تخيل نفسك تهرب إلى جزيرة ساحرة، حيث تتساقط حقائب الأموال من الشجر، وتتحدث مع الحيوانات حول تفاصيل حياتك، قد يبدو الأمر مضحكا إلا أن هذا هو الحال في لعبة فيديو "أنيمال كروسينغ"، التي شهدت انتشارا كبيرا بعد أزمة كورونا.
ورصدت صحيفة نيويورك تايمز، الإقبال الكبير على الجزء الأخير من لعبة "Animal Crossing" والذي يدعى "New Horizons"، والذي يختلف كثيرا عن الأجزاء السابقة.
وفي هذه اللعبة، يتقمص اللاعب دور إنسان وحيد في جزيرة مليئة بالحيوانات، ويكلف اللاعبون ببناء مجتمع مزدهر، مليء بالمتاجر والجسور والمساكن. ولا يوجد في هذه اللعبة عدو أو زعيم عصابة في نهاية المطاف.
ويمكن لعب هذه اللعبة بوتيرة مريحة، حيث يمكن للاعب أن يفعل الكثير أو القليل كما يريد في أي يوم معين.
وتشير إيرادات اللعبة في بريطانيا واليابان، إلى أن الجزء الأخير من السلسلة شهد أقوى انطلاقة في تاريخها، فيما ينتظر أرقام الإيرادات في أميركا نهاية هذا الشهر.
وقد تعدت اللعبة منصات الألعاب المخصصة لها، حيث بدأ اللاعبون في نشر لقطات منها على وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب قمصان طبع عليها بعض كلمات أو شعارات من اللعبة.
وبحسب "نيويورك تايمز"، أصبحت اللعبة الأكثر رواجا على منصة ناينتندو، في كل من اليابان، والولايات المتحدة، وكوريا، وفرنسا، وإسبانياز
وقال الرئيس العالمي لشراكات الألعاب في شركة تويتر، ريشي شادها، "إنها الآن اللعبة رقم 1 والأكثر تداولا في العالم، حيث أزاحت ألعاب Fate/Grand Order من على العرش بعد ان استمرت عامين متتالين، كما أنها أزاحت لعبة Fortnite الشهيرة".
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن هناك، 38 مليون تغريدة على تويتر ذكرت اسم اللعبة، حيث أشاد كثيرون بقدرتها على منح الراحة والتواصل الاجتماعي في زمن يكافح فيه الناس مع العزلة.
ووصفت المحاضرة في جامعة غلاسكو الأسكتلندية والمتخصصة في دراسة الألعاب، رومانا رمضان، اللعبة بقولها: "لا يوجد فيها بذاءة، ولا عنف فيها. ينشغل اللاعبون في أنشطة يومية دون عواقب في العالم الحقيقي".
وتضيف رمضان "إن الأمر يشبه السفر إلى عالم مواز، إنه العالم الذي حلمت به دوما، لكنك لم تستطع الحصول عليه".
وترى الأستاذة الجامعية أن الفرص التي تقدمها اللعبة للمستخدمين تمثل عنصر جاذبيتها، فبالنسبة للأطفال تعتبر اللعبة وسيلة للقيام بنفس أدوار ومهام الكبار في الحياة الحقيقية، مثل البناء وتزيين المنزل.
أما بالنسبة للكبار، وخاصة جيل الألفية الذين عاشوا خلال فترة الكساد الكبير وأزمة فيروس كورونا الحالية، فهي توفر فرصة عيش الحلم الأميركي، كما أن الديون في هذه اللعبة يمكن سدادها بسهولة.
ورغم أن البعض قد يعتقد أن اللعبة موجهة للأطفال، فإن لها جمهورا مخلصا من جيل الألفية، خاصة من أولئك الذين ترعرعوا مع الإصدارات المختلفة للسلسلة.