الجزء الداخلي من بطارية ليثيوم
الجزء الداخلي من بطارية ليثيوم

سلط منح جائزة نوبل للكيمياء لثلاثة من العلماء لدورهم في اكتشاف بطاريات الليثيوم، الضوء على هذا النوع من البطاريات الذي أحدث ثورة غيرت نمط حياتنا.  

فبطاريات الليثيوم​ تستخدم على نطاق واسع من الأجهزة، من الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة، إلى السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.

يقدر سوق بطاريات الليثيوم حاليا  بأكثر من 90 مليار في العام، مقارنة بـ 37 مليار في عام 2018.

وتمتاز بطاريات الليثيوم بالقوة وهي تسهم في تحسين البيئة من خلال تقليل استخدام الوقود الأحفوري عبر السماح بتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من المصادر المتجددة.

وتم منح جائزة نوبل للكيمياء لعام 2019 للبريطاني  ستانلي ويتينغهام، والأميركي جون غود إناف، والياباني أكيرا يوشينو الذين ساهموا في اختراع هذا النوع من البطاريات.

وقالت لجنة منح الجائزة على تويتر:

"من خلال عملهم (الثلاثة) وضع الحاصلون على جائزة نوبل للكيمياء هذا العام الأساس لمجتمع لاسلكي خال من الوقود الأحفوري".

أول بطارية

وطور ويتينغهام أول بطارية ليثيوم وظيفية في السبعينيات لكنها كانت شديدة الانفجار وغير قابلة للاستخدام.

ويتينغهام الذي يعمل في جامعة بينغهامبتون الأميركية، اكتشف مادة تسمى ثاني كبريتيد التيتانيوم قام بتوظيفها لإنتاج الطرف الموجب في البطارية ويسمى "الكاثود". 

بعد ذلك قام بصنع "الأنود" (الطرف السالب) من الليثيوم المعدني المعروف جدا بإطلاقه للإلكترونات، وهو المعدن الأخف وزنا في الجدول الدوري للعناصر الكيميائية.

البطارية كانت بقدرة 2 فولت، لكن الليثيوم جعلها قابلة للانفجار.

غود إناف الأستاذ بجامعة تكساس قام في عام 1980 بتحسين أداء البطارية من خلال استخدام أكسيد الكوبالت بدلا عن الكبريتيتد، الأمر الذي رفع قدرة البطارية إلى 4 فولتات.

واستنادا لعمل غود إناف، ابتكر الياباني يوشينو أول بطارية ليثيوم قابلة للاستخدام التجاري في عام 1985. وهو يعمل الآن بجامعة ميجو اليابانية.

دخلت بطاريات الليثيوم السوق على نطاق واسع في عام 1991.

كيف تعمل؟

تقوم البطاريات بتخزين وإطلاق الطاقة بشكل أساسي من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند قطبيها السالب (الأنود) والموجب (الكاثود). 

تنتقل الأيونات الموجبة من الأنود إلى الكاثود من خلال محلول كهربائي (الكترولايت) موجود بين الاثنين.

ويتم عكس العملية لجعل البطارية قابلة للشحن.

ويعمل العلماء الآن على تطوير بطاريات ليثيوم بالكاربون ديوكسيد ويرى البعض أن هذا النوع سينقل تكنولوجيا البطاريات إلى مستوى جديد، بسبب طريقة إعادة شحنه وقدرته على الاحتفاظ بالطاقة لفترة طويلة.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي استحوذت على اهتمام عالمي - رويترز
تطبيقات الذكاء الاصطناعي استحوذت على اهتمام عالمي - رويترز

أداة "البحث العميق" من OpenAI هي واحدة من أحدث الابتكار ات في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد لاقت اهتماما كبيرا في الأوساط التكنولوجية.

تتميز هذه الأداة بقدرتها على إجراء تحليل عميق للمعلومات في دقائق، مما يوفر وقت الخبراء الذين قد يحتاجون لساعات لإتمام ذات المهام.

