حوالي 80% من المراهقين الأميركيين يشاهدون المحتوى الإباحي. أرشيفية - تعبيرية
حوالي 80% من المراهقين الأميركيين يشاهدون المحتوى الإباحي. أرشيفية - تعبيرية

قبل ظهور الإنترنت، كان المحتوى الإباحي محدود الانتشار والوصول إليه قد يكون صعبا خاصة للمراهقين، ولكن الآن مع تقدم التكنولوجيا أصبحت شريحة هذا المحتوى أكبر، والوصول له سهلا.

ويكشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال عما يمكن لهذا المحتوى أن يفعله بعقول المراهقين على المدى الطويل، وكيف يمكن الحد من أضرار هذا الأمر.

وتشير دراسة أجراها باحثون من جامعة إنديانا العام الماضي، إلى أن حوالي 80 في المئة من المراهقين الأميركيين يشاهدون المحتوى الإباحي، العديد منهم بدأ في ذلك في بعد وصوله لسن العاشرة.

ولتعرف أثر المحتوى الإباحي على المراهقين، تخيل وجود متجر للحلوى يعمل على مدار 24 ساعة، حيث يمكنهم تناول السكر على مدار الساعة، فما الذي يمكن أن يفعله هذا الأمر في أجسادهم، فتخيل توفر المواد الإباحية بالسهولة ذاته، وما الذي يمكنها أن تفعله في أدمغة المراهقين؟

التأثير على الدماغ

بالنظر إلى "كيماء دماغ المراهقين" تظهر الأبحاث أن أدمغتهم أكثر ارتباطا بالمتعة من البالغين، خاصة مع نشاط الناقل العصبي "الدوبامين" الذي يشعرهم بالسعادة.

وتشير الصحيفة إلى أن العديد من الباحثين يعتقدون أن المراهقين والشباب أكثر عرضة لمشاهدة المحتوى الإباحي بشكل "قهري"، إذ أنها قد تؤدي إلى بناء وجهات نظر "غير واقعية" حول ممارسات الجنس.

ويقول علماء النفس "إنه من المهم التحدث إلى الأطفال عن المحتوى الإباحي من دون الشعر بالخجل"، والتوضيح لهم "أن التعرض لهذا المحتوى يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من التطور".

ولفتوا إلى أنه لا يجب التعامل مع هذا الأمر على أنه من "المحرمات"، ولكنهم يوصون أيضا باستخدام الأدوات التقنية "لتقليل فرصة رؤية الأطفال الصغار لمحتوى قد يكون غير مستعدين لرؤيته".

"الإباحية القهرية"

أستاذة الطب النفسي بجامعة كامبريدج، فاليري فون، أجرت أول دراسة رئيسية عن تأثير المحتوى الإباحي على الدماغ في 2014، إذ قامت بفحص نشاط الدماغ عند أشخاص لديهم "عادة قسرية لمشاهدة المحتوى الإباحي"، إذ تبين لها أن "نشاط الدماغ" في هذه الحالة يشابه نشاط الدماغ لدى "مدمني المخدرات"، والتي تنشّط مراكز "المكافأة".

وكان المشاركون في الدراسة "الأصغر سنا" لديهم نشاط أكبر في "مراكز المكافأة" مقارنة بالمشاركين الأكبر سنا عند تعرضهم للمواد الإباحية، فيما أشار من لديهم عادات قهرية لمشاهدة هذا المحتوى إلى أنهم شاهدوا المواد الإباحية على الإنترنت لأول مرة في سن 13 عاما.

ولكن هذه الدراسة لم تجب عن سؤال هام، فيما إذا تسبب الاستخدام المفرط للإباحية في تغييرات الدماغ هذه؟ أم أن هؤلاء الأشخاص لديهم سمات تجعلهم يميلون إلى استخدام "الإباحية القهرية"؟

وتوصلت عدة دراسات أجريت حول تأثير مشاهدة المواد الإباحية على المراهقين إلى أن "المركز العاطفي في الدماغ يتطور بشكل أسرع"، وهو ما قد يفسر "افتقار المراهقين للنضج" إذ أنهم لا يستطيعون "قمع رغباتهم الجنسية والأفكار والسلوكيات التي يثيرها المحتوى الإباحي".

اعتبار التعرض للإباحية قضية صحية عامة
المحتوى الإباحي.. تحذير من "الهوَس المدمر" واضطرابات "الخط الأحمر"
خلال الأيام الماضية أشعلت تصريحات للمغنية الأميركية الشهيرة، بيلي أيليش، حول إدمانها على المواد الإباحية منذ عمر 11 عاما، تساؤلات عدة حول أسباب الاعتماد النفسي وراء بعض الأشخاص للحصول على المتعة من مشاهدة المحتوى الجنسي، والآثار الكامنة وراء مشاهدة الأطفال لهذا المحتوى في أعمار يافعة. 

