إيلون ماسك
إيلون ماسك

لم يكن نجاح الملياردير الأميركي إيلون ماسك (47 عاما)، صاحب شركة تسلا للسيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس للصواريخ التي تقدر قيمتها حاليا بحوالي 20 مليار دولار محض صدفة.

الرجل الذي أحدث "ثورة" في عالم النقل على الأرض وفي الفضاء، بحسب وصف موقع فوربس، يمتلك قصة نجاح كبيرة تخللتها محطات فشل.

كان ماسك، الذي ولد في جنوب إفريقيا، يستثمر الأموال التي يجنيها في كل محطة نجاح للوصول إلى نجاح آخر، حتى أصبح الآن رمزا من رموز الصناعة الأميركية وأحد أهم مزودي الجيش الأميركي وناسا بخدمات إطلاق الصواريخ.

ماسك الذي كان شغوفا بعالم الكمبيوتر، صمم، بعمر 12 عاما، لعبة إلكترونية تسمى Blaster وباعها بمبلغ 500 دولار، وهو ما كان بمثابة نقطة انطلاق إلى عالم التجارة والأعمال.

صاروخ فالكون-9 من إنتاج سبيس إكس

​​

هاجر إلى كندا في عمر 17 عاما، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لدراسة الفيزياء والاقتصاد في جامعة بنسلفانيا.

خطا ماسك خطوات صغيرة نحو نادي المليونيرات، بدأت عندما أنشأ شركة صغيرة أطلق عليها Zip2، أدرت عليه الملايين لاحقا بعد بيعها لشركة Compaq Computers.

في عام 1999 أنشأ موقع X.com المتخصص في تقديم خدمات مصرفية إلكترونية، ثم حصلت عملية إدماج للموقع مع PayPal وكان ماسك المساهم الرئيسي في الكيان الجديد.

وفي 2002 اشترى الموقع التجاري الشهير Ebay موقع PayPal في صفقة قدرت بقيمة 1.4 مليار دولار.
 
في هذا العام ذاته توجه ماسك إلى الاستثمار في عالم الفضاء، وذهب إلى روسيا أكثر من مرة للتفاوض حول شراء صواريخ عابرة للقارات مستخدمة ومرممة، لاستخدامها في إجراء تجارب علمية على كوكب المريخ.

كان ماسك يبحث عن صواريخ رخيصة الثمن، لذلك تراجع عن الشراء لأن الروس طلبوا مبالغ كبيرة، وسخروا منه عندما أراد شراء صاروخين بقيمة صاروخ واحد، وقالوا له "أنت لا تملك الأموال أيها الولد الصغير".

بعد هذه الحادثة، بدأ رجل الأعمال الطموح البحث عن طريقة لتصنيع صواريخه بنفسه، فعكف على القراءة والاطلاع على عالم صناعة الصواريخ، حتى أنشأ سبيس إكس في 2002.

استثمر 100 مليون دولار من أرباح صفقة PayPal لإنشاء شركته الجديدة، وكان الغرض منها هو إطلاق مركبات للفضاء للأهداف التجارية.

2008 كانت "أسوأ سنة في حياته"، حسبما صرح هو من قبل، فالشركة لم تحقق النجاحات المرجوة منها وفشلت في ثلاث محاولات إطلاق، وكذلك شركة تسلا التي أنشأها في 2008، كانت تعاني من متاعب مالية، وأضف إلى ذلك أنه كان يمر بتجربة طلاق.

​​

لم ييأس ماسك وأصر على المحاولة مجددا، ولم تمر أسابيع قليلة حتى تمت تجربة إطلاق صاروخ فالكون بنجاح، ووقعت الشركة عقدا مع وكالة ناسا لإطلاق مركبات غير مأهولة للفضاء.

عام 2012، أصبحت سبيس إكس محط اهتمام إعلامي كبير عندما أطلقت الصاروخ فالكون-9 الذي حمل كبسولة غير مأهولة للمحطة الفضائية الدولية، وكانت أول مرة تقوم فيها شركة خاصة بإطلاق سفينة فضاء لهذه المحطة. هذا الإنجاز الكبير وصفه ماسك بأنه كان مثل "الفوز بمباراة سوبر بول".

أضاف ماسك إنجازات أخرى للشركة في آذار/مارس 2017 عندما تم إطلاق صاروخ آخر من نوع فالكون-9 لكن من مواد يمكن إعادة استخدامها، ما فتح المجال أمام تقليل تكلفة السفر في الفضاء، وتلا ذلك إطلاق الصاروخ فالكون هيفي هذا الشهر، والذي اعتبر أنه "الصاروخ الأقوى" من نوعه في العالم.

