OpenAI CEO Sam Altman speaks to members of the media during the Introduction of the integration of the Microsoft Bing search…
سام ألتمان

صعد سام ألتمان (37 عاما)، الذي ربما لم يسمع كثيرون باسمه من قبل، إلى واجهة عالم التكنولوجيا محدثا هزة  تتعلق بالذكاء الاصطناعي. فهو الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI التي أنشأت ChatGPT.

وهو تطبيق الذكاء الاصطناعي الذي ذاع صيته بشكل كبير، وتسببت هذه التكنولوجيا في حالة من الذعر لدى المنافسين مثل غوغل، حتى أخذ مكانه كرئيس تنفيذي في عالم التكنولوجيا فوق المليارديرين، إيلون موسك، ومارك زوكربيرغ، حسب وصف شبكة أن بي سي نيوز.

وقد نقل موقع بيزنس إنسايدر، تحذير ألتمان، من أن العالم قد يذهب بعيدا بالذكاء الاصطناعي إلى أماكن يُحتمل أن تكون مخيفة، مشددا أن تنظيم المجال سيكون"أمرا بالغ الأهمية".

وفي سلسلة من التغريدات، الأحد، ذكر أن الانتقال إلى مستقبل يظهر فيه الذكاء الاصطناعي أمر "جيد في الغالب"، لافتا إلى أن هذا الانتقال ربما يحدث بسرعة مثل الانتقال إلى عالم ما بعد الهواتف الذكية.

ولكن رغم ذلك، أوضح أنه المجتمعات ستأخذ وقتا للتكيف مع التحول الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي.

"رجل الساعة"

ونقل موقع إن بي سي قول خبير الذكاء الاصطناعي، أورين إتزيوني إن "ألتمان هو بالتأكيد رجل الساعة، وهذا أمر رائع كونه يبلغ من العمر 37 عاما فحسب".

ولا تزال OpenAI، ومقرها في سان فرانسيسكو، شركة صغيرة وفقا لمعايير شركات التكنولوجيا، لكن تأثيرها سيكون كبيرا وفق التقرير.

وحسب ألتمان تحتاج الشركة إلى وقت كاف لمؤسساتنا لوضع الاستراتيجية. وسيكون التنظيم أمرا بالغ الأهمية وسيستغرق بعض الوقت.

وحسب بيزنس إنسايدر، ألتمان هو أول من تحدث عن تنظيم الذكاء الاصطناعي منذ عام 2015، وحسب تقرير الموقع فإنها "ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن تنظيم الذكاء الاصطناعي، بل كتب عن ذلك على مدونته في مارس من العام 2015".

وتحدث، إيلون ماسك، أحد مؤسسي OpenAI إلى جانب ألتمان، خلال قمة الحكومة العالمية في دبي، أن الذكاء الاصطناعي يضع أمامنا وعودا كبيرة وقدرات إيجابية وسلبية، لذلك تحتاج إلى تنظيم.

وتحدث ماسك لسي أن بي سي عن ضرورة الذكاء الاصطناعي الذي اعتقد أنه يمثل "في الواقع خطر أكبر على المجتمع من السيارات أو الطائرات أو الطب" التي احتاجت إلى تنظيم.

خلفية سياسية

ويشير تقرير أن بي سي إلى خلفية ألتمان السياسية، قائلا إن مظهره الشاب وملابسه الرياضية والمريحة تشير إلى أنه متمرس ونشط في الأوساط السياسية، حيث شارك في حملة لجمع التبرعات للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، خلال العام 2014 مع الرئيسة التنفيذية لشركة Yahoo آنذاك، ماريسا ماير.

"لا يخاف"

وقبل أن يبلغ من العمر 30 عاما، أصبح ألتمان رئيسا لـ Y Combinator، التي أطلقت شركات عدة مثل Airbnb وDropbox وReddit. ويلفت التقرير إلى أنه لا يخاف من الأفكار الكبيرة.

وحسب أن بي سي فإن الأشخاص الذين عملوا مع ألتمان يثنون على نظرته المستقبلية للتكنولوجيا. وقال، آرون هاريس، الشريك السابق في Y Combinator، في رسالة بالبريد الإلكتروني للموقع: "ألتمان لديه قدرة فريدة على رؤية فرص ضخمة في أشياء جديدة، وإلهام الآخرين للعمل بجد".

وسارعت شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة والصين، في ظل جو تنافسي شديد، خلال فبراير، للإعلان عن عملها على أدوات ذكاء اصطناعي مشابهة لـChatGPT.

