صورة أرشيفية لمسلحين في درعا (رويترز)
صورة أرشيفية لمسلحين في درعا (رويترز)

قتل 4 أشخاص في مدينة درعا السورية، إثر تبادل لإطلاق النار بين مواطنين وقوات من الجيش الإسرائيلي، حيث قال الأخير إنه تعرض لرصاص مسلحين ورد عليه، فيما قالت الرواية الرسمية السورية إن الجيش الإسرائيلي حاول التدخل في إحدى القرى وقصفها بقذائف دبابات.

بيان الجيش الإسرائيلي قال إن قواته "رصدت عددا من العناصر الإرهابية المسلحين أطلقوا النار نحو قوات جيش الدفاع في منطقة جنوب سوريا، حيث ردت القوات بإطلاق النار ومن ثم هاجمت مسيرة لجيش الدفاع الإرهابيين".

فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن القوات الإسرائيلية توغلت في بلدة كويا غربي درعا وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وقامت بقصفها بعدة قذائف دبابات، مما أدى إلى مقتل 4 مواطنين وإصابة آخرين بينهم امرأة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن قوة عسكرية إسرائيلية "حاولت التوغل في قرية كويا، مما تسبب في اندلاع اشتباكات بينها وبين شبان من المنطقة أجبروها على الانسحاب".

وأضاف أنه على وقع تلك الاشتباكات، "قصفت القوات الإسرائيلية القرية بالمدفعية الثقيلة، وسط حركة نزوح كبيرة لأهالي المنطقة خوفا من القصف الإسرائيلي".

سوريا تعاني من أزمات عدة من بينها انتشار السلاح
كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد شن ضربات جديدة استهدفت قاعدتين عسكريتين في سوريا، صباح الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان، إنه تم "قصف قدرات عسكرية متبقية في محيط القاعدتين العسكريتين السوريتين تدمر وT4".

وحسب تقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن الغارة على قاعدة "T4 - تي فور"، دمّرت برج المراقبة ومدارج الإقلاع والهبوط وحظائر الطائرات، مما جعل القاعدة غير صالحة للاستخدام، بعد أن كانت الغارة السابقة قد أسفرت عن تدمير نحو 20 طائرة من طراز "سوخوي" روسية الصنع.

وذكرت القناة، أن الهدف من الضربات هو "الحيلولة دون استخدام هذه القاعدة مستقبلًا" من قبل الإدارة الحالية في سوريا، التي تعتبرها إسرائيل "تهديدًا محتملًا".

وربط التقرير العملية برسالة غير مباشرة لتركيا، في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تعمل أيضًا على إحباط تمركز خلايا تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في محافظة درعا جنوب سوريا".

وفي مطلع مارس الجاري، وخلال حضوره اجتماعات جامعة الدول العربية في القاهرة، علق رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على التوغلات الإسرائيلية في بلاده.

وقال في تصريحات تلفزيونية نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا): "العدوان الإسرائيلي هو استغلال لمرحلة انهيار النظام، وأجرى تقدما بحجج أمنية، لكن النوايا التوسعية ظاهرة في هذا الأمر".

وتابع: "بماذا سنرد؟ هذا الذي ينبغي ألا نقوله الآن".

وعقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على قواعد ومواقع عسكرية سورية، ودخلت قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة داخل سوريا.

وطالما سعت الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والغربية بشأن نواياها، ووعدت بأن تكون سوريا "شاملة لكل الأطياف" مع استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومات التي نأت بنفسها عن نظام الأسد.

وقال الشرع، لصحفيين أجانب في ديسمبر الماضي، إن دمشق لا ترغب في خوض صراع مع إسرائيل أو أي دولة أخرى.

ونقلت وكالة رويترز، في وقت سابق هذا الشهر، عن مصادر "مطلعة" قولها، إن إسرائيل تعتبر الحكومة الجديدة في سوريا "تهديدا خطيرا"، وإن دمشق "قد تهاجمها" ذات يوم.

وأشارت إسرائيل علنا إلى أنها لا تثق في جماعة هيئة تحرير الشام التي قادت هجوما أطاح بنظام الأسد، وكانت تتبع تنظيم القاعدة قبل فك الارتباط معه في 2016.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في تصريحات سابقة، إن إسرائيل "لن تتهاون" مع وجود هيئة تحرير الشام أو أي قوات أخرى مرتبطة بالإدارة الجديدة في جنوب سوريا، وطالب بنزع السلاح من المنطقة.

قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد
قتل الآلاف في سوريا نتيجة للألغام المنتشرة في البلاد

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره، السبت، إن 673 شخصا قتلوا وجرحوا منذ بداية العام الحالي في مناطق متفرقة نتيجة الألغام ومخلفات الحرب.

وأوضح "خلال 100 يوم، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب 335 شخصا، بينهم 71 طفلا و17 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح بينهم 140 طفلا و3 سيدات".

وما تزال الألغام والمخلفات والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب تشكل تهديدا مباشرا وآنيا لحياة المدنيين، وتمثل كابوسا بالنسبة لكثيرين.

ويسجل المرصد السوري باستمرار حالات جديدة من الانفجارات المميتة التي تؤكد حجم الخطر المستمر الذي يهدد حياة السكان بالمناطق التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه.

وتنتشر مخلفات الحرب في عموم المناطق السورية التي شهدت عمليات عسكرية خلال السنوات السابقة، وتشكل هاجسا لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم.

ويتهم المرصد السلطات المحلية والمنظمات المعنية بالتقاعس عن إزالة الذخائر غير المنفجرة والألغام بمختلف أنواعها وأشكالها.

وفي ظل استمرار سقوط الضحايا، يدعو المرصد المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإزالة مخلفات الحرب في سوريا. كما يحث الحكومة الجديدة على التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز هذه العمليات، بما يضمن توفير بيئة آمنة تُمكّن الأهالي من العودة إلى مناطقهم دون مخاطر تهدد حياتهم أو تعيق استقرارهم.