صورة نشرتها وزارة الداخلية السورية
صورة نشرتها وزارة الداخلية السورية

قالت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، إن قوات الأمن العام التابعة لها تسلمت من أهالي مدينة القرداحة بريف محافظة اللاذقية، دفعة طائرات مسيّرة انتحارية كانت تتبع سابقا لنظام بشار الأسد المخلوع.

وأضافت الوزارة في بيان نشرته على "فيسبوك" مع عدة صور، أن عملية تسليم الطائرات جاءت في أعقاب جلسة عقدت بين أهالي القرداحة ووجهاء وأعضاء لجنة السلم الأهلي هناك.

والقرداحة هي المدينة التي تنحدر منها عائلة بشار الأسد، الذي هرب إلى موسكو يوم 8 ديسمبر، بعد إعلان سقوط نظامه في سوريا.

وكانت هذه المدينة جزءا من عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق أطلقتها السلطات والفصائل العسكرية التابعة لإدارة دمشق الجديدة، قبل أسابيع، بعد تعرضها لسلسلة هجمات قالت إن منفذيها يتبعون لـ"فلول نظام الأسد".

وعلى مدى الأشهر الأسابيع الماضية، تسلمت قوات الأمن العام السورية أسلحة وذخائر من أهالي ووجهاء في مناطق الساحل السوري، وجاء ذلك بموجب "تسويات" واجتماعات عقدتها لجان السلم الأهلي هناك.

لكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تسليم طائرات انتحارية من نوع "FPV".

وقبل سقوط نظامه، كانت قوات الأسد استخدمت هذا النوع من المسيرات في ضرب مناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا.

قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد
قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره، السبت، إن 673 شخصا قتلوا وجرحوا منذ بداية العام الحالي في مناطق متفرقة نتيجة الألغام ومخلفات الحرب.

وأوضح "خلال 100 يوم، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب 335 شخصا، بينهم 71 طفلا و17 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح بينهم 140 طفلا و3 سيدات".

وما تزال الألغام والمخلفات والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب تشكل تهديدا مباشرا وآنيا لحياة المدنيين، وتمثل كابوسا بالنسبة لكثيرين.

ويسجل المرصد السوري باستمرار حالات جديدة من الانفجارات المميتة التي تؤكد حجم الخطر المستمر الذي يهدد حياة السكان بالمناطق التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه.

وتنتشر مخلفات الحرب في عموم المناطق السورية التي شهدت عمليات عسكرية خلال السنوات السابقة، وتشكل هاجسا لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم.

ويتهم المرصد السلطات المحلية والمنظمات المعنية بالتقاعس عن إزالة الذخائر غير المنفجرة والألغام بمختلف أنواعها وأشكالها.

وفي ظل استمرار سقوط الضحايا، يدعو المرصد المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإزالة مخلفات الحرب في سوريا. كما يحث الحكومة الجديدة على التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز هذه العمليات، بما يضمن توفير بيئة آمنة تُمكّن الأهالي من العودة إلى مناطقهم دون مخاطر تهدد حياتهم أو تعيق استقرارهم.