وبدأت شركة OpenAI الأميركية هذا السباق، للتغلب على المنافسين من خلال إطلاق ChatGPT في نوفمبر، حسب شبكة سي أن بي سي، ولم ترد الشركة على طلب من الشبكة للتعليق على ذلك.

لذلك قررت مايكروسوفت استثمار مليارات الدولارات في OpenAI، التي تعير أهمية كبيرة للتمويل كون كل محادثة عبر ChatGPT تكلف بضعة سنتات. وأقدمت مايكروسوفت على هذه الخطوة لتجديد محرك بحث Bing قليل الاستخدام الخاص بها باستخدام تقنية OpenAI في محاولة للتنافس مع Google. لكن المستخدمين ا لـ"Bing AI" أبلغوا عن عدم دقة المحادثات.

وأعقب ذلك اندفاع غوغل للإعلان عن أداة البحث Bard التي تستند على الذكاء الاصطناعي، ولكن شاب التطبيق بعض العيوب من خلال الإجابات الخاطئة.

من جهتها التزمت شركة أبل الصمت بشأن خطط الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ولم ترد الشركة على طلب للتعليق من سي أن بي سي.

أما برنامج قاعدة البيانات PingCap فقد بدأ تشغيل منتج قائم على ChatGPT في السوق. الشركة لديها مكاتب في بكين وكاليفورنيا، حسب سي أن بي سي. وأطلقت Chat2Query للعملاء خارج الصين في يناير.

من جانبها، شركة علي بابا، الصينية، التي من المرتقب أن تعلن عن أرباحها الفصلية مساء الخميس، قالت إنها تختبر داخليا تقنية على غرارChatGPT ، ولم تقدم جدولا زمنيا للإطلاق التطبيق. 

وكذلك، لم تحدد شركة التجارة الإلكترونية الصينية JD.com تاريخ إطلاق مشروع الذكاء الاصطناعي الخاص بها، لكنها قالت إن ChatJD سيركز على البيع بالتجزئة والتمويل، وسيساعد في مهام مثل إنشاء ملخصات المنتجات في مواقع التسوق والتحليل المالي، حسب سي أن بي سي.

وبينما أصبح ChatGPT خلال فبراير موضوعا شائعا في الصين، حتى بالنسبة لوسائل الإعلام الحكومية، يشير المحللون إلى أن الرقابة في البلاد ولوائح البيانات قد تؤثر على كيفية تطور التكنولوجيا المماثلة في البلاد، وفق تقرير سي أن بي سي.

ويذكر أن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، حذر، السبت 18 فبراير، من أن التقدم الذي أحرز مؤخرا في مجال الذكاء الاصطناعي يمثل خطرا بالغا على حقوق الإنسان، داعيا إلى وضع "محاذير فعالة".

وأعرب تورك في بيان مقتضب عن "قلقه الكبير إزاء قدرة التقدم الأخير في مجال الذكاء الاصطناعي على إلحاق الضرر"، حسب فرانس برس.

وتابع "كرامة الإنسان وكل حقوق الإنسان في خطر كبير"، ووجه تورك "دعوة عاجلة إلى الشركات والحكومات من أجل أن تطور سريعا محاذير فعالة".

وأكد "نتابع هذا الملف من كثب، سنقدم خبرتنا في مجالات محددة وسنسهر على أن يبقى بُعد حقوق الإنسان محوريا في تطور هذا الملف".

وحضت عشرات الدول بينها الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي على وضع تنظيمات لتطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه في المجال العسكري، محذرة من "عواقب غير مرغوب فيها"، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

صور الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة
صور الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة

تزداد المخاوف بشأن قدرة تقنية التزييف العميق على نشر الأخبار المضللة من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي لصنع محتوى زائف، يهدف لإثارة مشاعر الغضب لدى الجمهور بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنها تظهر على سبيل المثال مشاهد القتل والدمار في غزة، وأخرى تتحدث بالعكس من ذلك أن صور الجثث لممثلين يدعون الموت من أجل جذب التعاطف وتعميق مشاعر الكراهية.

وأظهرت صور الحرب بين إسرائيل وحماس بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة تستخدم لخلق صور يحاول ناشروها الادعاء بأنها واقعية. 

ومنذ أن بدأت الحرب الشهر الماضي، تم استخدام الصور المعدلة رقميا والمنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم ادعاءات كاذبة بشأن المسؤولية عن الضحايا أو لخداع الناس بشأن فظائع لم تحدث أبدا.