تساعد هذه التقنية في تسريع عمليات البحث والاستخلاص والتفسير للبيانات بشكل فعال، ويمكن استخدامها في العديد من المجالات مثل البحث الأكاديمي، تحليل البيانات التجارية، والتطوير التكنولوجي.

ويعكس هذا الابتكار، التطور السريع في الذكاء الاصطناعي وقدرته على تحسين الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الخبرة البشرية في بعض المهام.

تم تسويق هذه الأداة كمساعد بحث يمكنه منافسة المحلل المدرب، اذ تقوم بالبحث التلقائي على الإنترنت، وتجمع المصادر وتقدم تقارير منظمة. 

كما أنها حصلت على 26.6% في اختبار الإنسانية الأخير HLE، وهو معيار صعب للذكاء الاصطناعي، متفوقًا على العديد من النماذج الأخرى، بحسب موقع زي دي نيت.

تكنولوجيا متطورة لكن بعيوب

تقول مجلة "ساينس اليرت" أن البحث العميق لا يرقى تمامًا إلى الضجة التي أُثيرت حوله، ورغم أنه ينتج تقارير مصقولة، إلا أن لديه عيوبًا وصفها البعض بالخطيرة.

وفقًا لمختصين، يمكن أن يفوت البحث العميق تفاصيل أساسية، ويعاني من صعوبة في التعامل مع المعلومات الحديثة وأحيانًا يختلق حقائق.

تقول الشركة في هذا الشأن إنها "قد تختلق أحيانًا الحقائق في الإجابات أو تستنتج استنتاجات غير صحيحة، رغم أن ذلك يحدث بمعدل أقل بشكل ملحوظ مقارنةً بنماذج ChatGPT الحالية، وفقًا للتقييمات الداخلية".

تقول مجلة "ذا فيرج" مثلا، إنه ليس من المفاجئ أن تتسلل بيانات غير موثوقة، إذ أن نماذج الذكاء الاصطناعي لا "تعرف" الأشياء بنفس الطريقة التي يعرفها البشر.

فكرة "محلل البحث" من الذكاء الاصطناعي تثير أيضًا العديد من الأسئلة، فهل يمكن للآلة، بغض النظر عن قوتها، أن تحل فعلاً محل الخبير البشري؟

ما هي تداعيات ذلك على العمل المعرفي؟ وهل يساعدنا الذكاء الاصطناعي حقًا على التفكير بشكل أفضل، أم أنه فقط يسهل علينا التوقف عن التفكير تمامًا؟

في العدد الكبير من المجالات التي تم اختبار الذكاء الاصطناعي التوليدي فيها، يُعتبر القانون ربما أكثر المجالات التي تظهر فيها الفشل الواضح.

فالأدوات مثل ChatGPT جعلت المحاميين يتعرضون للعقوبات والخبراء يتعرضون للإحراج العلني، حيث أنتجت وثائق استنادًا إلى قضايا مختلقة واستشهادات بحثية غير موجودة.

يشير كايسي نيوتن من مجلة "Platformer" إلى أنه مثل العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي، يعمل "البحث العميق" بشكل أفضل إذا كنت بالفعل على دراية بالموضوع، جزئيًا لأنك تستطيع معرفة أين تحدث أخطاء.

الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر .. ولكن

تمامًا كما خفَّض الإنترنت بشكل كبير تكلفة نقل المعلومات، فإن الذكاء الاصطناعي سيخفض تكلفة الإدراك. هذا وفقًا للبروفيسور في كلية هارفارد للأعمال كريم لاخاني، الذي درس الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات في مكان العمل لسنوات.

ومع تزايد توقع الجمهور للشركات التي تقدم تجارب ومعاملات سلسة ومحسَّنة بالذكاء الاصطناعي، بقول لاخاني إن علينا تبني هذه التكنولوجيا، وتعلم كيفية الاستفادة من إمكاناتها، وتطوير حالات استخدامها في أعمالنا.

