لقطة من فيديو لتجربة كيفية هروب الروبوت الصغير من قفص حديدي
لقطة من فيديو لتجربة كيفية هروب الروبوت الصغير من قفص حديدي | Source: @SoftMachinesLab

ابتكر باحثون في الجامعة الصينية في هونغ كونغ، روبوتا معدنيا صغيرا استطاع الهرب من سجن حديدي صغير من خلال تحوله إلى مادة سائلة، ثم إعادة تشكيله من جديد للقيام ببعض المهام. 

ويذكر هذا الابتكار ، المصنوع من جزيئات معدنية سائلة يمكن توجيهها وإعادة تشكيلها بواسطة دمج جزيئات مغناطيسية، بشخصية روبوت خيالي في فيلم "ذا تيرميناتور2" الصادر في 1991، حين يتمكن "تي-1000" من تغيير هيئته ويتحول إلى أشياء صلبة للقيام بعمليات قتل. 

ولكن على عكس الفيلم، يعتقد الباحثون أنه يمكن استخدام ابتكارهم إلى الأبد، لا سيما في الإعدادات السريرية والميكانيكية، من خلال الوصول إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

وجاء ابتكار الروبوت كجزء من دراسة بشأن الجسيمات المعدنية الدقيقة، نشرت نتائجها الأربعاء في مجلة ماتر العلمية.

واستخدم العلماء مركب من المعادن ذات نقطة انصهار منخفضة، يمكنها أن تتحول إلى مادة سائلة متحركة، كما يمكن التحكم فيها بسهولة وحمل عدة أضعاف وزن جسمها.

وقال المهندس تشينغفينغ بان، الذي شارك في الدراسة، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه يمكن استخدام هذه المواد في تطبيقات أخرى مثل الإلكترونيات المرنة والرعاية الصحية والروبوتات. 

ومن خلال التلاعب بالمجالات المغناطيسية في الروبوت، رفع الباحثون درجة حرارته إلى 35 درجة مئوية وتسببوا في تحوله من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة في دقيقة واحدة و20 ثانية، ثم قاموا بتوجيهه عبر فجوات ضيقة للمرور عبرها، قبل إعادته إلى هيئته السابقة من جديد. 

ووفقا للباحثين، فإن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحديد مادة قادرة على تغيير شكلها واستخدامها في روبوت صغير. 

في شكله السائل، يمكن جعل الروبوت أطول، وينقسم إلى أكثر من روبوت، ثم الاندماج مجددا. 

وفي حالته الصلبة كانت سرعته تتجاوز ثلاثة أميال في الساعة، وحمل أجساما ثقيلة يصل وزنها إلى 30 مرة ضعف وزنه. 

في تجربة أخرى، أوضح الباحثون كيف تمكنوا من نشر الروبوت داخل معدة بشرية افتراضية لإزالة جسم غريب غير مرغوب فيه، من خلال التحكم فيها من بعد.

وأدخل العلماء الروبوت في حالته الصلبة، قبل تحويله إلى مادة سائلة للالتصاق بالجسم الغريب، ثم تحويله مرة أخرى إلى حالته الصلبة وسحب هذا الجسم معه إلى الخارج. 

تعد هذه المادة متغيرة الشكل، الأحدث في سلسلة من التطورات في مجال الروبوتات الصغيرة المزدهر، حيث يتسابق العلماء لتحديد التطبيقات الطبية والميكانيكية المحتملة لهذه الروبوتات في حياتنا اليومية.

الذكاء الاصطناعي يزاحم الإنسان في سوق العمل. أرشيفية
الذكاء الاصطناعي يزاحم الإنسان في سوق العمل. أرشيفية | Source: REUTERS

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بدأت شركات في تسريح مئات الموظفين، آخرها منصة تيك توك للتواصل الاجتماعي.

وأعلنت تيك توك، الجمعة، تسريح مئات الموظفين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عدد كبير في ماليزيا، حيث قالت الشركة أن هذا القرار هو جزء من تحولها نحو استخدام المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في تعديل المحتوى، مع التركيز على تحسين الكفاءة في عملياتها.

الخطوة التي اتخذتها تيك توك، ترفع منسوب المخاوف على مستقبل العامل البشري في مواجهة الذكاء الاصطناعي وتصاعد القلق من أن تتجه شركات عملاقة أخرى نحو ذات الاتجاه.

وظائف يستحوذ عليها الذكاء الاصطناعي

الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي، أحمد بانافع قال إن ما فعلته تيك توك لم يكن مفاجئا، وهي واحدة من بين عدة شركات اتجهت للمسار ذاته، ولكن تيك توك أعلنت عنه صراحة.