وعلى سبيل انتشرت مؤخرا صور لمنازل وشوارع مدمرة في غزة، بينها مجموعة تظهر أطفال رضع ملطخون بالدماء.

تمت مشاهدة هذه الصور ملايين المرات عبر الإنترنت منذ بداية الحرب، لكنها في الحقيقة عبارة عن صور أنشأت بواسطة تقنية التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

عند التدقيق في الصور يمكن ملاحظة الأدلة على ذلك عن كثب، حيث أصابع اليدين غير متسقة مع الجسم الطبيعي للإنسان والعيون تتلألأ بضوء غير طبيعي، وهي علامات تدل على تزييف رقمي.

ومع ذلك، فإن مشاعر الغضب التي تولدها هذه الصور تبقى حقيقية، مما يسلط الضوء على المدى الذي يمكن أن يلعبه المحتوى المضلل في الصراع.

وفي حين أن معظم مقاطع الفيديو والصور المضللة المتداولة عبر الإنترنت عن الحرب لم تتطلب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي وجاءت من مصادر أكثر تقليدية، إلا أن استخدام التقدم التكنولوجي يتزايد بشكل ملحوظ.

تقول وكالة أسوشيتد برس إن هذا الأمر يساعد في احتمال زيادة إمكانية أن يصبح الذكاء الاصطناعي شكلا آخر من أشكال الأسلحة، وقدم لمحة عما سيحدث خلال الصراعات المستقبلية والانتخابات وغيرها من الأحداث الكبرى.

في بعض الحالات، تم إعادة استخدام صور من صراعات أو كوارث أخرى وتمريرها على أنها جديدة ووقعت خلال الحرب في غزة. 

في الأسابيع الأولى من الصراع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار مقطع يصوّر رجلا بكفن أبيض يفتح عينيه وينظر من حوله.

إلا أن هذا الفيديو في الحقيقة ليس لفلسطينيين يمثّلون بأنهم قتلوا في الحرب الدائرة، بل هو يصوّر دورة لتنظيم الجنازات في مسجد في ماليزيا، وفقا لوكالة فرانس برس.

الفيديو واحد من بين مجموعة منتشرة في الآونة الأخيرة على صفحات أشخاص ومجموعات تُشكّك بحصيلة القتلى الفلسطينيين

وكان الفيديو واحدا من بين مجموعة منتشرة في الآونة الأخيرة على صفحات أشخاص ومجموعات تُشكّك بحصيلة القتلى الفلسطينيين خلال الحرب التي بلغت نحو 15 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة.

في فيديو آخر لطفل فلسطيني قتيل أثار انتشاره تنديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعت مواقع إسرائيلية رسمية أنه يُظهر في الحقيقة "لعبة" استخدمتها حركة حماس لتضليل الرأي العام. 

لكن وكالة فرانس برس ذكرت أن هذا الادّعاء غير صحيح، وما يظهر في الفيديو هو طفل قتيل بالفعل وليس لعبة، بحسب مصوّر الوكالة الذي التقط صورا للطفل القتيل نفسه.

وفي حالات أخرى، تم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء صور من الصفر، مثل صورة طفل يبكي وسط حطام القصف الذي انتشر على نطاق واسع خلال الأيام الأولى للصراع.

وتشمل الأمثلة الأخرى للمحتوى الذي أنشيء بواسطة الذكاء الاصطناعي مقاطع فيديو تظهر ضربات صاروخية إسرائيلية مفترضة، أو دبابات تسير عبر الأحياء المدمرة، أو عائلات تفتش في الأنقاض بحثا عن ناجين.

وبالإضافة للذكاء الاصطناعي يشارك مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة هي في الحقيقة جزء من مقاطع ترويجية للعبة فيديو قتالية تتضمن محاكاة للمعارك العسكرية زاعمين على سبيل المثال أنها تصور استهداف مسلحين من حركة حماس لجنود إسرائيليين داخل غزة.

لقطة شاشة لأحد الحسابات التي نشرت المقطع المصور

وفي أحد هذه المقاطع، ومدته ثماني ثوان، يظهر جندي وأمامه دبابة ثم يتم إصابتهما من الخلف لتنفجر الدبابة ويقع الجندي أرضا. 

لكن عند البحث، يمكن العثور على مقطع الفيديو المتداول في الادعاءات منشورا في حساب لعبة الفيديو القتالية "سكواد" في يوتيوب في ديسمبر 2022.

وجاء في الوصف المرافق للفيديو أنه فيديو ترويجي للتحديث الجديد للعبة الفيديو.