FILE PHOTO: Illustration shows Google logo
صورة تعبيرية لشعار غوغل

لا تتوقف الأخبار عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي باتت تحتل حيزا كبيرا في الشركات التكنولوجية، لما لها من تأثير على جميع القطاعات، ومن المستجدات التي نقلتها شبكة سي أن بي سي أنه بعد طرح غوغل لتطبيق على أنه ذكاء اصطناعي يستخدم للبحث إلى حد كبير، فإن المديرين التنفيذيين في غوغل وسعوا بكار التطبيق من دون تحديد مجالاته الأخرى.

وحسب الشبكة، في اجتماع شامل الخميس، ميز المديرون التنفيذيون بين قدرات التطبيق المسمى "بارد" الكثيرة والبحث.

وقال جاك كراوزيك، المسؤول عن تطوير بارد، ردا على سؤال من أحد الموظفين: "أريد أن أكون واضحا، بارد ليست أداة بحث".

إلا أن المسؤولين التنفيذيين في غوغل يواصلون التعامل مع تداعيات التخبط الذي حصل الشهر الماضي مع محرك الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، وحسب سي أن بي سي فإن جهودهم لحل الفوضى التي حصلت تسببت بالمزيد من الارتباك بين القوى العاملة في الشركة.

وكان اجتماع الخميس الأول منذ أن انتقد موظفو غوغل القيادة، وخصوصا الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي، في طريقة إعلان بارد على أنه منافس لتشات جي بي تي.

وانعكس التخبط الذي حصل على أسهم ألفابيت، الشركة الأم لغوغل، في وول ستريت، مما دفع سهم الشركة إلى الانخفاض بسبب القلق من أن محرك البحث الأساسي للشركة معرض لخطر الاستبدال.

وحسب كراوزيك "الذكاء الاصطناعي هو مصدر لتحفيز الخيال، والفضول، ولكن لا يمكننا منع المستخدمين من استخدامه مثل البحث فحسب".

وفي المقابل، قال العديد من موظفي غوغل، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث في هذا الشأن، لشبكة سي أن بي سي إن الإجابات غير المتسقة من المديرين التنفيذيين أدت إلى مزيد من الارتباك.

وبعد إطلاق غوغل تطبيق بارد في فبراير، انخفض سهم ألفابيت بنسبة 9 في المئة تقريبا، مما يشير إلى أن المستثمرين كانوا يأملون بالمزيد من غوغل في ضوء المنافسة المتزايدة من مايكروسوفت، وهي مستثمر كبير في أوبن أيه التي أنشأت تشات جي بي تي.

لذلك شدد كراوزيك خلال الاجتماع على أنه كان الهدف من الإطلاق، القول للعالم إن الشركة دخلت عالم الذكاء الاصطناعي وإننا نطور تطبيقنا مع ما يحيط بنا من تحديات.

وعلى الرغم من أن مجال الذكاء  يزال ناشئا إلا أن الذكاء الاصطناعي بات يستخدم في كثير من جوانب الحياة لدرجة أن الإنسان قد يستخدم هذه التقنية دون أن يدرك ذلك.

وقالت سالي حمود، وهي خبيرة حاصلة على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، إن استخدامات الذكاء الاصطناعي "ليس لها حدود"، مضيفة أن هذه التقنية "تدهل في كافة المجالات".

واستشهدت بإدخال دول الإمارات بتطبيق "تشات جي بي تي" في نظام التعليم بعد أن صار الطلاب يلجؤون إليه للحصول على البحوث الدراسية وغيرها من المساعدات التعليمية.

وقالت إن التطبيق "سيحدث ثورة في مجال التعليم" على الرغم من أن كثير من الدول لا تزال تمنعه استخدام الطلاب له.

ومع نمو استخدام الذكاء الاصطناعي، من المحتمل أن يتك اكتشاف المزيد من الطرق التي يمكنها تحسين الحياة اليومية للإنسان. ومن المتوقع أن يصل سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي العالمي إلى 22.6 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقا لـ "فوربس".

ولهذه التقنية الحديثة، استخدامات متعددة في المجال الطبي منها لجوء أخصائيو الأشعة للذكاء الاصطناعي منذ سنوات لتحليل الأشعة السينية والمقطعية للبحث عن السرطان وتحسين القدرة على التشخيص، بحسب شبكة "سي أن أن" التي أشارت إلى أن 30 بالمئة من أطباء الأشعة يستخدمون الذكاء الاصطناعي كجزء من ممارستهم اليومية.

وفي الحقل الطبي أيضا، ان استخدام الذكاء الاصطناعي الأكثر شيوعا خلال السنوات الماضية في البحث والتطوير بمجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية، وفقا لتقرير حديث صدر من "آي كيو في آي أيه" (IQVIA)، وهي شركة أميركية تخدم الصناعات المشتركة لتكنولوجيا المعلومات الصحية والبحوث السريرية.

إلى ذلك، تعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على مبادرات ومشاريع عدة حول العالم للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم.

وتقول اليونسكو إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على مواجهة بعض أكبر التحديات في التعليم وابتكار ممارسات التدريس والتعلم.

ومع ذلك، تؤكد اليونسكو أن نشر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في التعليم يجب أن يهدف إلى تعزيز القدرات البشرية وحماية حقوق الإنسان من أجل التعاون الفعال بين الإنسان والآلة في الحياة والتعلم والعمل وللتنمية المستدامة.

وفقا لليونسكو، يدعم الذكاء الاصطناعي أيضا عملية صنع القرار من قبل الحكومات والقطاع الخاص، فضلا عن المساعدة في مكافحة المشكلات العالمية مثل تغير المناخ والجوع في العالم.

