ألمانيا تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين السوريين منذ العقد الماضي (رويترز)
وزيرة خارجية ألمانيا التقت الشرع في دمشق | Source: social media

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، الحكومة السورية المؤقتة إلى السيطرة على العناصر المتطرفة في صفوفها.

وقالت بيربوك في دمشق بعد إعادة فتح السفارة الألمانية هناك إنها أبلغت الإدارة السورية الجديدة بأن "المهمة تقع على عاتقهم الآن لتحويل الأقوال إلى أفعال، وكذلك تقع على عاتقهم مهمة السيطرة على الجماعات المتطرفة داخل صفوفهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم" في إشارة إلى أحداث الساحل السوري التي قُتل فيها المئات وغالبيتهم من الطائفة العلوية.

كذلك تحدثت الوزيرة الألمانية عن أوضاع السوررين في بلادها وقالت إنها ترحب ببقاء السوريين العاملين في ألمانيا، مشيرة إلى أنه يجب على الذين "ارتكبوا جرائم العودة إلى سوريا وهذه مهمة كبيرة".

وأضافت أن "سوريا في مرحلة حرجة ولا يمكننا التنبؤ بما سيحدث في الأسابيع والأشهر المقبلة".

ودعت وزيرة خارجية ألمانيا سوريا للانضمام إلى التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأكدت بيربوك أن "البنية التحتية للطاقة في سوريا بحاجة ماسة إلى الاهتمام وألمانيا تريد المساعدة".

وتستضيف ألمانيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين منذ العقد الماضي، وأبدت رغبة حذرة في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة مع الحث أيضا على احترام حقوق الأقليات.
والتقت بيربوك لأول مرة بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في بداية العام، بعد شهر واحد من تمكن المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام من الإطاحة بالأسد بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسفرت اشتباكات بين موالين للأسد وقوات الأمن وفصائل مسلحة موالية للحكام الجدد عن مقتل أكثر من ألف شخص من الأقلية العلوية، معظمهم من المدنيين، وفقا لمجموعة مراقبة معنية بالحرب.

قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد
قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره، السبت، إن 673 شخصا قتلوا وجرحوا منذ بداية العام الحالي في مناطق متفرقة نتيجة الألغام ومخلفات الحرب.

وأوضح "خلال 100 يوم، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب 335 شخصا، بينهم 71 طفلا و17 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح بينهم 140 طفلا و3 سيدات".

وما تزال الألغام والمخلفات والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب تشكل تهديدا مباشرا وآنيا لحياة المدنيين، وتمثل كابوسا بالنسبة لكثيرين.

ويسجل المرصد السوري باستمرار حالات جديدة من الانفجارات المميتة التي تؤكد حجم الخطر المستمر الذي يهدد حياة السكان بالمناطق التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه.

وتنتشر مخلفات الحرب في عموم المناطق السورية التي شهدت عمليات عسكرية خلال السنوات السابقة، وتشكل هاجسا لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم.

ويتهم المرصد السلطات المحلية والمنظمات المعنية بالتقاعس عن إزالة الذخائر غير المنفجرة والألغام بمختلف أنواعها وأشكالها.

وفي ظل استمرار سقوط الضحايا، يدعو المرصد المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإزالة مخلفات الحرب في سوريا. كما يحث الحكومة الجديدة على التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز هذه العمليات، بما يضمن توفير بيئة آمنة تُمكّن الأهالي من العودة إلى مناطقهم دون مخاطر تهدد حياتهم أو تعيق استقرارهم.