مؤسسا موقع انستغرام كيفين سيستروم (يمين) ومايك كريغر (يسار)
مؤسسا موقع انستغرام كيفين سيستروم (يمين) ومايك كريغر (يسار)

أطلق مؤسسا موقع إنستغرام للصور، أول مشروع لهم منذ 2012 عندما باعا تطبيقهما حينها لشركة فيسبوك بقيمة مليار دولار، وانسحابهما منها نهائيا في عام 2018. 

والأحد أعلن كل من كيفين سيستروم ومايك كريغر عن إطلاقهما الأسبوع الجاري تطبيقا جديدا يسمى  rt.live، وهو عبارة عن موقع تصويري للبيانات يهدف بشكل مباشر للمساعدة في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا، من خلال تنبؤ المستقبل. 

و(RT) الموجودة في اسم الموقع، هي عبارة عن "درجة التكاثر الأساسية" المستخدمة في علم الأوبئة لتتبع كيفية انتشار الفيروس. 

ويتتبع الموقع الجديد نسبة انتشار الفيروس في كل ولاية أميركية ومدى سرعة انتشار المرض في الوقت الحالي وفي المستقبل. 

وقال كريغر في تصريحات لموقع TechCrunch المتخصص في التكنولوجيا، إن استخدام "درجة التكاثر الأساسية وعلم الأوبئة سيساعد كثيرا في فهم مدى وسرعة انتشار الفيروس". 

وأوضح أن القيم التي تزيد عن رقم 1.0 تعني أن هناك توقعا بمزيد من حالات الإصابة بالفيروس في المنطقة المعنية. وأن القيم التي تظهر في المنطقة أقل من هذا الرقم تعني أن هناك توقعات بأن تقل الحالات المصابة بالفيروس. 

الموقع الجديد يوضح نسبة مدى انتشار فيروس كورونا المستجد وسرعة الإصابة به

فمثلا، على الرغم من أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في ولاية أوهايو أقل بكثير من ولاية نيويورك، لكن معدل انتشار المرض فيها أسرع بكثير في الوقت الحالي. 

يقول كريغر إن "الغرض من هذا الموقع، هو مساعدة حكومات الولايات على إعادة فتح الاقتصاد". 

ويعترض بعض حكام الولايات على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة فتح الاقتصاد، ويواجهون مظاهرات محلية تدعو إلى رفع القيود والحظر المفروض. 

وسيكون على الولايات، التي تقرر إعادة فتح الاقتصاد، أن تراقب بعناية معدل الإصابات حتى لا يزدهر الفيروس من جديد، كما شدد خبراء صحيون على أن فتح الاقتصاد يجب أن يكون تدريجيا. 

ويوضح كريغر "عندما تقرر الولاية ما إذا كانت ستعيد فتح الاقتصاد وكيف ستفعل وتنظم ذلك، فسيكون عليها إدارة معدل الإصابة لديها بعناية، ولذلك فتطبيقنا حينها سيكون مفيدا لهم كما نأمل". 

وسجلت الولايات المتحدة أعلى عدد من حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في العالم تجاوز 755 ألفا، تعافى منهم حوالي 67 ألفا، فيما بلغت الوفيات أكثر من 40 ألفا و461، حتى صباح الإثنين، بحسب مرصد جامعة جونز هوبكنز. 

وكلاء الذكاء الاصطناعي

في عالم يتسابق باتجاه التحول الرقمي الكامل، لم يعد الذكاء الاصطناعي خيالا علميا، بل محركا صامتا يعيد تشكيل وجودنا في العمل وفي التفاعل الاجتماعي وأنماط العيش.

 من الصوت داخل هاتفك، إلى الروبوت على خط الإنتاج، أصبح وكلاء الذكاء الاصطناعي جزءا أساسيا من حياتنا اليومية.

من هم هؤلاء الوكلاء؟ 

كيف يعملون؟ 

ولماذا التحذيرات من أننا قد نفقد السيطرة عليهم؟

وكيل الذكاء الاصطناعي

افترض أنك تستيقظ صباحا وتطلب من هاتفك ترتيب جدول أعمالك، أو أن تقودك سيارتك إلى العمل بينما تتصفح أنت كومبيوترك اللوحي، أو أن يقترح عليك تلفزيونك الذكي مشاهدة فليم يناسب مزاجك.

هذه المهام تعتمد كلها على وكلاء الذكاء الاصطناعي.

