نفذت شركة مايكروسوفت أكبر عملية استحواذ تم إجراؤها على الإطلاق في مجال صناعة ألعاب الفيديو، وصلت قيمتها إلى 69 مليار دولار، وهو مبلغ طائل، يثير الكثير من التساؤلات حول الدوافع والأسباب، بحسب مجلة "الإيكونوميست".
وقالت مايكروسوفت، الثلاثاء، إنها ستدفع هذا المبلغ كاملا لمطور ألعاب الفيديو "أكتيفيجن بليزارد"، وهو ما دفع سهم الأخيرة للارتفاع 25 في المئة، بعدما كان انخفض 40 في المئة هذا العام عقب الكُشف عن تورط الشركة في فضيحة تحرش جنسي.
وتقول المجلة إنه "بالنسبة حتى لشركة كبرى تفتخر برأسمالها الضخم الذي يبلغ حوالي 2.3 تريليون دولار، فإن رقم 69 مليار دولار يعد أموالا طائلة، للإنفاق على "ألعاب الفيديو"، حيث أنه أكثر من ضعفي المبلغ الذي دفعته مايكروسوفت لشراء المنصة الاجتماعية "لينكد إن" عام 2016.
وترى الصحيفة إن إنفاق كل هذا المبلغ، "ربما يمثل رهانا كبيرا على مستقبل الترفيه، لكنه ليس قرارا مجنونا"، مشيرة إلى أن صناعة الألعاب كانت تنمو بسرعة قبل وباء كورونا، ثم جاء الفيروس وعمليات الإغلاق لتعزز من جاذبيتها بسبب توفر وقت أطول وإرادة البعض لكسر الملل.
وفي عام 2020، ارتفعت الإيرادات العالمية لألعاب الفيديو بنسبة 23 في المئة في عام 2020. وقدرت شركة "نيو زوو"، وهي شركة تحليل، هذه الإيرادات بنحو 180 مليار دولار.
تعد مايكروسوفت بالفعل لاعبا كبيرا في هذا المجال، بفضل وحدة ألعاب "إكس بوكس" الخاصة بها، وستعزز الصفقة الجديدة من مكانتها، والتي بمجرد اكتمالها ستجعلها ثالث أكبر شركة لألعاب الفيديو من حيث الإيرادات، بعد شركتي "تينسينت" الصينية العملاقة، و"سوني" المنافسة الدائمة وصاحبة "بلاي ستيشن".
في ألعاب الفيديو، كما هو الحال في بقية صناعة الإعلام، فإن "المحتوى هو الملك"، كما ترى شركة الأبحاث "هاردينغ رولز". و"أكتيفيجن بليزارد" تقدم الكثير من المحتوى، بحسب المجلة. فهي صاحبة "كول أوف ديوتي" وهي من أكثر ألعاب إطلاق النار ذات الطابع العسكري الأكثر مبيعا، و"كاندي كراش"، و"ووكرافت".
على المدى القصير، تمنح الصفقة "مايكروسوفت" موطئ قدم أكبر في سوق ألعاب الهواتف الذكية، حيث أنها بمثابة ضربة قوية لمنافستها "سوني".
لكن على المدى الطويل، ترى "هاردينغ رولز"، أنه "يجب أن تساعد الصفقة مايكروسوفت، على تحقيق طموحها في جعل الألعاب أرخص وأكثر سهولة، ونقل الألعاب إلى الواقع الافتراضي، سواء عبر الإنترنت أو الهواتف أو التليفزيون أو الكمبيوتر المحمول، مما يلغي الحاجة إلى امتلاك وحدة تحكم أو كمبيوتر شخصي قوي بكثير من الإمكانات، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى خفض تكلفة الهواية وجذب المزيد من اللاعبين، خاصة في البلدان ذات الدخل المتوسط حيث الهواتف الذكية شائعة ولكن وحدات التحكم نادرة".
ترى المجلة أن خطوة مايكرسوفت، تزيد من المنافسة في هذا المجال، وقد تثير المزيد من الصفقات من قبل الشركات الأخرى.
وكانت صناعة الألعاب تشهد بالفعل الكثير من نشاط الاندماج، حيث شهد العام الماضي خمس صفقات بقيمة مليار دولار أو أكثر.
وفي العاشر من يناير الجاري، أنفقت شركة "تيك-تو إنترأكتيف"، مطورة الألعاب، 13 مليار دولار لشراء "زيانغ" صانع ألعاب الهاتف المحمول.
ودخلت شركات كبرى مثل أمازون وأبل ونتفليكس مجال ألعاب الفيديو في السنوات الأخيرة، وقد تعمل أي منها على استحواذ جديد، على خطى مايكروسوفت.