زاو أو ZAO، تطبيق صيني جديد، صعد بسرعة إلى رأس قائمة التطبيقات الأكثر تحميلا في كل من آب ستور وغوغل بلاي في الصين، خلال ساعات بعد إصداره الأحد.
التطبيق الجديد يمكن المستخدمين من وضع وجوه أناس عاديين على وجوه مشاهير في فيديوهات مختلفة، باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفقا لتقرير موقع "The Next Web".
In case you haven%27t heard, #ZAO is a Chinese app which completely blew up since Friday. Best application of %27Deepfake%27-style AI facial replacement I%27ve ever seen. Here%27s an example of me as DiCaprio (generated in under 8 secs from that one photo in the thumbnail) 🤯 pic.twitter.com/1RpnJJ3wgT
لكن التطبيق يحمل العديد من المخاطر التي تتعلق بالخصوصية، فهو يشبه سلفه "Deepfakes" الذي استخدم لابتزاز نساء من خلال تركيب صورهن على صور وفيديوهات فاضحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق تسمح للشركة بإمكانية استعمال صور المستخدمين وإرسالها إلى طرف ثالث بدون تصريح مباشر من قبل المستخدم، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".
لكن بسبب آلاف التعليقات الغاضبة بشأن سياسة الخصوصية للتطبيق، فإن مطوري البرنامج أعلنوا حذف البند الذي يسمح بإشراك طرف ثالث في المحتوى الذي يضعه المستخدمون، بحسب "The Next Web".
يذكر أن تطبيق Faceapp الروسي الشهير، قد تعرض لانتقادات بسبب سياسة الخصوصية الضبابية للبرنامج، إذا لا يعرف مصير المعلومات التي يتيحها المستخدم للتطبيق، خاصة وأن سياسة خصوصية الشركة الروسية غير واضحة.
وبموافقتك على تحميل التطبيق على هاتفك فإنك توافق على السماح للتطبيق بتسلم بيانات من الإنترنت، والاطلاع على اتصال الشبكة الخاص بك، والدخول إلى معرض الصور بهاتفك، وبنود أخرى تأتي تحت بند "تحسين الخدمة" ونشر الإعلانات.
لكن، تطبيق FaceApp لا يتفرد وحده بمثل هذه الشرط، فهناك تطبيقات كثيرة تدرج نفس الشروط ضمن سياسة الخصوصية والاستخدام الخاص بها.
"الصور التي انتشرت واقعية إلى حد كبير "، هكذا علقت الطبيبة الإسبانية، ميريام الأديب منداري، على انتشار "صور عارية مفبركة" عبر الذكاء الاصطناعي لابنتها ذات الـ14 عاما.
وتقول منداري، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن "الذكاء الاصطناعي قام بعمله على أكمل وجه ما تسبب في تعرض ابنتي للتحرش والابتزاز"، بينما يكشف خبير عن جرائم تلك الأنظمة الذكية وسبل الوقاية منها.
والأسبوع الماضي، أوردت صحف إسبانية أن الشرطة فتحت تحقيقا بعد إبلاغ أمهات بتداول مجموعة من الصور، تم تعديلها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لأكثر من 20 فتاة في البلدة التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف شخص في مقاطعة بداخوث.
وتحقق الشرطة الإسبانية في تداول صور عارية لفتيات بواسطة الذكاء الاصطناعي في بلدة ألمندراليخو الصغيرة الواقعة في جنوب البلاد، مما تسبب في حالة صدمة بين الأهالي، وفق صحيفة "إلبايس".
تحرش وابتزاز بـ"الذكاء الاصطناعي"
ومن بين هؤلاء الفتيات، إيزابيل، البالغة 14 عاما، التي ذهبت إلى مدرستها ذات صباح ليخبرها زملاؤها بانتشار بعض الصور لها وهي عارية تماما، وكذلك حصل مع زميلاتها، إذ انتشرت صورهن على الهواتف.
