الصين تنشط في مجال سرقة الأفكار الإبداعية الأميركية
الصين تنشط في مجال سرقة الأفكار الإبداعية الأميركية

دخلت الصين في منافسة مع الولايات المتحدة للاستحواذ على مجالات الذكاء الاصطناعي، والذي تستخدمه ليس لأغراض اقتصادية فقط، بل لأغراض سياسية وتجسسية.

الصين تسعى للسيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولكنها لا تبحث عن ذلك من خلال التطوير فقط، إنما تستخدم السرقات ومحاولات اختراق الأمن القومي للدول، خاصة الولايات المتحدة.

ويدعو تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" واشنطن لضرورة التنبه إلى ما تقوم به بكين واهتمامها بالتكنولوجيا الناشئة، والتفكير بعمق سياسيا وتكنولوجيا فيما تقوم به الصين من خطوات.

ورغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ظهرت منذ فترة قصيرة، إلا أنها أخذت زخما كبيرا مع جائحة كورونا المستجد، حيث أصبحت ضرورية لتطبيقات تستخدم الخوارزميات وتحليل البيانات من أجل تتبع الفيروس، وانتشاره في المدن الصينية.

وللذكاء الاصطناعي، فوائد جمة ولكنه لا يخلو من المخاطر أيضا، ورغم أنه يتعلق بإتاحة الإدراك للآلات المختلفة وتمكنيها من اتخاذ قرارات بشكل مستقل، إلا أنه لا يزال يقتصر في المرحلة الحالية على تعليم الآلة، فيما تسعى الصين إلى الوصول إلى أبعد من ذلك.

اللجنة الأميركية للمراجعات الاقتصادية والأمنية مع الصين كانت ذكرت في تقريرها لعام 2019 أن خطة تطوير الذكاء الاصطناعي من الجيل الثاني التي أصدرتها الصين في 2017 تمثل تحولا في نهجها تجاه هذا المجال، واعتباره أساسا لقدرتها التنافسية الاقتصادية الشاملة.

ورغم تأخر الصين في هذا المجال مقارنة مع الولايات المتحدة، إلا أنها بدأت بردم الفجوة حيث تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للملكية الفكرية "ويبو" إلى أن بكين أصبحت تتصدر براءات الاختراع الصادرة عن مؤسسات البحث العامة.

وهذا لا يعني أن الصين سرعت من وتيرة البحث والتطوير في البلاد بقدر ما أنها حفزت أجهزتها المختلفة في مجالات السرقة والتجسس. ولتضمن عدم ملاحقتها دوليا، سعت بكين إلى تثبيت تعيين مرشحها لرئاسة "ويبو"، وهذا ما سيعني أنها ستكون محمية من أية عواقب تتعلق بحقوق الملكية الفكرية والتجسس، حسب ناشونال إنترست.

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كريستوفر راي كان قد كشف خلال الأسبوع الماضي أبرز ممارسات الصين في سرقات الملكية الفكرية من الولايات المتحدة، والتي تقوم بها من خلال طرق عديدة أبرزها بإغراء العلماء على سرقة أسرار الاختراعات المختلفة ونقلها لهم.

وقال في حديث له بمعهد هادسون للأبحاث إن الصين تستخدم أدوات اقتصادية وسياسية وتكنولوجيا في خدمة أهداف الحزب الشيوعي الحاكم، حيث تحاول سرقة الأفكار الإبداعية الأميركية، مشيرا إلى أنه يتم فتح تحقيق داخل الولايات المتحدة كل 10 ساعات يتعلق بالصين بهذا الإطار.

وأشار إلى أن التحقيقات أظهرت أن الصين تستخدم الاختراقات السيبرانية أو حتى سرقة المعلومات والبيانات والأفكار، وهو ما يشرف عليه جهاز الاستخبارات الصيني وشركات خاصة مختلفة وحتى طلبة دراسات عليا مثل برنامج "الألف موهبة" الذي كانت تشرف عليه، إذ أنها تريد سرقة الملكية الفكرية للعديد من المشاريع التكنولوجية المتقدمة هنا، سواء كانت اقتصادية وحتى عسكرية من أجل منافسة الولايات المتحدة.