وأوضح بانافع وهو مقيم في كاليفورنيا في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" أن الوظائف التي تم الاستغناء عنها هي "مراقبة المحتوى" وهي من بين 10 وظائف على الأقل يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي القيام بها.

ويرى أن العامل الإنسان قد يكون دخل "في مرحلة ثانية من المعركة بين الذكاء الاصطناعي والموظفين".


وقال بانافع إن هناك شركات أميركية كبرى بدأت في تدريب الموظفين على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتستثمر فيها مليارات الدولارات، والتي تتيح لهم التعرف على المجالات "التي يمكن فيها الاستغناء عن العامل البشري"، وهنا "تحصل عمليات تسريح بناء على التقييم".

وكانت غوغل قد أعلنت مطلع العام الاستغناء عن مئات الموظفين ضمن فريق مبيعات الإعلانات العالمي التابع لها، في ظل استخدام الأنظمة الآلية في عدد متزايد من المهام الإدارية والإبداعية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

"تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟
وصفت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ما سيحدثه الذكاء الاصطناعي في سوق العمل حول العالم خلال العامين المقبلين بأنه مثل "تسونامي"، حيث سيؤثر على 60 بالمئة من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة و40 بالمئة من فرص العمل حول العالم.

واستغنت غوغل عن حوالي 12 ألف شخص في يناير 2023 حوالي 6 في المئة من قوتها العاملة في مواجهة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، ما يعني انخفاض إنفاق المعلنين. واضطر عملاق الإنترنت منذ ذلك الحين إلى الاستثمار بكثافة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

كيف تحمي وظيفتك من الذكاء الاصطناعي؟

ويوصي الخبير بانافع لأي موظف يعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل وظيفته، عليه التدرب على "استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، والابتعاد عن الوظائف التقليدية، مثل مراقبة المحتوى أو الترجمة أو خدمة العملاء أو التعرف على الاتجاهات".

ويرى أنه لا يجب أن ننظر إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستولي على الوظائف، بقدر ما أنه يستطيع القيام بوظائف معينة بسرعة وكفاءة عالية، ولهذا على الشخص البحث عن وظائف غير تقليدية.

ولمواجهة المرحلة المقبلة، دعا الجميع إلى النظر لفرص التطوير التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءة عملك، وهو ما يمكنك أن تفعله بأن "تسأل تشات جي بي تي، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يطورك ويساعدك في عملك؟".

كيف تستغل الذكاء الاصطناعي في العثور على وظيفة أحلامك؟.. 8 نصائح مهمة
يسعى الكثير من الناس وعلى مختلف مشاربهم وتنوع اختصاصاتهم للحصول على أحسن فرص العمل الممكنة عبر مواقع  ومنصات التوظيف الكبرى مثل منصة لينكد إن LinkedIn، وإنديد دوت كوم Indeed، وZipRecruiter، وغيرها من المنافذ الأخرى داخل وخارج الولايات المتحدة.

وفي يونيو الماضي دعا صندوق النقد الدولي لاتخاذ تدابير ضريبية للحماية الاجتماعية لإحداث توازن حيال المخاطر التي يطرحها الذكاء الاصطناعي ولا سيما زيادة انعدام المساواة.

ومن دون تنظيم، فإن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خسارة وظائف بين المهن المؤهلة، وفقا لما ذكر صندوق النقد الدولي في مذكرة.

ولمواجهة هذا الوضع على الحكومات أن تخصص إيرادات جديدة لتمويل شبكة الأمان الاجتماعي لأولئك الذين يخسرون وظائفهم، كما أوصى واضعو المذكرة.

وجاء في المذكرة أن "السياسة الضريبية لها دور رئيسي في دعم توزيع أكثر إنصافا للمكاسب والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي". وأضاف الصندوق "لكن هذا يتطلب تغييرات كبيرة في الأنظمة الضريبية والحماية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم".

ويدعو صندوق النقد الدولي بشكل خاص إلى زيادة إعانات التأمين ضد البطالة والاستثمار في التدريب لإعداد العمال "للوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي".

ويعارض الصندوق فرض ضريبة محددة على الذكاء الاصطناعي التي اقترحها باحثون معتبرا أن هذا من شأنه أن يؤثر على نمو الإنتاجية. وعلى العكس يقترح التصدي للثغرات الضريبية التي تشجع على إلغاء وظائف.