مخاوف من سباقات خارج نطاق السيطرة في الذكاء الاصطناعي. أرشيفية
مخاوف من سباقات خارج نطاق السيطرة في الذكاء الاصطناعي. أرشيفية

وجه باحثون وقادة قطاع التكنولوجيا رسالة مفتوحة يحذرون فيها من "المخاطر الجسيمة" على المجتمع والإنسانية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، على ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة وقع عليها أكثر من ألف شخص من الباحثين ورواد التكنولوجيا بينهم، إيلون ماسك، مؤكدين أن مطوري الذكاء الاصطناعي يخوضون "سباقات خارج نطاق السيطرة لتطوير ونشر عقول رقمية أكثر قوة لا يمكن لأحد حتى المطورين أنفسهم من فهمها أو التنبؤ بها أو التحكم بها بشكل موثوق".

ومن بين الموقعين على الرسالة الصادرة عن معهد "فيوتشر أوف لايف" أحد مؤسسي شركة أبل، ستيف وزنياك، ورجل الأعمال، أندرو يانغ، والعالمة، راشيل برونسون.

ويشير سجل الشفافية في الاتحاد الأوروبي إن الممولين الرئيسيين لهذ المعهد غير الربحي هم مؤسسة ماسك ومجموعة فاوندرز بليدج ومقرها لندن ومؤسسة سيليكون فالي كوميونيتي.

وأكدت الرسالة أنه "يجب تطوير أنظمة الذكاء الصناعي القوية فقط عندما نكون واثقين من أن آثارها ستكون إيجابية وأن مخاطرها ستكون تحت السيطرة".

وقالت الرسالة "هل يجب أن نسمح للآلات بإغراق قنواتنا الإعلامية بالدعاية والكذب؟... هل ينبغي أن نطور عقولا غير بشرية قد تفوقنا عددنا وذكاء في النهاية وتتفوق علينا وتحل محلنا؟".

وأضافت "يجب عدم تفويض مثل هذه القرارات لقادة للتكنولوجيا غير منتخبين"، داعية إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة "شات جي.بي.تي-4".

رجال الأعمال الأكاديمي، غاري ماركوس قال في تصريحات إن أنظمة الذكاء الاصطناعي "تشكل عالمنا.. لدينا عاصفة كاملة من عدم مسؤولية الشركات.. ونقص في التنظيم، وعدد كبير من الأمور المجهولة"، بحسب الصحيفة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت شركة "أوبن إيه.آي" المدعومة من مايكروسوفت النقاب عن الإصدار الرابع من برنامج الذكاء الصناعي "شات جي.بي.تي" الذي حاز على إعجاب المستخدمين ملايين عبر إشراكهم في محادثة شبيهة بالمحادثات البشرية ومساعدتهم على تأليف الأغاني وتلخيص الوثائق الطويلة.

وقال ماسك في وقت سابق من الشهر "الذكاء الاصطناعي يوترني بشدة". وماسك من مؤسسي شركة أوبن إيه.آي الرائدة وتستخدم شركته تسلا للسيارات الذكاء الصناعي في أنظمة القيادة الذاتية.

قدرات الذكاء الاصطناعي تثير القلق حول العالم. أرشيفية - تعبيرية
"صناعة المواد الإباحية".. "شبح موت" يهدد بإغراق "الذكاء الاصطناعي"
قد تكون "التكنولوجية المغيرة للحياة" (Life-changing technology) أو ما يعرف بـ"بالتكنولوجيا المزعزعة" (disruptive technology) تكشف عن تطورات جديدة يشهدها عالمنا، ولكن هذه التطورات لن تكون من دون ضريبة قد تطال المستخدمين والمجتمعات المختلفة.

وتأتي هذه المخاوف في وقت جذب فيه روبوت الدردشة "شات.جي.بي.تي" انتباه المشرعين الأميركيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم.

وحذرت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" الاثنين من خطر استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.

وكشفت الحكومة البريطانية النقاب عن مقترحات لوضع إطار تنظيمي "قابل للتكيف" حول الذكاء الاصطناعي.