نيكول براوز، باحثة في جامعة كاليفورنيا، عبرت لوول ستريت جورنال عن قلقها حول ما يقوله الآباء للمراهقين عن المواد الإباحية.

وأجرت براوز استطلاعا لرأي أشخاص بالغين كانوا في برامج متخصصة للامتناع عن "الإباحية القهرية"، إذ أفاد نحو 30 في المئة منهم شعروا بمشاعر تدفعهم للانتحار، ناهيك عن شعورهم بالعار داخل مجتمعاتهم.

وتمنح الباحثة نصيحة للآباء وتقول: "إذا امتنعنا عن الخوض في الحوار .. واكتفينا بأن نقول: 'لا تشاهد المواد الإباحية، وإذا فعلت ذل ، فهذا إدمان وسيؤدي إلى تلف عقلك'، فهذا مرعب .. إنها بعض الرسائل التي تزيد الأمر سوءا".

أدوات تقنية لحظر "الإباحية"

وينصح تقرير الصحيفة باستخدام طرق "لتصفية المحتوى الإباحي" وحظره من شبكة الإنترنت داخل المنزل، والتي تقيد المحتوى في أجهزة الأطفال والمراهقين.

ويمكن للآباء التحكم في إعدادات الأجهزة، خاصة أجهزة آبل المختلفة، حيث يمكنك تقييد ظهور المحتوى الإباحي، ويمكنك تحديد قائمة بالمواقع المسموح تصفحها، أو وضع قيود بتحديد تصنيفات اعتمادا على العمر تتيح مشاهدة الأفلام والعروض وحتى الكتب والموسيقى.

وذكر التقرير أنه يمكن وضع محددات وحظر على المحتوى الإباحي باستخدام أجهزة "غوغل" المختلفة من خلال تطبيق "فاميلي لينك" والذي يحظر على من هم دون الـ13 عاما الوصول لهذا المحتوى.

أرامكو تستثمر مئات الملايين من الدولارات في الذكاء الاصطناعي
أرامكو تستثمر مئات الملايين من الدولارات في الذكاء الاصطناعي

قالت شركة جروك الأميركية الناشئة لأشباه الموصلات، الاثنين، إنها حصلت على التزام بقيمة 1.5 مليار دولار أميركي من السعودية لتوسيع نطاق تسليم رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتشمل المملكة.

وجروك التي أسسها مهندس سابق في ألفابت، المالكة لغوغل، تشتهر بإنتاج رقائق ذكاء اصطناعي تعمل على تحسين السرعة وتنفيذ أوامر النماذج المدربة مسبقا.

وترتبط جروك حاليا، باتفاقية مع شركة أرامكو ديجيتال التابعة لشركة النفط العملاقة أرامكو.

وأطلقت الشركتان من خلال هذه الاتفاقية، مركزا مهما للذكاء الاصطناعي في المنطقة في ديسمبر الماضي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، في سبتمبر الماضي، إن شراكة أرامكو مع جروك، ستؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في معالجة البيانات والتحليلات عبر القطاعات المختلفة، مما يُسرّع اتخاذ القرارات، فضلا عن استخدام أحدث حلول الطاقة الخضراء لضمان عمليات مستدامة بيئيا.

وتخضع رقائق الشركة، المتخصصة في الاستجابات السريعة لروبوتات الدردشة وغيرها من النماذج اللغوية الكبيرة، لضوابط التصدير الأميركية، لكن جروك قالت إنها حصلت على التراخيص التي تحتاجها لشحنها إلى الدمام.

وأُعلن عن هذا الالتزام في مؤتمر (ليب 2025) للتكنولوجيا المنعقد في السعودية، دون الكشف عن جدول زمني.

وجذبت السعودية خلال المؤتمر استثمارات متوقعة في الذكاء الاصطناعي 14.9 مليار دولار.

ومن بين التقنيات التي سيدعمها مركز بيانات الدمام، تقنية الذكاء الاصطناعي "علام"، وهي نموذج لغوي للذكاء الاصطناعي باللغتين العربية والإنكليزية طورته الحكومة السعودية.

ووصل تقييم جروك إلى 2.8 مليار دولار في أغسطس الماضي، بعدما جمعت الشركة 640 مليون دولار في جولة تمويلية بقيادة سيسكو إنفستمنتس وسامسونج كاتاليست فند وبلاك روك برايفت إكويتي بارتنرز.