استحوذ ماسك، في أكتوبر الماضي، على تويتر مقابل صفقة قدرت بـ 44 مليار دولار
استحوذ ماسك، في أكتوبر الماضي، على تويتر مقابل صفقة قدرت بـ 44 مليار دولار

قال الملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركات تويتر وسبيس أكس وتسلا، إيلون ماسك، إن "الهدف من الاستحواذ على تويتر هو ضمان أن تعكس المنصة التنوع الحضاري وقيم شعوب العالم".

وأضاف خلال كلمة مسجلة ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، الأربعاء، أنه "من المحتمل تعيين رئيس تنفيذي جديد لتويتر بعد ضمان الاستقرار المالي والتنظيمي نهاية العام الحالي".

وتابع "سنعمل ضمن رؤيتنا للسنوات الخمس المقبلة على تعزيز الالتزام بالقوانين والمواثيق والتواصل الآمن بين المستخدمين وتسهيل الخدمات عبر تويتر".

ولفت إلى أن "شركات التواصل الاجتماعي عليها الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية دون أن تتجاوز في قوانينها الخاصة".

وفي شأن آخر، قال ماسك إن "هناك ارتفاع متزايد في نسب الأمان الخاصة بالسيارات المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي".

وأشار إلى "ضرورة العمل على تعزيز مستويات الأمان والإشراف على تقنيات الذكاء الاصطناعي وقياس تأثيراتها".

وقال ماسك إنه عند الاقتراب من أواخر 2023 سيكون "الوقت مناسبا" لإيجاد شخص آخر لإدارة تويتر وهو وقت توقع أن يستقر فيه وضع منصة التواصل الاجتماعي، وفقا لرويترز.

وتابع قائلا "لا أعرف، أنا أخمن ربما صوب نهاية هذا العام سيكون وقتا مناسبا للعثور على شخص آخر لإدارة الشركة لأنني أعتقد أنها يجب أن تكون في وضع مستقر، كما تعلمون، بنهاية العام الحالي".

وصرح ماسك في 21 ديسمبر الماضي بأنه سيستقيل من منصب الرئيس التنفيذي "بمجرد أن أجد من هو أحمق بما يكفي لتولي الوظيفة!".

وأضاف أنه سيقوم بعد ذلك "بإدارة فرق البرمجيات والخوادم فحسب".

ونشر ماسك استطلاعا على تويتر قبل ذلك بأيام يسأل فيه عما إذا كان عليه أن يتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي لمنصة التواصل الاجتماعي، ورد أغلب المشاركين بالقول إن عليه أن يفعل ذلك.

وسيسمح التخلي عن العمليات الإدارية اليومية لماسك الذي أنفق 44 مليار دولار لشراء منصته الاجتماعية المفضلة، بتجنب الاتهامات بتجاهل مشاريعه الأخرى، وخاصة شركة السيارات تسلا التي شهدت انخفاض سعر سهمها منذ توليه منصبه، وفقا لفرانس برس.

وأعطى ماسك في الماضي أدلة قليلة حول نوع الإداري الجديد الذي يبحث عنه، قائلا فقط إن واجباته ستقتصر على البرمجيات والهندسة بمجرد أن يحل محله "شخص غبي بما فيه الكفاية" كرئيس تنفيذي.

وطغت الفوضى على الأسابيع القليلة الأولى لامتلاك ماسك لتويتر، مع تسريح جماعي للموظفين، وعودة الحسابات المحظورة، وإيقاف حسابات صحفيين ينتقدون الملياردير المولود في جنوب أفريقيا.

وشهد استحواذ ماسك أيضا ارتفاعا في التغريدات العنصرية وفي نبرة الكراهية.

والأسبوع الماضي، أبلغ الآلاف من مستخدمي تويتر عن مشاكل بعدما بدأت الشبكة الاجتماعية السماح للمستخدمين الذين يدفعون رسوما بنشر تغريدات يصل طولها إلى أربعة آلاف حرف.

لكن رغم الصعوبات، شجّع مالك تويتر على مزيد من التواصل.

وقال ماسك "كمنتدى للتواصل، إنه أمر رائع. وأود فقط أن أشجع على المزيد من التواصل (..) للتحدث بصوت أصيل نوعا ما". 

وتابع "في بعض الأحيان يكون لدى الناس شخص آخر مثل مدير تويتر الخاص بهم أو شيء من هذا القبيل. يجب على الناس القيام بالتغريدات الخاصة بهم. (...) أعتقد أن هذه هي الطريقة للقيام بذلك".

وفي شأن متصل بتويتر، ذكر موقع "Platformer" في تقرير مطول، الأربعاء، أن ماسك "أنشأ نظاما خاصا لإعطاء الأولوية لجميع تغريداته وإظهارها للمستخدمين أولا".

وأشار إلى أن التقرير يستند على "مقابلات مع أشخاص على دراية بالأمر"، وعلى "وثائق حصل عليها".

ولفت إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، كان ماسك مهووسا بمقدار التفاعل الذي تتلقاه منشوراته ومشاركاته"، وأن هذا النظام تم إنشاؤه بعد انزعاج ماسك من أن تغريدته حول "سوبر بول" حصدت تفاعلا أقل من تغريدة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفقا للموقع.