سباق عالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي
سباق عالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي

أعلنت مجموعة "أمازون"، الاثنين، استثمار يصل إلى 4 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية "أنثروبيك" Anthropic، التي تطوّر منافساً لبرنامج "تشات جي بي تي"، مما يسرّع السباق العالمي نحو هذه التقنيات.

ومن خلال هذه الشراكة، ستحصل المجموعة العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، على حصة أقلية في شركة "أنثروبيك" التي طورت "كلود" Claude، وهو برنامج دردشة آلي ينافس "تشات جي بي تي"، أداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة المطورة من شركة "أوبن إيه آي".

وعلى غرار هذه الأخيرة، تشكل "أنتثروبيك" إحدى الشركات الأكثر تقدماً في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مجموعتي التكنولوجيا العملاقتين غوغل ومايكروسوفت.

ويتيح الذكاء الاصطناعي "التوليدي" إنشاء محتويات أصلية بالاستناد إلى كمية كبيرة من البيانات.

كما يوفر واجهة للمستخدمين الذين يطرحون أسئلة أو يوجهون طلبات للحصول على نص مكتوب أو موسيقى أو صورة أو رمز معلوماتية.

ومع هذا الاتفاق، تسعى "أمازون" إلى تعزيز وجودها في هذا القطاع الذي يشهد طفرة سريعة تثير شهية عمالقة الإنترنت، وأيضاَ المستثمرين.

وفيما يثير الذكاء الاصطناعي اهتمام شركات كثيرة، فإنّ هذه الأخيرة لا تزال مضطرة للاعتماد على عمالقة الحوسبة السحابية، مايكروسوفت أو أمازون ويب سرفيسز (ايه دبليو اس) أو غوغل، للحصول على القدرات الحسابية اللازمة لاستخدام هذه التكنولوجيا. 

 مساعدون شخصيون

ولذلك قررت هذه المجموعات الدخول في شراكة مع مطوري برمجيات الذكاء الاصطناعي. وفي بداية العام، وسعت مايكروسوفت شراكتها مع "أوبن إيه آي"، من خلال اتفاقية بمليارات الدولارات.

وقد أثارت شركة "أنثروبيك" اهتمام عمالقة الإنترنت في الآونة الأخيرة، إذ استثمرت غوغل 300 مليون دولار في بداية العام للاستحواذ على 10% من الشركة الناشئة في كاليفورنيا.

وقالت الشركة في بيانها إن مطوري ومهندسي أمازون سيكونون قادرين، باستخدام نماذج "أنثروبيك"، على دمج قدرات الذكاء الاصطناعي وإنشاء تجارب جديدة عبر الإنترنت لعملاء أمازون، في جميع أنشطتها.

من جانبها، ستستخدم "أنثروبيك" شرائح "ايه دبليو اس"، التي طُوّرت خصيصاً لإنشاء نماذج التعلم الآلي، وتسريع تطوير نماذج روبوتات الدردشة المستقبلية.

وتعمل شركات التكنولوجيا الكبرى على نشر وظائف الذكاء الاصطناعي التوليدية بسرعة في برامجها عبر الإنترنت (الأدوات المكتبية، ورموز المعلوماتية، ومحركات البحث، والبريد الإلكتروني، وما إلى ذلك) لتحويلها إلى نوع من المساعد الشخصي.

وقبل أيام، أعلنت أمازون أن مساعدها الافتراضي "أليكسا" سيكون مزوداً بالذكاء الاصطناعي.

من جانبها، أشارت مايكروسوفت، الخميس، إلى أنها ستدمج واجهة الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة لـ"أوبن إيه آي" في محرك بحث "بينغ" الخاص بها.

كما أنّ السباق على الذكاء الاصطناعي يكتسي طابعاً دولياً. ففي نهاية أغسطس، أطلقت شركة الإنترنت الصينية العملاقة بايدو، روبوت المحادثة "إرني بوت"، مع إتاحته في البداية للسوق الصينية فقط.