ الإثنين، قالت إنهم ارتكبوا "انتهاكات" بحقّ مدنيين في الساحل، وأحالتهم إلى القضاء العسكري المختص.

قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد
قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره، السبت، إن 673 شخصا قتلوا وجرحوا منذ بداية العام الحالي في مناطق متفرقة نتيجة الألغام ومخلفات الحرب.

وأوضح "خلال 100 يوم، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب 335 شخصا، بينهم 71 طفلا و17 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح بينهم 140 طفلا و3 سيدات".

وما تزال الألغام والمخلفات والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب تشكل تهديدا مباشرا وآنيا لحياة المدنيين، وتمثل كابوسا بالنسبة لكثيرين.

ويسجل المرصد السوري باستمرار حالات جديدة من الانفجارات المميتة التي تؤكد حجم الخطر المستمر الذي يهدد حياة السكان بالمناطق التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه.

وتنتشر مخلفات الحرب في عموم المناطق السورية التي شهدت عمليات عسكرية خلال السنوات السابقة، وتشكل هاجسا لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم.

ويتهم المرصد السلطات المحلية والمنظمات المعنية بالتقاعس عن إزالة الذخائر غير المنفجرة والألغام بمختلف أنواعها وأشكالها.

وفي ظل استمرار سقوط الضحايا، يدعو المرصد المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإزالة مخلفات الحرب في سوريا. كما يحث الحكومة الجديدة على التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز هذه العمليات، بما يضمن توفير بيئة آمنة تُمكّن الأهالي من العودة إلى مناطقهم دون مخاطر تهدد حياتهم أو تعيق استقرارهم.