سوريا تعاني من أزمات عدة من بينها انتشار السلاح
سوريا تعاني من أزمات عدة من بينها انتشار السلاح

حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

ودعا بينيرو خلال كلمة ألقاها الثلاثاء أمام الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف، السلطات السورية الانتقالية إلى اغتنام فرصة نادرة لرسم مسار جديد ينهي مآسي الماضي ويعيد بناء الثقة بما يحترم تنوع المجتمع السوري.

وأكد أن الشعب السوري وحده هو من يقرر الخطوات المقبلة، سواء بكشف الحقيقة، والبحث عن المختفين، أو بتبني إصلاحات وإجراءات للمساءلة.

وأشار ينيرو إلى أن اللجنة أحيطت علما بالخطوات العاجلة التي اتخذتها سلطات تصريف الأعمال، منها تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، معربا عن أمله في أن تعمل باستقلالية تامة وتكشف نتائجها بشفافية أمام الشعب السوري.

ومنذ ديسمبر الماضي، زارت اللجنة مراكز احتجاز شهيرة في دمشق وريفها، من بينها سجن صيدنايا العسكري وفرع المزة التابع للمخابرات الجوية، حيث سبق توثيق انتهاكات جسيمة.

وأكد بينيرو أن اللجنة التقت ضحايا وشهودا وناشطين في المجتمع المدني يعملون بإصرار لتعزيز العدالة والسلام.

وشدد على أن توضيح مصير عشرات آلاف الأشخاص الذين ما زالوا مختفين سيتطلب جهدا واسع النطاق تقوده السلطات المؤقتة، إلى جانب الدعم الفني من هيئات حقوق الإنسان والهيئات الإنسانية.

وأضاف: "دعا السوريون الذين التقينا بهم باستمرار إلى العدالة والمساءلة باعتبارهما عاملين حاسمين في مداواة جراح الصراع، من خلال مجموعة من الإجراءات، ليس فقط الإجراءات الجنائية ضد الجناة رفيعي المستوى، ولكن أيضا تدابير أوسع نطاقا لضمان الحق في معرفة الحقيقة والتعويض وعدم تكرار الفظائع الجماعية".

كما سلط بينيرو الضوء على التدهور الاقتصادي المتسارع في سوريا، مشيرا إلى أن انحسار التمويل الإنساني يزيد من حالة الإحباط، ما يؤدي إلى تصاعد العنف.

ودعا إلى رفع العقوبات القطاعية وتذليل العقبات التي تعطل جهود التعافي وإعادة الإعمار.

وحذر بينيرو من تصاعد التوتر في الجنوب مع تكثيف إسرائيل لهجماتها منذ ديسمبر الماضي، مما تسبب في نزوح مدنيين من ريف القنيطرة دون مبرر عسكري واضح، في انتهاك لاتفاق 1974 لفض الاشتباك.

وفي الشمال، أكد بينيرو تزايد أنشطة تنظيم داعش، حيث لا يزال آلاف المحتجزين بزعم ارتباطهم بالتنظيم في قبضة قوات سوريا الديمقراطية.

وحث الدول الأعضاء على استعادة مواطنيها من المنطقة وتقديم المتورطين في الجرائم إلى العدالة.

قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد
قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره، السبت، إن 673 شخصا قتلوا وجرحوا منذ بداية العام الحالي في مناطق متفرقة نتيجة الألغام ومخلفات الحرب.

وأوضح "خلال 100 يوم، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب 335 شخصا، بينهم 71 طفلا و17 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح بينهم 140 طفلا و3 سيدات".

وما تزال الألغام والمخلفات والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب تشكل تهديدا مباشرا وآنيا لحياة المدنيين، وتمثل كابوسا بالنسبة لكثيرين.

ويسجل المرصد السوري باستمرار حالات جديدة من الانفجارات المميتة التي تؤكد حجم الخطر المستمر الذي يهدد حياة السكان بالمناطق التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه.

وتنتشر مخلفات الحرب في عموم المناطق السورية التي شهدت عمليات عسكرية خلال السنوات السابقة، وتشكل هاجسا لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم.

ويتهم المرصد السلطات المحلية والمنظمات المعنية بالتقاعس عن إزالة الذخائر غير المنفجرة والألغام بمختلف أنواعها وأشكالها.

وفي ظل استمرار سقوط الضحايا، يدعو المرصد المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإزالة مخلفات الحرب في سوريا. كما يحث الحكومة الجديدة على التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز هذه العمليات، بما يضمن توفير بيئة آمنة تُمكّن الأهالي من العودة إلى مناطقهم دون مخاطر تهدد حياتهم أو تعيق استقرارهم.