وبعد عودتها إلى منزلها، أخبرت إيزابيل والدتها بأمر الصور قائلة: "يقولون إن هناك صورة عارية متداولة، لقد فعلوا ذلك باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي، أنا خائفة".
وتكشف والدة إيزابيل، الدكتورة منداري، وهي طبيبة إسبانية مختصة بالأمراض النسائية، عن كيفية تعرض ابنتها للتحرش والابتزاز عبر الذكاء الاصطناعي.
وتقول "أصبنا بصدمة وحالة من الذهول، الصور التي انتشرت واقعية إلى حد كبير، هي فعلا تشبه الحقيقة، وكأنها فعلا لجسد ابنتي".
وقد تضطر لمشاهدة الصور والتدقيق بها لمرتين و 3 مرات لتتأكد من أنها ليست لجسد ابنتك، فقد قام الذكاء الاصطناعي بعمله على أكمل وجه ووضع جسدا على وجه ابنتي، حسبما تؤكد والدة إيزابيل.
وتوضح أن الأمر كان "مزعجا حقا ومخيفا"، غير أنها استغلت عدد متابعيها الكبير على إنستغرام والبالغ أكثر من 137 ألف متابع لنشر القضية وتسليط الضوء عليها.
واكتشفت منداري "أن مجموعة أخرى من الفتيات تعرضن لنفس الموقف الذي تعرضت له ابنتها"، وشكلت مجموعة للأمهات والآباء للبحث عمن يقف وراء نشر تلك الصور "المزيفة".
وتبين أن إحدى الفتيات قامت بفعل ذلك بالشراكة مع الذكاء الاصطناعي، وفق والدة إيزابيل.
وكانت هذه الصور في الأصل صورا طبيعية لفتيات بملابسهن العادية وبعضها كان منشورا على حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل التلاعب بها من خلال تطبيق يجرد الشخص من ملابسه، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وحتى الآن، بلغ عدد ضحايا هذا التطبيق أكثر من 20 فتاة في ألمندراليخو أو بالقرب منها، تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما.
ونشرت والدة إيزابيل على إنستغرام، مقطع فيديو أشارت خلاله إلى أنها عندما عادت للتو من رحلة، اكتشفت أمرا "خطيرا" حدث لابنتها.
وقالت إن ابنتها (14 عاما) أبلغتها بوجود صورة عارية لها وفتيات أخريات.
ولقي الفيديو تفاعلا كبيرا بعد أن حثت الطبيبة الأمهات الأخريات على الإبلاغ عما حدث لبناتهن، وعدم الخوف.
كيف نتعامل مع تلك المشكلات؟
وعن طريقة تعاملها مع "الصدمة"، تقول منداري " ذهبت إلى عملي وتابعت حياتي بشكل طبيعي، لكن أخذت ابنتنا وتحدثنا معها، لقد طمأنناها، ومنحناها الثقة، وكنا معها في كل الأوقات، وما فعلناه منذ ذلك الحين هو التوعية والتحذير لنحمي باقي الأطفال في عمرها".
ومن جانبه ينصح جوزيف رامون باريدس برا، وهو والد إيزابيل، بوضع "الثقة في الأطفال ومنحهم الأمان"، وفقا لحديثه لموقع "الحرة".
ويقول "ما حصل سيئ للغاية لكن علينا أن نعمل على رفع التوعية وعلى الشرطة والجهات المعنية بأمن المجتمع والمدارس أن ترفع منسوب الحذر والخطر من هذه التقنيات".
ويطالب بوضع " قوانين خاصة" لمنع حدوث جرائم الذكاء الاصطناعي، وبأن تدرس المدارس "اخلاقيات استخدام تلك الأنظمة الذكية".
والذكاء الاصطناعي لا يرتكب الجريمة دون "تدخل بشري"، فالإنسان هو من يرتكبها بالشركات مع الأدوات المتطورة والحديثة، وفق حديث والد إيزابيل.
ويشير إلى أن الفتاة المتورطة في "تزوير الصور" قرينة ابنته وتبلغ 14 عاما فقط، والقانون لن يحاسب الأطفال ولا يمكن توجيه الاتهامات لهم.