في عالم المال والأعمال، يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا كبيرا من خلال الدخول في سوق الأسهم والحصول على استشارات وتحليل تاريخ وأداء السهم وتقييم العوامل التي تؤثر فيه مما جعل الأسواق تشهد إقبالا من المستثمرين الأقل ثراء في جميع أنحاء العالم بحسب موقع "فوربس".

صور الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة
صور الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة

تزداد المخاوف بشأن قدرة تقنية التزييف العميق على نشر الأخبار المضللة من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي لصنع محتوى زائف، يهدف لإثارة مشاعر الغضب لدى الجمهور بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنها تظهر على سبيل المثال مشاهد القتل والدمار في غزة، وأخرى تتحدث بالعكس من ذلك أن صور الجثث لممثلين يدعون الموت من أجل جذب التعاطف وتعميق مشاعر الكراهية.

وأظهرت صور الحرب بين إسرائيل وحماس بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة تستخدم لخلق صور يحاول ناشروها الادعاء بأنها واقعية. 

ومنذ أن بدأت الحرب الشهر الماضي، تم استخدام الصور المعدلة رقميا والمنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم ادعاءات كاذبة بشأن المسؤولية عن الضحايا أو لخداع الناس بشأن فظائع لم تحدث أبدا.

وعلى سبيل انتشرت مؤخرا صور لمنازل وشوارع مدمرة في غزة، بينها مجموعة تظهر أطفال رضع ملطخون بالدماء.

تمت مشاهدة هذه الصور ملايين المرات عبر الإنترنت منذ بداية الحرب، لكنها في الحقيقة عبارة عن صور أنشأت بواسطة تقنية التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

عند التدقيق في الصور يمكن ملاحظة الأدلة على ذلك عن كثب، حيث أصابع اليدين غير متسقة مع الجسم الطبيعي للإنسان والعيون تتلألأ بضوء غير طبيعي، وهي علامات تدل على تزييف رقمي.

ومع ذلك، فإن مشاعر الغضب التي تولدها هذه الصور تبقى حقيقية، مما يسلط الضوء على المدى الذي يمكن أن يلعبه المحتوى المضلل في الصراع.

وفي حين أن معظم مقاطع الفيديو والصور المضللة المتداولة عبر الإنترنت عن الحرب لم تتطلب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي وجاءت من مصادر أكثر تقليدية، إلا أن استخدام التقدم التكنولوجي يتزايد بشكل ملحوظ.

تقول وكالة أسوشيتد برس إن هذا الأمر يساعد في احتمال زيادة إمكانية أن يصبح الذكاء الاصطناعي شكلا آخر من أشكال الأسلحة، وقدم لمحة عما سيحدث خلال الصراعات المستقبلية والانتخابات وغيرها من الأحداث الكبرى.

في بعض الحالات، تم إعادة استخدام صور من صراعات أو كوارث أخرى وتمريرها على أنها جديدة ووقعت خلال الحرب في غزة. 

في الأسابيع الأولى من الصراع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار مقطع يصوّر رجلا بكفن أبيض يفتح عينيه وينظر من حوله.

إلا أن هذا الفيديو في الحقيقة ليس لفلسطينيين يمثّلون بأنهم قتلوا في الحرب الدائرة، بل هو يصوّر دورة لتنظيم الجنازات في مسجد في ماليزيا، وفقا لوكالة فرانس برس.

الفيديو واحد من بين مجموعة منتشرة في الآونة الأخيرة على صفحات أشخاص ومجموعات تُشكّك بحصيلة القتلى الفلسطينيين

وكان الفيديو واحدا من بين مجموعة منتشرة في الآونة الأخيرة على صفحات أشخاص ومجموعات تُشكّك بحصيلة القتلى الفلسطينيين خلال الحرب التي بلغت نحو 15 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة.

في فيديو آخر لطفل فلسطيني قتيل أثار انتشاره تنديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعت مواقع إسرائيلية رسمية أنه يُظهر في الحقيقة "لعبة" استخدمتها حركة حماس لتضليل الرأي العام. 

لكن وكالة فرانس برس ذكرت أن هذا الادّعاء غير صحيح، وما يظهر في الفيديو هو طفل قتيل بالفعل وليس لعبة، بحسب مصوّر الوكالة الذي التقط صورا للطفل القتيل نفسه.

وفي حالات أخرى، تم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء صور من الصفر، مثل صورة طفل يبكي وسط حطام القصف الذي انتشر على نطاق واسع خلال الأيام الأولى للصراع.

وتشمل الأمثلة الأخرى للمحتوى الذي أنشيء بواسطة الذكاء الاصطناعي مقاطع فيديو تظهر ضربات صاروخية إسرائيلية مفترضة، أو دبابات تسير عبر الأحياء المدمرة، أو عائلات تفتش في الأنقاض بحثا عن ناجين.

وبالإضافة للذكاء الاصطناعي يشارك مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة هي في الحقيقة جزء من مقاطع ترويجية للعبة فيديو قتالية تتضمن محاكاة للمعارك العسكرية زاعمين على سبيل المثال أنها تصور استهداف مسلحين من حركة حماس لجنود إسرائيليين داخل غزة.

لقطة شاشة لأحد الحسابات التي نشرت المقطع المصور

وفي أحد هذه المقاطع، ومدته ثماني ثوان، يظهر جندي وأمامه دبابة ثم يتم إصابتهما من الخلف لتنفجر الدبابة ويقع الجندي أرضا. 

لكن عند البحث، يمكن العثور على مقطع الفيديو المتداول في الادعاءات منشورا في حساب لعبة الفيديو القتالية "سكواد" في يوتيوب في ديسمبر 2022.

وجاء في الوصف المرافق للفيديو أنه فيديو ترويجي للتحديث الجديد للعبة الفيديو.