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية يحذر من ممارسات الصين بالتأثير على السياسية الداخلية الأميركية
تحقيق كل 10 ساعات.. مدير FBI يكشف ممارسات الصين "غير الشريفة" لمنافسة أميركا
أكد مدير مكتب التحقيقيات الفيدرالية كريستوفر راي إن أجهزة الولايات المتحدة المختلفة استطاعت كشف الأساليب الفنية التي تحاول الصين بها التآمر على البلاد، محذرا من أن أمن الأميركيين وصحتهم وحياتهم معرضين للخطر بسبب ممارسات بكين.

وقدم راي أمثلة على نشاطات الصين غير الشرعية، من خلال استقطابها للباحث هو جنتان، الذي انضم لبرنامج الألف موهبة الصيني، وقام بسرقة أفكار ومعلومات إبداعية سرية تقدر قيمتها أكثر من مليار دولار، بالإضافة إلى عالمة في تكساس تم سجنها مطلع العام الحالي، حيث قامت بسرقة معلومات حول تكنولوجيا تطوير غواصات، وقدمتها للصين.

وسرقت  الصين معلومات تفصيلية حول مشروع تقني يتعلق بتطوير تكنولوجيا لاسلكية أمضت شركة أميركية أكثر من 20 عاما في تطويره.

وهذه الحوادث جزء من بين 1000 تحقيق قامت الـ "FBI" برصدها تتعلق بسرقة الملكية الفكرية لتكنولوجيا أميركية ونقلها للصين، حيث يوجد نحو 56 مكتبا متخصصا تابع للوكالة يقوم بدراسة هذه التحقيقات ومتابعتها، حيث تضاعفت أعداد هذه الحوادث خلال العقد الماضي بـ 1300 مرة، وهو ما يسبب ضررا للاقتصاد الأميركي.

ورصد مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا عمليات ومحاولات اختراق من قبل قراصنة عسكريين صينيين تستهدف معلومات عسكرية أميركية وحتى معلومات تفصيلية حول ملايين الأميركيين.

ووصف راي الصين بـ"القائدة" لهذه الممارسات غير الشرعية التي تغذي بها بكين تنمية الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت وتيرتها 1300 في المئة خلال العقد الماضي.

FILE PHOTO: Tesla Model 3 vehicle self driving in California
تستعد تسلا لإطلاق خدمة سيارات أجرة روبوتية

قالت هيئة تنظيمية في ولاية كاليفورنيا الأميركية إن شركة تسلا للسيارات الكهربائية حصلت على أول التراخيص المطلوبة من الولاية لكي تتمكن أخيرا من إطلاق خدمة سيارات أجرة روبوتية واعدة.

وأكدت لجنة المرافق العامة في كاليفورنيا أنها وافقت على طلب تسلا للحصول على ترخيص استئجار لشركة نقل، وهو ترخيص يرتبط عادة بالخدمات التي تشمل سائقين، إذ يُسمح للشركة بامتلاك مجموعة مركبات والتحكم بها ونقل الموظفين وفقا لرحلات منسقة مسبقا.

والترخيص شرط أساسي لطلب تشغيل خدمة نقل ركاب ذاتية القيادة في كاليفورنيا، ولكن متحدثا باسم لجنة المرافق العامة بالولاية قال إن الترخيص الحالي "لا يسمح لهم (تسلا) بتسيير رحلات" بمركبات ذاتية القيادة ولا يسمح لتسلا بإطلاق خدمة نقل الركاب للعامة.

ومع تباطؤ نمو المبيعات، وجّه إيلون ماسك رئيس تسلا التنفيذي تركيزه العام الماضي نحو إطلاق سيارات أجرة روبوتية، ووعد بتقديم خدمات طلب سيارات أجرة ذاتية القيادة للعامة في كاليفورنيا وتكساس هذا العام. 

وفي أكتوبر، كشفت تسلا عن سيارة (سايبر كاب)، وهي سيارة أجرة روبوتية دون عجلة قيادة أو دواسات تحكم.

وذكرت لجنة المرافق عبر رسالة بالبريد الإلكتروني أن تسلا تقدمت بطلب للحصول على ترخيص استئجار لشركة نقل في نوفمبر 2024، مضيفة أن الشركة لم تتقدم بطلب للحصول على التراخيص الأخرى بعد.