(FILES) In this file photo taken on July 10, 2019 the Twitter logo is seen on a phone in this photo illustration in Washington,…
"تكافح المؤسسات الإعلامية منذ مدة طويلة لوضع خطط اشتراك"

أثارت تغريدة الملياردير إيلون ماسك بشأن إطلاق تويتر قريبا لخاصية جديدة تتيح للوسائل الإعلامية تقاضي تعرفة من المستخدمين، على أساس قراءة كل تقرير مكتوب على حدة، بدلا من الاشتراك السنوي والشهري، مجموعة في الملاحظات من خبراء وقراء على وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي حين استعاد البعض النقاش بشأن ما إذا يجب أصلا على الوسائل الإعلامية فرض بدلات سنوية وشهرية، كي يتمكن المتصفح من قراءة موادها، طرح أخرون ملاحظات بشأن العناوين المضللة التي ربما تدفع الشخص للدفع مقابل القراءة ثم يتبين أن المحتوى غير ملائم، وتطرقوا أيضا إلى أن طريقة الاشتراك للحصول على إيرادات قد تكون غير مجدية، في ظل وجود الإعلانات الإلكترونية.

وأعلن ماسك، السبت، عن خطة لمنصة تويتر تسمح لناشري الوسائل الإعلامية بتقاضي بدلا من المستخدمين على أساس قراءة كل تقرير على حدة وبنقرة واحدة.

وأضاف أن "ذلك يجب أن يشكل مكسبا رئيسيا للمؤسسات الإعلامية والجمهور على حد سواء".

وأضاف أن الخطة ستظهر الشهر المقبل، لكنه لم يعط تفاصيل عن الأسعار بشكل دقيق أو النسبة التي ستتقاضاها منصة تويتر.

ويأتي هذا الإعلان بينما يكافح ماسك لجعل تويتر مربحا، وسط خطط مثيرة للجدل.

آراء متناقضة بشأن الاشتراك

استطلع موقع "الحرة" آراء مجموعة من الأشخاص، بشكل عشوائي، حيال المواد الإعلامية المدفوعة، وما إذا كانت خطوة تويتر التي تسعى لتخفيف الأعباء ممكن أن تحفزهم للدفع مقابل قراءة تقرير أعجبهم. فقالت ميرا (19 عاما) ممازحة "أساسا إذا علمت أن المادة مدفوعة لا أقرأ العنوان"، وتابعت أن "فرض الشركات لبدلات على موادهم الإعلامية يخفض نسبة القراء والمتابعين".

أما بول، وهو أستاذ جامعي، فقال إنه "بالطبع يدفع مقابل بعض التقارير والمعلومات، فهي في بعض الأحيان تكون أهم من الاحتفاظ ببعض الدولارات".

من جانبه أجاب محمد (34 عاما) أنه "لن يدفع مقابل أي مادة إعلامية أو تقرير طالما يمكنه البحث عنها على مواقع أخرى تعرضها على الإنترنت بشكل مجاني".

وبدورها أفادت مريم (26 عاما) أنها "تدفع في حال كانت بحاجة للتقرير الإعلامي المكتوب كمرجع للدراسة والبحث"، وتابعت أن "في الحالات الأخرى أفضل متابعة المواقع التي تنشر تقاريرها بشكل مجاني".

وأيضا قالت إيسامار (28 عاما) إنها "لا تدفع طالما يمكنها متابعة مواقع مجانية أخرى"، وأشارت لارا إلى "إمكانية أن تدفع لمرة واحدة فقط، في حال كانت لديها الفضول الكبير لقراءة مادة تبدو مميزة كثيرا عن غيرها".

وأخيرا، أوضح أيلي (29 عاما) أنه "لا يدفع مقابل تقارير"، بل ينتظر أن تنشر على مواقع تسرق التقارير، وتعيد نشرها من دون احترام حقوق النشر.

نماذج الإيرادات في الشركات الإعلامية

تقول الخبيرة في مجال التسويق الإلكتروني، ليندا عشقوتي، في حديث لموقع "الحرة" إن "الشركات الإعلامية تعمل إجمالا على وضع نموذج محدد للحصول على الإيرادات".

"ويحصل ذلك إما بواسطة فرض رسم اشتراك كي يتمكن القارئ من تصفح كامل المواد الإعلامية التي تنتجها منصات الشركة. وإيجابية هذه الطريقة أنها تحدد للشركة كمية الاشتراكات لديها وتاليا المسار المحتمل للأرباح التي ربما تجنيها، والتي من خلالها ستغطي نفقاتها"، وفق عشقوتي.

وتضيف أن "لهذا النموذج من إنتاج الإيرادات بعض الصعوبات، مثل أن القارئ لا يكون مهتما بكل المواد الإعلامية التي تنتجها الشركة، لكنه يكون مضطرا للاشتراك بشكل شهري أو سنوي، وليس على أساس عدد محدد من المقالات".

وأوضحت أن طريقة ماسك الجديدة، من خلال تويتر، تضمن له توفير أمواله وقراءة المادة التي تعنيه ويحبها، والمنشورة على موقع يطلب اشتراكا من خلال دفع مبلغ أقل مقابل قراءة مقال واحد.