​​

شركة تسلا التي واجهت متاعب بعيد إطلاقها عام 2008، أطلقت بعد سنوات قليلة السيارة رودستار، القادرة على السير من سرعة صفر إلى 96 كيلومترا في الساعة في مدة زمنية تقدر بنحو 3.7 ثانية.

إيلون ماسك وسيارته تسلا

​​وفي 2013، أطلق ماسك الذي تبلغ ثروته حاليا 20.7 مليار دولار، نظاما جديدا للنقل فائق السرعة أسماه Hyper loop بهدف إنشاء وسيلة تنقل بين المدن في أقل وقت ممكن، بواسطة كبسولات تسير في أنفاق بسرعات تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة. 

 تحويل الأفكاره إلى حركات ذراع روبوتي، تقنية ستدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مجموعة واسعة من الأنشطة
تحويل الأفكاره إلى حركات ذراع روبوتي، تقنية ستدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مجموعة واسعة من الأنشطة

تمكن نظام جديد يجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات من مساعدة رجل مصاب بالشلل الرباعي في تحويل أفكاره إلى حركات ذراع ميكانيكية، مع استمرار عمل النظام لمدة سبعة أشهر دون الحاجة إلى تعديلات كبيرة.

وهذا يتجاوز بكثير الأيام القليلة التي تدوم فيها هذه الأنظمة عادة قبل أن تحتاج إلى إعادة معايرة، مما يبرز إمكانات هذه التكنولوجيا، وفقًا لفريق البحث في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.

وبحسب البحث الجديد، ما هو حاسم في نظام واجهة الدماغ مع الكمبيوتر (BCI) هو الخوارزميات الذكية المستخدمة لمطابقة إشارات الدماغ مع الحركات.

كان الرجل قادرًا على مشاهدة حركات الذراع الروبوتية في الوقت الفعلي أثناء تخيلها، مما يعني أن الأخطاء يمكن تصحيحها بسرعة، ويمكن تحقيق دقة أكبر في الحركات الروبوتية.

يقول الدكتور كارونش جانغولي، أستاذ الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو "إن دمج التعلم بين البشر والذكاء الاصطناعي هو المرحلة التالية لهذه الواجهات بين الدماغ والكمبيوتر لتحقيق وظائف متقدمة وواقعية."

بتوجيه الذراع الروبوتية من خلال الأفكار فقط، كان الرجل قادرًا على فتح خزانة، أخذ كوب، ووضعه تحت جهاز صنع المشروبات.

لهذه التقنية إمكانات كبيرة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مجموعة واسعة من الأنشطة.

من بين الاكتشافات التي تم التوصل إليها خلال البحث، وجد الفريق أن شكل الأنماط الدماغية المتعلقة بالحركة ظل كما هو، لكن موقعها انحرف قليلاً مع مرور الوقت، وهو أمر يُعتقد أنه يحدث مع تعلم الدماغ واكتسابه معلومات جديدة.

تمكنت الخوارزميات الذكية من حساب هذا الانحراف، مما يعني أن النظام لم يكن بحاجة إلى إعادة معايرة متكررة.

وما هو أكثر من ذلك، فإن الباحثين واثقون من أن سرعة ودقة النظام يمكن تحسينهما مع مرور الوقت.

هذا ليس نظامًا بسيطًا أو رخيصًا لإعداده، حيث يستخدم الزرعات الدماغية وتقنية تُعرف باسم "التخطيط الكهربائي للقشرة الدماغية" (ECoG) لقراءة النشاط الدماغي، وحاسوب يمكنه ترجمة هذا النشاط وتحويله إلى حركات ميكانيكية للذراع.

ومع ذلك، فإن هذا دليل على وجود التكنولوجيا الآن لرؤية الأنماط العصبية المرتبطة بالأفكار حول الحركات الجسدية، وامكانية تتبع هذه الأنماط حتى مع تحركها في الدماغ.

هذه التكنولوجية ليست بالجديدة، إذ استخدمت أنظمة مشابهة تمنح الأصوات لأولئك الذين لم يعودوا قادرين على التحدث، وتساعد رجلًا مصابًا بالشلل الرباعي مثلا في لعب الشطرنج.

ومع استمرار تحسن التكنولوجيا، ستصبح الحركات الأكثر تعقيدًا ممكنة، ويقول جانغولي: "أنا واثق تمامًا أننا تعلمنا كيفية بناء النظام الآن، وأننا يمكننا جعله يعمل."