في اللغة الرقمية، وكيل الذكاء الاصطناعي هو نظام برمجي ذكي قادر على إدراك البيئة المحيطة، وتحليل البيانات، واتخاذ قرارات لتحقيق أهداف محددة، وغالبا دون تدخل بشري مباشر. 

مرة أخرى، يمكن أن يكون الوكيل مساعدا صوتيا مثل "سيري" أو "أليكسا"، أو نظام تخصيص "أو توصيات" مثل نتفليكس وأمازون، أو روبوتا صناعيا يعمل على خطوط الإنتاج.

يتفاعل بعض الوكلاء مع المحفزات الآنية، بينما يعتمد البعض الآخر على أهداف محددة أو قرارات مبنية على تعظيم الفائدة. وهناك من يتعلم باستمرار من تجاربه — ليحسن أداءه مع الوقت.

مشهد الابتكار... والقلق

يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة. ففي التصنيع، تعمل الروبوتات بدقة وكفاءة. في الطب، تساعد الأنظمة الذكية في التشخيص. وفي عالم الأموال، تقود أنظمة الكشف عن الاحتيال وتقدم مقترحات بشأن الاستثمارات.

يساهم وكالاء الذكاء الاصطناعي في، زيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف التشغيلية، ودعم اتخاذ قرارات أكثر ذكاء، وفي تقديم خدمات يمكن توسيعها وتكييفها.

لكن فوائد الوكلاء تسير يدا بيد مع مخاطر موازية. يمكن التلاعب بوكلاء الذكاء الاصطناعي أو اختراقهم. وقد يرثون الانحياز البشري بناء على بيانات غير موضوعية. ويمكن أن يؤدي الإفراط في الاعتماد على الوكلاء إلى تآكل المهارات البشرية الأساسية. 

والأسوأ، إن لم نضبطهم بشكل صحيح، قد يتصرفون بطريقة مفاجئة وربما ضارة.

تحذير الأب الروحي

"أسرع مما توقعه كثيرون،" يقول جيفري هينتون، المعروف بـ"الأب الروحي للذكاء الاصطناعي،" الحائز على جائزة نوبل، في مقابلة مع شبكة CBS News، تعبيرا عن قلقه من سرعة تطور وكلاء الذكاء الاصطناعي.

"علينا أن نبدأ الآن في التفكير بكيفية تنظيم هذه الأنظمة،" يضيف، "الخطر لا يقتصر على استبدال الوظائف، بل يشمل إمكانية أن تتجاوز قدراتنا الفكرية".

وأشار إلى هينتون إلى أن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي بدأت باتخاذ قرارات ذاتية دون رقابة بشرية، وذكر تطبيقات عسكرية واستخدامات مثيرة للجدل مثل اختيار الأجنة.

ويحذر هينتون من أن القوانين الخاصة بالذكاء الاصطناعي غير كافية حتى الآن، وخطيرة.

التحدي الأكبر: السيطرة

الخوف لم يعد نظريا فقط. فبعض النماذج الحالية قادرة على التعلم الذاتي وحل المشكلات بشكل مستقل ما يعقد محاولات السيطرة عليها.

وفي الحديث عن علاقتنا بالذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال أساسي : هل يمكننا ضمان توافق هؤلاء الوكلاء مع القيم الإنسانية؟ وماذا إذا لم نتمكن من ذلك؟

تبقى المخاطر باهظة الكلفة. إذ يؤدي غياب التوافق الأخلاقي إلى مراقبات جماعية، ونشر معلومات مضللة، بما يهدد السلامة العامة والديمقراطيات في الدول الديمقراطية. 

ويزعم نقاد الآلة أن الشركات الكبرى تنشر نماذج قوية دون رقابة كافية، وتُفضل الربح على السلامة العامة.

الموازنة بين التقدم والأخلاق

وللمضي في هذا المسار، يدعو خبراء إلى تأسيس أطر تنظيمية عالمية تتضمن المبادئ الأخلاقية والشفافية والمساءلة لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي.

ويرى الخبراء ألا غنى عن السياق الثقافي. ففي بعض المجتمعات، قد تلعب قيم راسخة في خلق فجوة في الوعي الرقمي. لذلك، لا يكفي التطور التقني، بل يتطلب أيضا بناء الثقة المجتمعية.

الطريق إلى الأمام

الذكاء الاصطناعي سيف ذو حدين. إنه مفتاح لحل بعض أعقد مشكلات البشرية، إذا تمت إدارته بحكمة.

ومع تزايد المخاوف بشأن استقلالية وكلاء الذكاء الاصطناعي، تصبح الحاجة لتطويرهم وتوجيههم أكثر إلحاحا.