وتضيف أن الطريقة السنوية والشهرية للاشتراك تمنع المؤسسة الإعلامية من معرفة أي مواد إعلامية يفضلها القراء لديها، كون اشتراكهم يكون لفترة معينة وليس على أساس المادة المنتجة.

أما الطريقة الأخرى لإنتاج الإيرادات، فهي الارتكاز على الأرباح من الإعلانات الإلكترونية، وتاليا يكون المهم بالنسبة للمؤسسة الإعلامية هو زيادة المشاهدات والمتابعة وزيارة الموقع الإلكتروني التابع لها، حسب عشقوتي.

وتعتبر أن ذلك يبين أهمية طرح ماسك بشأن الدفع عن المادة المنتجة بدلا من الاشتراك لفترة معينة، ويكون هذا التفاعل مع المادة الإعلامية بناء للقيمة التي يراها القارئ فيها.

تحسين الجودة

تضيف عشقوتي أن خطوة ماسك تدفع شركات الإعلام الراغبة بإضافة هذا النوع، من الدفع من خلال تويتر، على تحسين جودة محتوياتها لاستقطاب قراء أكثر.

ويتيح هذا الأمر زيادة عدد الاشتراكات في المواقع التي تفرض الاشتراك شرطا للقراءة، وفق عشقوتي.

وتتابع أن "الاشتراك يتطلب تزويد الشركة الإعلامية ببعض الداتا والمعلومات، مثل الاسم والبريد الإلكتروني، وهذه الداتا لها قيمة أيضا بالنسبة للشركات الإعلانية".

مشكلة العناوين المضللة

أما بالنسبة لحل مشكلة العناوين المضللة، فيمكن حسب عشقوتي أن يكون المخرج من خلال طرح "ادفع حسب عدد الكلمات التي قرأتها".

وتقول عشقوتي أن في حال عالجت تويتر هذا الخلل من خلال إضافة إمكانية أن يتوقف القارئ عن تصفح المقال في البداية في حال لمس أن المضمون غير جيد، ويدفع مبلغ أقل من المال حسب عدد الكلمات التي قرأها، ستكون المشكلة قد تم علاجها، إضافة إلى أن القراء الذين يدفعون يفضلون المواقع الإخبارية المضمونة، والمعروفة بمهنيتها وصدقيتها.

وحسب فرانس برس، تكافح المؤسسات الإعلامية منذ مدة طويلة لوضع خطط اشتراك تعود عليها بما يغطي تكاليف تشغيلها، رغم اعتياد القراء على الأخبار المجانية على الإنترنت.

والتحدي الذي يواجهه ماسك هو كيفية جعل مقاربة الدفع الجزئي مقابل المحتوى ناجحة حيث فشل الآخرون.

وأورد الصحافي البريطاني، جيمس بول، في مجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو" سلسلة مشكلات تعترض الدفع الجزئي، وهي فكرة على حد قوله "راودت بالتأكيد كبار الناشرين في جميع أنحاء العالم".

فالعديد من المستخدمين سيبتعدون فورا ما إن يصطدموا بنظام دفع للقراءة، والناشرون يفضلون "إلى حد كبير" تسجيل مشتركين دائمين لأن ذلك يحقق لهم عائدات من الإعلانات أكثر بكثير من 20 سنتا، أو نحو ذلك مقابل قراءة كل مقالة، حسب فرانس برس.

وأثار العديد من الأشخاص على تويتر اعتراضات أخرى، اذ اعتبر بعضهم أن القراءة على أساس كل مادة ستشجع "طُعم النقرة" لاجتذاب القراء بعناوين خادعة، ويمكن أن يتم إعطاء الأفضلية للناشرين الكبار على حساب الصغار، إضافة إلى أنه ليس من الواضح إن كان الكتاب أيضا سيتقاسمون العائدات مع الناشرين.

لكن آخرين على تويتر كان رد فعلهم إيجابيا حيال الخطة.

فقد اعتبرها غريغ أوتري في تغريدة "فكرة عظيمة"، مضيفا "بصفتي أكتب بشكل منتظم في منشورات مثل فوربس وفورين بوليسي وآد أسترا، أشعر بالإحباط غالبا عندما ينتهي الأمر بعملي وراء نظام دفع لا يرغب من يتابعونني بالاشتراك فيه. هذا هو الحل الصحيح"، حسب فرانس برس.

معارضون لحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة
معارضون لحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة

أيدت محكمة استئناف فيدرالية أميركية الجمعة قانونا يلزم شركة "بايت دانس" الصينية بسحب استثمارات تطبيق "تيك توك" من الولايات المتحدة بحلول أوائل العام المقبل أو مواجهة الحظر.

