كاتس وجه رسالة إلى الشرع
كاتس وجه رسالة إلى الشرع

سلط تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الضوء على خطط إسرائيل المستقبلية لتواجدها في جبل حرمون أو (جبل الشيخ) الاستراتيجي في الجولان السوري والممتد بين لبنان وسوريا.

وبعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في ديسمبر الماضي، سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب السوري من الجبل الاستراتيجي، إلى جانب منطقة عازلة كانت موجودة بين البلدين منذ السبعينيات.

وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي ومنذ ذلك الحين، أنشأ تسع نقاط عسكرية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك اثنتين على قمة الجبل وكذلك نشر ثلاث فرق عسكرية في المناطق القريبة.

وعلى قمة الجبل، الذي يصل ارتفاعه إلى 2224 مترا، أنشأ الجيش الإسرائيلي نقطة عسكرية في موقع كان يشغله الجيش السوري سابقا.

وبحسب الصحيفة فإن الوصول للقمة غير ممكن إلا باستخدام مركبات مخصصة للطرق الثلجية الوعرة.

واستقت الصحيفة معلوماتها هذه خلال رحلة نظمها مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحفيين من أجل الاطلاع على ما يجري هناك.

تقول الصحيفة إنه في الطريق المؤدي القمة الجبل، شوهدت شاحنة عسكرية إسرائيلية كانت تستخدم لنقل الذخيرة، وقد علقت في الجليد بعد أن تعطلت أثناء عاصفة ثلجية.

وتنقل عن مسؤولين عسكريين إنه سيتم الانتظار حتى الصيف لاستخراجها بعد أن يذوب الجليد، مما يشير إلى أن إسرائيل تنوي البقاء في سوريا لفترة غير محددة في المستقبل المنظور.

عندما وصل الصحفيون إلى نقطة الجيش الإسرائيلي، بات من الواضح السبب وراء سيطرته على المنطقة في ديسمبر الماضي، وفقا للصحيفة.

فالنقطة تمنح رؤية واضحة لوادي البقاع في لبنان، معقل حزب الله على الحدود مع سوريا، الذي يتم عبره تهريب الأسلحة.

وعلى الرغم من أن محاولات التهريب قد تباطأت في الأسابيع الأخيرة بسبب الثلوج، إلا أنه من المتوقع أن تستأنف في الصيف، حسبما أفاد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي.

كذلك تبعد عاصمة سوريا، دمشق، أقل من 40 كيلومترا عن المكان ما يعني إمكانية رؤيتها أيضا من نقطة الجيش الإسرائيلي في حال كانت الأجواء صافية.

ويؤكد مسؤولون عسكريون أن نشر الجيش الإسرائيلي في هذه النقطة والنقاط الثماني الأخرى في المنطقة يهدف إلى ضمان قدرة القوات على الدفاع بشكل أفضل عن المجتمعات الحدودية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس القول إنه "كل صباح عندما يفتح الزعيم السوري أحمد الشرع عينيه في قصر الرئاسة في دمشق، سيرى الجيش الإسرائيلي يراقبه من قمة حرمون، وسيتذكر أننا هنا وفي جميع المنطقة الأمنية في جنوب سوريا، لحماية سكان الجولان والجليل من أي تهديدات".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي مستعد للبقاء في سوريا لفترة غير محدودة.. سنحافظ على المنطقة الأمنية في حرمون ونتأكد من أن جميع المنطقة الأمنية في جنوب سوريا خالية من الأسلحة والتهديدات."

وشنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية عقب سقوط الأسد، مؤكدة أنها تهدف إلى الحؤول دون سيطرة أطراف معادية لها على "قدرات استراتيجية".

وعقب اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية عائدة لقوات الأسد، أو كانت مرتبطة بحليفيه إيران وحزب الله اللبناني. 

ونادرا ما تبنّت إسرائيل في تلك الحقبة شنّ هذه الغارات، لكنها دائما ما كانت تؤكد أنها لن تسمح لعدوتها إيران بترسيخ وجود عسكري على حدودها.

سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان
سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان

خلفت المواجهات على الحدود السورية اللبنانية خلال اليومين الماضيين، مقتل 3 عناصر من القوات السورية على يد مسلحين تابعين لجماعة "حزب الله" اللبنانية، المصنفة على لائحة الإرهاب.

لكن هذه المواجهات ليست الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد بل هي الثانية والأشد أيضا من حيث الخسائر التي خلفتها، وعلى مستوى نوعية السلاح الذي استخدمه الطرفان.

وانتهت الاشتباكات بين قوات الإدارة السورية الجديدة ومسلحين من حزب الله، ينشطون في عدة مواقع وقرى وبلدات حدودية، باتفاق بنص مقتضب بين وزارتي الدفاع السورية واللبنانية.

ورغم أن الاتفاق كان كفيلا بتخفيف حدة التوتر، لكن لا يمكن اعتباره "حلا مستداما"، بحسب مراقبين.

يقول النائب، نزيه متى، عن حزب القوات اللبنانية، في حديث لقناة "الحرة" إن "التداخل في الحدود بين البلدين، وعدم حسم ملف الترسيم وفقًا للقرار 1680، رغم الجهود التي بذلها لبنان منذ عام 2010، يعد من أبرز التحديات التي تعيق جهود إعادة الاستقرار بين البلدين".

وأكد أن هذا الملف لا يزال عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق أي تقدم في مسار استقرار العلاقات بين لبنان وسوريا.

وأضاف متى أن عدم تأمين المنطقة يزيد من تعقيد الأمور، سيما في ظل وجود معامل لإنتاج مادة "الكبتاغون" في سوريا، وما يترتب على ذلك من تهريب لهذه المادة إلى لبنان ودول أخرى.

هذا الوضع يعزز من تدهور الأمن، ويزيد من معاناة المنطقة نتيجة عدم قدرة كلا البلدين على فرض سيطرة كاملة على حدودهما.

وأشار النائب إلى أن حزب الله والجهات الأخرى التي تحمل السلاح في المنطقة متورطة بشكل كبير في إشعال "حرب مفتوحة" بين سوريا ولبنان، وهو ما يمنع السلطات في البلدين من السيطرة على الحدود.

كما أن هذه الممارسات تعيق تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يتضمن بندا هاما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، مما يعزز حالة الانفلات الأمني.

ودعا متى الجيش اللبناني إلى تحمل كامل المسؤولية في حفظ أمن الحدود، مشددًا على أهمية إجراء تحقيق شامل للكشف عن الجهات المتورطة في تأجيج الصراع ومنع تطبيق قرار 1680 "القرار يدعو إلى حل القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، بما في ذلك مسألة الترسيم الحدودي، بالإضافة إلى حل جميع الميليشيات المسلحة في لبنان وحصر السلاح في أيدي الجيش اللبناني".

واتفقت سوريا ولبنان الاثنين، على وقف إطلاق النار عقب اشتباكات خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل جنود من الجانبين.

وذكرت وزارتا الدفاع السورية والصحة اللبنانية أن 3 جنود من الجيش السوري الجديد و7 لبنانيين قُتلوا في الاشتباكات.

واتهمت وزارة الدفاع السورية مساء الأحد عناصر من جماعة حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد وقتلهم، ونفت جماعة حزب الله ضلوعها في هذا الأمر.

وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم.

وقال الجيش اللبناني في بيان، الاثنين، إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".

وكانت القوات السورية خاضت مواجهات حدودية مع "حزب الله"، في فبراير الماضي. وبعد اشتباكات استمرت لأيام، حينها، وتركزت جهة مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد، أعلنت دمشق أنها تمكنت من تأمين الحدود.