ويجب على المدارس أن تلعب دورا بارزا في التوعية من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض العري والتشهير والابتزاز، لأن قانون العقوبات لن يعوّض علينا أو يحمينا في مثل هذه الجرائم، وفق حديث والد إيزابيل.
ويطلب من البرلمان الأوروبي أن يبحث ذلك على مستوى السياسات الوطنية والمحلية.
لا يمكن أن يكون بحوزة الأطفال القاصرين أداة خطيرة وسلاح مثل الهاتف المحمول وأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي قد تتسبب في "أذية وتدمير الآخرين"، حسبما يشدد.
وفي أبريل 2021، اقترحت المفوضية الأوروبية أول إطار تنظيمي للاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي.
وتقول المفوضية إن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها في تطبيقات مختلفة يتم تحليلها وتصنيفها وفقا للمخاطر التي تشكلها على المستخدمين، وإن مستويات المخاطر المختلفة ستعني تنظيما أكثر أو أقل.
تتمثل أولوية البرلمان في التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الاتحاد الأوروبي آمنة وشفافة ويمكن تتبعها وغير تمييزية وصديقة للبيئة، وينبغي أن يشرف الناس على أنظمة الذكاء الاصطناعي، وليس الأتمتة، لمنع النتائج الضارة، بحسب موقع البرلمان الرسمي.
مخاطر و"ضوابط"
تأتي هذه الحوادث في وقت أثارت فيه برامج الذكاء الاصطناعي، ومن بينها روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، مخاوف من تأثيرها على الخصوصية.
وهناك حوالى 96 بالمئة من مقاطع الفيديو المزيفة تزييفا عميقا، أي عبر تقنية "ديب فايك"، تتضمن إباحية غير توافقية، ومعظمها تصوّر نساء، وفق دراسة أجرتها في العام 2019 شركة "سينسيتي" Sensity الهولندية للذكاء الاصطناعي.
وفي العام نفسه، أُغلق تطبيق "ديبنيود" (DeepNude) الذي يعري النساء افتراضيا، بعد ضجة حول إساءة استخدامه المحتملة.
غير أن الوصول إلى أدوات أخرى مماثلة ظل ممكنا عن طريق المراسلة المشفرة، وفق وكالة "فرانس برس".
ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يقول خبراء إن على شركات شبكات التواصل الاجتماعي بذل جهود إضافية لخلق مساحات رقمية آمنة.
ولذلك يشير خبير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، سلوم الدحداح، إلى "أهمية وضع قوانين منظمة للتحقق من الاستخدام الآمن لأنظمة الذكاء الاصطناعي".
ويجب أن تدشن الشركات المالكة والمطورة لأنظمة الذكاء الاصطناعي "أنظمة تحقق"، توقف التعامل مع "صور الأطفال"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويجب ذلك وضع ضوابط لاستخدام "الصور العارية" لأغراض طبية فقط، لمنع انتشار الاستخدام "غير الآمن" لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حسبما يوضح خبير التكنولوجيا.
ويؤكد الدحداح أهمية "وضع ضوابط" لمعرفة الأشخاص القائمين على استخدام الصور العارية، وأسباب استخدامها ووقف التعامل عليها فورا، إذا لم يكن ذلك لـ"أغراض طبية".
في المقابل، وبحسب سياسة استخدام "Open AI"، المطورة لخدمة تشات جي بي تي"، فإن "لا يجوز استخدام الخدمات بطريقة تنتهك حقوق أي شخص أو تختلسها أو تنتهكه"، فيما تؤكد الشركة المطورة على أنها تهدف لبناء الذكاء الاصطناعي العام "الآمن والمفيد".
وكذلك تشدد شركة "غوغل" المطورة لأدوات عدة تعمل بالذكاء الاصطناعي على المبادىء الأخلاقية في الاستخدام، بينما تنتشر تطبيقات وأدوات لشركات عدة يصعب رصد شروط استخدامها وآلية المحاسبة وتحميل المسؤولية فيها.