ما يريد لاخاني قوله في هذا الصدد، إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر، "لكن البشر الذين يعملون مع الذكاء الاصطناعي هم من سيحل محل البشر الذين لا يعملون مع الذكاء الاصطناعي".

هذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي. الخطوة الأولى هي البدء، بدء التجارب، إنشاء بيئات اختبار، وتنظيم دورات تدريبية للجميع تمنحهم الوصول إلى الأدوات، واكتشاف الحالات التي سيطورونها ومن ثم التنفيذ؟

سلاح ذو حدين

في عالمنا المتزايد الرقمنة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مؤثرا في كيفية تسوقنا، تواصلنا، تعلمنا، والآن حتى في كيفية عملنا.

يتزايد الجدل المثير حول إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف البشرية في مكان العمل، مما يثير آراء ومخاوف متنوعة. ومع التغييرات التي بدأت بالفعل والتطور السريع للتكنولوجيا، أصبح فهم المخاطر والفرص أكثر أهمية من أي وقت مضى.

إن تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي في مكان العمل يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين، فمن جهة، يقدم الذكاء الاصطناعي فرصًا لزيادة الكفاءة وظهور وظائف جديدة. ومن جهة أخرى، يثير مخاوف من فقدان الوظائف وفقدان اللمسة الإنسانية.

يقول موقع "نيو هورايزن" إن الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة كبيرة لدرجة أنه من المفهوم أن العديد من الناس قلقون بشأن إمكانية فقدان الوظائف، فعندما تتوقف وتفكر في الأمر، فإن التداعيات تكون كبيرة للغاية.

لقد أثر الذكاء الاصطناعي بالفعل على الوظائف التي تتسم بالمسؤوليات المتكررة والتي تعتمد على العمليات بشكل كبير. وظائف مثل المترجمين، كتّاب الإعلانات، مصممي الجرافيك، والمبرمجين أصبحت أكثر عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي.

قد تبدو هذه التغييرات مهددة، ومن المؤكد أنه سيكون هناك اضطراب. ولكن هذا التحول بعيدًا عن البشر قد يستغرق سنوات عديدة.

ففي حين أن الذكاء الاصطناعي سيحول بشكل كبير طبيعة العمل، فإن الخبرة البشرية والإبداع والذكاء العاطفي ستظل أساسية في العديد من المجالات. يعتقد العديد من الخبراء أنه من خلال التركيز على تطوير المهارات التي تكمل الذكاء الاصطناعي، يمكن للعاملين التكيف والازدهار في سوق العمل المتغير.

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات "خارقة" لكن لدى البشر قدرة لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من تقليدها بعد، وهي قدرة الحدس.

فبدون الحدس، يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج نتائج قد تبدو صحيحة لكنها تتطلب تفسيرًا أكثر دقة، وهو أمر لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به.

ما الذي سيستبدله الذكاء الاصطناعي؟

تقول نيو هورايزن إن الذكاء الاصطناعي سيستبدل المهام المتكررة والروتينية التي تتطلب الحد الأدنى من الإبداع أو المدخلات العاطفية، مثل إدخال البيانات، وبرامج المحادثة لخدمة العملاء، وبعض جوانب إنشاء المحتوى.

ومع ذلك، لن يستبدل الذكاء الاصطناعي الوظائف البشرية؛ بل سيعزز الأدوار الحالية، مما يسمح للشركات بالاعتماد أكثر على القدرات البشرية.

من خلال تولي المهام الروتينية، سيفتح الذكاء الاصطناعي المجال للناس للتركيز على الجوانب المعقدة والاستراتيجية والإبداعية في أدوارهم التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل معها.

في الوقت نفسه، سيعزز الذكاء الاصطناعي المهارات البشرية، مما يعزز أداء وكفاءة القوى العاملة، وستظل هذه العلاقة التكافلية بين البشر والذكاء الاصطناعي أمرًا حيويًا لدفع الابتكار والإنتاجية في المستقبل، حيث تعتمد التقنيات الجديدة، والحملات التسويقية، وكل صناعة تقريبًا على العناصر الحاسمة التي لا يمكن إلا للعقل البشري تقديمها.