الذكاء الاصطناعي يزاحم الإنسان في سوق العمل. أرشيفية
الذكاء الاصطناعي يزاحم الإنسان في سوق العمل. أرشيفية | Source: REUTERS

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بدأت شركات في تسريح مئات الموظفين، آخرها منصة تيك توك للتواصل الاجتماعي.

وأعلنت تيك توك، الجمعة، تسريح مئات الموظفين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عدد كبير في ماليزيا، حيث قالت الشركة أن هذا القرار هو جزء من تحولها نحو استخدام المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في تعديل المحتوى، مع التركيز على تحسين الكفاءة في عملياتها.

الخطوة التي اتخذتها تيك توك، ترفع منسوب المخاوف على مستقبل العامل البشري في مواجهة الذكاء الاصطناعي وتصاعد القلق من أن تتجه شركات عملاقة أخرى نحو ذات الاتجاه.

وظائف يستحوذ عليها الذكاء الاصطناعي

الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي، أحمد بانافع قال إن ما فعلته تيك توك لم يكن مفاجئا، وهي واحدة من بين عدة شركات اتجهت للمسار ذاته، ولكن تيك توك أعلنت عنه صراحة.

وأوضح بانافع وهو مقيم في كاليفورنيا في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" أن الوظائف التي تم الاستغناء عنها هي "مراقبة المحتوى" وهي من بين 10 وظائف على الأقل يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي القيام بها.

ويرى أن العامل الإنسان قد يكون دخل "في مرحلة ثانية من المعركة بين الذكاء الاصطناعي والموظفين".


وقال بانافع إن هناك شركات أميركية كبرى بدأت في تدريب الموظفين على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتستثمر فيها مليارات الدولارات، والتي تتيح لهم التعرف على المجالات "التي يمكن فيها الاستغناء عن العامل البشري"، وهنا "تحصل عمليات تسريح بناء على التقييم".

وكانت غوغل قد أعلنت مطلع العام الاستغناء عن مئات الموظفين ضمن فريق مبيعات الإعلانات العالمي التابع لها، في ظل استخدام الأنظمة الآلية في عدد متزايد من المهام الإدارية والإبداعية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

"تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟
وصفت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ما سيحدثه الذكاء الاصطناعي في سوق العمل حول العالم خلال العامين المقبلين بأنه مثل "تسونامي"، حيث سيؤثر على 60 بالمئة من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة و40 بالمئة من فرص العمل حول العالم.

واستغنت غوغل عن حوالي 12 ألف شخص في يناير 2023 حوالي 6 في المئة من قوتها العاملة في مواجهة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، ما يعني انخفاض إنفاق المعلنين. واضطر عملاق الإنترنت منذ ذلك الحين إلى الاستثمار بكثافة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

كيف تحمي وظيفتك من الذكاء الاصطناعي؟

ويوصي الخبير بانافع لأي موظف يعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل وظيفته، عليه التدرب على "استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، والابتعاد عن الوظائف التقليدية، مثل مراقبة المحتوى أو الترجمة أو خدمة العملاء أو التعرف على الاتجاهات".

ويرى أنه لا يجب أن ننظر إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستولي على الوظائف، بقدر ما أنه يستطيع القيام بوظائف معينة بسرعة وكفاءة عالية، ولهذا على الشخص البحث عن وظائف غير تقليدية.

ولمواجهة المرحلة المقبلة، دعا الجميع إلى النظر لفرص التطوير التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءة عملك، وهو ما يمكنك أن تفعله بأن "تسأل تشات جي بي تي، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يطورك ويساعدك في عملك؟".

كيف تستغل الذكاء الاصطناعي في العثور على وظيفة أحلامك؟.. 8 نصائح مهمة
يسعى الكثير من الناس وعلى مختلف مشاربهم وتنوع اختصاصاتهم للحصول على أحسن فرص العمل الممكنة عبر مواقع  ومنصات التوظيف الكبرى مثل منصة لينكد إن LinkedIn، وإنديد دوت كوم Indeed، وZipRecruiter، وغيرها من المنافذ الأخرى داخل وخارج الولايات المتحدة.

وفي يونيو الماضي دعا صندوق النقد الدولي لاتخاذ تدابير ضريبية للحماية الاجتماعية لإحداث توازن حيال المخاطر التي يطرحها الذكاء الاصطناعي ولا سيما زيادة انعدام المساواة.

ومن دون تنظيم، فإن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خسارة وظائف بين المهن المؤهلة، وفقا لما ذكر صندوق النقد الدولي في مذكرة.

ولمواجهة هذا الوضع على الحكومات أن تخصص إيرادات جديدة لتمويل شبكة الأمان الاجتماعي لأولئك الذين يخسرون وظائفهم، كما أوصى واضعو المذكرة.

وجاء في المذكرة أن "السياسة الضريبية لها دور رئيسي في دعم توزيع أكثر إنصافا للمكاسب والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي". وأضاف الصندوق "لكن هذا يتطلب تغييرات كبيرة في الأنظمة الضريبية والحماية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم".

ويدعو صندوق النقد الدولي بشكل خاص إلى زيادة إعانات التأمين ضد البطالة والاستثمار في التدريب لإعداد العمال "للوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي".

ويعارض الصندوق فرض ضريبة محددة على الذكاء الاصطناعي التي اقترحها باحثون معتبرا أن هذا من شأنه أن يؤثر على نمو الإنتاجية. وعلى العكس يقترح التصدي للثغرات الضريبية التي تشجع على إلغاء وظائف.