اللباد ولد في درعا ومات فيها
اللباد ولد في درعا ومات فيها

من أروقة وزارة الخارجية إلى شوارع درعا، ثم الانحياز إلى الثورة والعمل من المنفى، تتلخص حياة السفير السوري السابق، نور الدين اللباد، الذي أعلن مقتله في درعا بعدما عاد إليها.

في الصنمين بريف درعا، بدأت حياة اللباد الذي ولد في عام 1962 وانطلقت مسيرة دبلوماسي مثل النظام السوري ثم اشنق عليه لاحقا.

وفي درعا أيضا، انتهت حياته أيضا برصاص مجهولين، وسط توترات سياسية وطائفية مستعمرة في الجنوب كما في مناطق أخرى.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن السفير المنشق وشقيقه عماد "قتلا إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهما" في حي المجبل، بمدينة الصنمين شمالي محافظة درعا.

بعد عودته من فرنسا إلى درعا.. مقتل سفير منشق عن نظام الأسد
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء، إن السفير المنشق عن النظام السابق، نور الدين اللباد وشقيقه عماد، قد لقيا مصرعهما إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهما في حي المجبل بمدينة الصنمين شمالي محافظة درعا.

وأعلنت قوات الأمن حظر تجول في البلدة بعد إحراق سيارات وتفجير قنابل يدوية عقب الهجوم، لكن بحلول الصباح، رُفع الحظر وعادت حركة المرور تدريجيا، حسب وكالة فرانس برس.

وشهدت المدينة مؤخرا اشتباكات بين قوات الأمن السورية التي يشرف عليها النظام الجديد ومجموعات مسلحة.

وجاء اغتياله بعد عملية أمنية أطلقتها قوى الأمن الداخلي ضد مجموعة مسلحة يقودها ضابط سابق، يدعى محسن الهيمد.

من هو اللباد؟

وبحسب المرصد، كان اللباد وزيرا مفوضا في وزارة الخارجية السورية، وعمل في سفارات لدى اليمن وفرنسا والعراق وتركيا وليبيا.

وإلى جانب عمله الدبلوماسي، كان شاعرا مهتما بالتراث الشعبي في درعا، وكتب العديد من أغاني التراث أبرزها "من مفرق جاسم للصنمين"، وترجم اللباد عدة كتب عن اللغة الفرنسية.

وحسب سيرته الذاتية على موقع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فقد حصل على دكتوراه في الأدب الفرنسي، ودبلوم عالي في الترجمة، وماجستير في العلاقات الدولية من السوربون في باريس.

وكان من أوائل الدبلوماسيين المنشقين عن النظام بسبب رفضه للعنف ضد المتظاهرين السلميين.

ومع بداية الثورة السورية في مارس 2011، تعرض للاعتقال مدة قصيرة في شهر مايو 2011 بسبب محاولته إدخال مساعدات إنسانية إلى محافظة درعا.

ثم أعلن انشقاقه في أبريل 2013 وغادر إلى فرنسا، وشغل لاحقا منصب ممثل الائتلاف الوطني السوري في فرنسا.

وخلال إقامته في فرنسا، شارك في المظاهرات والفعاليات الثورية وألقى كلمات وقصائد فيها وأقام أمسيات شعرية.

وقبل نحو أسبوعين عاد إلى درعا، حيث تم استقباله بترحاب من قبل الأهالي.

ولم تمر سوى أيام حتى اقتحم مجهولون منزله ليسدل الستار على حياة دبلوماسي ومترجم وأديب ثوري اختار الثورة

وحتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الواقعة.

سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان
سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان

خلفت المواجهات على الحدود السورية اللبنانية خلال اليومين الماضيين، مقتل 3 عناصر من القوات السورية على يد مسلحين تابعين لجماعة "حزب الله" اللبنانية، المصنفة على لائحة الإرهاب.

لكن هذه المواجهات ليست الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد بل هي الثانية والأشد أيضا من حيث الخسائر التي خلفتها، وعلى مستوى نوعية السلاح الذي استخدمه الطرفان.

وانتهت الاشتباكات بين قوات الإدارة السورية الجديدة ومسلحين من حزب الله، ينشطون في عدة مواقع وقرى وبلدات حدودية، باتفاق بنص مقتضب بين وزارتي الدفاع السورية واللبنانية.

ورغم أن الاتفاق كان كفيلا بتخفيف حدة التوتر، لكن لا يمكن اعتباره "حلا مستداما"، بحسب مراقبين.

يقول النائب، نزيه متى، عن حزب القوات اللبنانية، في حديث لقناة "الحرة" إن "التداخل في الحدود بين البلدين، وعدم حسم ملف الترسيم وفقًا للقرار 1680، رغم الجهود التي بذلها لبنان منذ عام 2010، يعد من أبرز التحديات التي تعيق جهود إعادة الاستقرار بين البلدين".

وأكد أن هذا الملف لا يزال عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق أي تقدم في مسار استقرار العلاقات بين لبنان وسوريا.

وأضاف متى أن عدم تأمين المنطقة يزيد من تعقيد الأمور، سيما في ظل وجود معامل لإنتاج مادة "الكبتاغون" في سوريا، وما يترتب على ذلك من تهريب لهذه المادة إلى لبنان ودول أخرى.

هذا الوضع يعزز من تدهور الأمن، ويزيد من معاناة المنطقة نتيجة عدم قدرة كلا البلدين على فرض سيطرة كاملة على حدودهما.

وأشار النائب إلى أن حزب الله والجهات الأخرى التي تحمل السلاح في المنطقة متورطة بشكل كبير في إشعال "حرب مفتوحة" بين سوريا ولبنان، وهو ما يمنع السلطات في البلدين من السيطرة على الحدود.

كما أن هذه الممارسات تعيق تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يتضمن بندا هاما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، مما يعزز حالة الانفلات الأمني.

ودعا متى الجيش اللبناني إلى تحمل كامل المسؤولية في حفظ أمن الحدود، مشددًا على أهمية إجراء تحقيق شامل للكشف عن الجهات المتورطة في تأجيج الصراع ومنع تطبيق قرار 1680 "القرار يدعو إلى حل القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، بما في ذلك مسألة الترسيم الحدودي، بالإضافة إلى حل جميع الميليشيات المسلحة في لبنان وحصر السلاح في أيدي الجيش اللبناني".

واتفقت سوريا ولبنان الاثنين، على وقف إطلاق النار عقب اشتباكات خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل جنود من الجانبين.

وذكرت وزارتا الدفاع السورية والصحة اللبنانية أن 3 جنود من الجيش السوري الجديد و7 لبنانيين قُتلوا في الاشتباكات.

واتهمت وزارة الدفاع السورية مساء الأحد عناصر من جماعة حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد وقتلهم، ونفت جماعة حزب الله ضلوعها في هذا الأمر.

وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم.

وقال الجيش اللبناني في بيان، الاثنين، إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".

وكانت القوات السورية خاضت مواجهات حدودية مع "حزب الله"، في فبراير الماضي. وبعد اشتباكات استمرت لأيام، حينها، وتركزت جهة مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد، أعلنت دمشق أنها تمكنت من تأمين الحدود.