ما هو "البحث العميق" وهل يحتاج الى مراجعة؟

تم تسويق البحث العميق نحو المهنيين في المجالات المالية والعلوم والسياسة والقانون والهندسة، بالإضافة إلى الأكاديميين والصحفيين واستراتيجيي الأعمال، يقوم بالأعمال الشاقة والبحث في دقائق.

حاليًا، يتوفر البحث العميق فقط لمستخدمي ChatGPT Pro في الولايات المتحدة، بتكلفة 200 دولار أمريكي شهريًا.

مجلة ساينس أليرت تقول إنه على عكس روبوتات الدردشة العادية التي تقدم إجابات سريعة، يتبع البحث العميق عملية متعددة الخطوات لإنتاج تقرير منظم:، ومن النظرة الأولى، يبدو أنه أداة مثالية، لكن نظرة أقرب تكشف عن قيود وعيوب كبيرة منها أن الذكاء الاصطناعي مثلا لمكنه ان يلخص الكثير من المعلومات لكنه لا يفهم تمامًا ما هو المهم.

أيضا، يتجاهل الذكاء الاصطناعي التطورات الجديدة، ولا ينتيه مثلا للأحكام القانونية الهامة والتحديثات العلمية، وايضا يمكنه توليد معلومات غير صحيحة بثقة، ولايستطيع التمييز بين الحقيقة والخيال، أو يميز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة.

بالتالي الملخصات التي يُولدها الذكاء الاصطناعي لا تضاهي عمق الباحث البشري الماهر، فالذكاء الاصطناعي مهما كان سريعًا، يظل مجرد أداة، وليس بديلاً عن الذكاء البشري.

وبالنسبة للعاملين في مجال المعرفة، أصبح من الأهم أكثر من أي وقت مضى الاستثمار في المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها، كالتفكير النقدي، والتحقق من الحقائق، والخبرة العميقة، والإبداع.

يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس أن يعزز البحث دون التضحية بالدقة أو العمق، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الكفاءة، مثل تلخيص المستندات، لكن في النهاية لا بد من الاحتكام للعقل والخبرة البشرية عند اتخاذ القرارات.

وعلى الرغم من التسويق الواسع الذي يحاول إقناعنا بالعكس، لا يزال للذكاء الاصطناعي التوليدي العديد من القيود. البشر الذين يمكنهم دمج المعلومات بشكل إبداعي، وتحدي الافتراضات، والتفكير النقدي سيظلّون مطلوبين — فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه استبدالهم حتى الآن.

يقول أندرو روجويكسي، مدير معهد الذكاء الاصطناعي الموجه نحو الإنسان في جامعة ساري البريطانية، إنه هناك خطر أن يستخدم البشر مخرجات أدوات مثل البحث العميق كما هي دون إجراء فحوصات استرجاعية على ما تنتجه.

وقال روجويكسي نقلا عن صحيفة الغارديان: "هناك مشكلة أساسية في الذكاء الاصطناعي المعتمد على المعرفة، وهي أنه سيستغرق من الإنسان العديد من الساعات والكثير من العمل للتحقق مما إذا كان تحليل الآلة جيدًا".

ولا تخفي شركات الذكاء الاصطناعي هذه المشكلة، حيث ذكرت مثلا OpenAI عند اطلاق محرك البحث العميق من أن هذه الأداة يمكن أن "تهلوس" أحيانًا بالحقائق في الإجابات أو يستنتج استنتاجات خاطئة، وأضافت أن مستخدم البحث العميق قد يواجه صعوبة في التمييز بين المعلومات الموثوقة والشائعات، ويمكن أن يفشل في نقل حالة عدم اليقين بشكل صحيح، مما يبرز الحاجة إلى المراجعة البشرية.