وبهذا القرار تحوم حالة من عدم اليقين تجاه مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة، إذ تواجه الحظر إذا لم تقطع علاقتها مع الشركة الأم في بكين، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

ماذا يقول القرار؟

ونظر قضاة محكمة الاستئناف الأميركية في الطعون القانونية التي تقدم بها تيك توك ومستخدمون ضد القانون الذي يمهل بايت دانس حتى 19 يناير لبيع أصول تيك توك في الولايات المتحدة أو التخلص وإلا واجه التطبيق الحظر.

وطعنت تيك توك في قضيتها بالقانون الأميركي الذي اعتبرته يتعارض مع التعديل الأول في الدستور يستهدف شركتهم بشكل غير عادل.

وقالت محكمة الاستئناف إن القانون "تتويج لعمل مكثف من الكونغرس والرؤساء المتعاقبين. وصيغ بعناية ليعالج فحسب سيطرة عدو أجنبي، وهو ضمن جهد أوسع نطاقا لمواجهة تهديد مدعوم بأدلة للأمن القومي تشكله جمهورية الصين الشعبية"، وفقا لوكالة رويترز.

وتؤكد وزارة العدل الأميركية أن القانون يعالج مخاوف متعلقة بالأمن القومي، والطريقة التي تم إقراره بها لا تنتهك الدستور.

ورفضت محكمة الاستئناف طعون تيك تيك بشأن أن القانون له "أبعاد غير قانونية بالاستيلاء على الممتلكات".

ويمثل القرار انتصار لوزارة العدل وخصوم التطبيق الشهير للمقاطع المصورة القصيرة المملوك للصين وضربة مدمرة لشركة بايت دانس. ويعزز الحكم الآن احتمالات فرض حظر غير مسبوق على التطبيق الذي يستخدمه 170 مليون أميركي.

بين أيدي بايدن وترامب

وفي العام 2020، نجح تيك توك في تعليق قرار بحظره من خلال طلب استئناف

ويضع القرار، ما لم تبطله المحكمة العليا، مصير تيك توك في أيدي الرئيس الأميركي، جو بايدن أولا ليقرر إذا كان سيمنح تمديدا مدته 90 يوما للموعد النهائي في 19 يناير للإجبار على البيع، ثم ثانيا في أيدي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب الذي يتولى منصبه في 20 يناير. لكن لم تتضح قدرة بايت دانس على تحمل عبء إظهار أنها أحرزت تقدما كبيرا نحو التخارج المطلوب للحصول على التمديد.

وقال ترامب الذي لم تفلح محاولته في حظر تيك توك خلال ولايته الأولى في عام 2020 قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر إنه لن يسمح بحظر تيك توك.

ولم يقدم فريق ترامب الانتقالي أي تفاصيل حول الكيفية التي تخطط إدارة الرئيس المنتخب تنفيذ "تعهده".

ويدعم القرار قانونا يمنح الحكومة الأميركية سلطات واسعة النطاق لحظر تطبيقات أخرى مملوكة لأجانب قد تثير مخاوف من جمع بيانات الأميركيين. وفي عام 2020، حاول ترامب أيضا حظر تطبيق وي تشات المملوك لشركة "تنسنت"، لكن المحاكم أوقفته.

وسجلت أسهم ميتا التي تنافس تيك توك في الإعلانات عبر الإنترنت، أعلى مستوى خلال يوم بعد صدور الحكم مرتفعة ثلاثة في المئة. وارتفع سهم ألفابت، الشركة الأم لمحرك البحث غوغل التي ينافس تطبيقها يوتيوب أيضا تيك توك أكثر من واحد في المئة بعد الحكم.

"سابقة معيبة وخطيرة"

وسارع مدافعون عن حرية التعبير بانتقاد هذا القرار. وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن القرار "يشكل سابقة معيبة وخطيرة".

وقال باتريك تومي، نائب مدير مشروع الأمن القومي في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، "حظر تيك توك ينتهك صراحة حقوق التعديل الأول في الدستور لملايين الأميركيين الذين يستخدمون هذا التطبيق للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم".

ماذا بعد؟

تطبيق تيك توك متهم بالعديد من الانتهاكات الخاصة بأمان الأطفال على الإنترنت

وتستعد تيك توك وبايت دانس إلى رفع قضيتهما إلى المحكمة الأميركية العليا للبت في موضوعها.

وقال تيك توك إنه يتوقع أن تلغي المحكمة العليا قرار محكمة الاستئناف استنادا على التعديل الأول للدستور الأميركي.

وأضاف الموقع في بيان "للمحكمة العليا سجل تاريخي راسخ في حماية حق الأميركيين في حرية التعبير، ونتوقع منها فعل ذلك في هذه القضية الدستورية المهمة".

وأضاف أن القانون سيؤدي إلى "رقابة صريحة على الشعب الأميركي".

وترفض بايت دانس أي توجه لبيع تطبيق تيك توك، وإن أرادت ذلك، لن تتمكن من بيع الخوارزمية التي تدعم تطبيقها إذا أنها محمية بموجب ضوابط التصدير الصينية التي صدرت في 2020.

ومن دون الخوارزمية، أي صفقة تعني شراء جزء من المنصة من دون تملك لتكنولوجيا الحقيقة التي تجعل منها شبكة تواصل قوية.