فريق "اكس إيه آي" يتألف من متخصصين معروفين في الذكاء الاصطناعي. تعبيرية
أنباء عن اختيار إيلون ماسك لليندا ياكرينو كرئيسة تنفيذية لتويتر. أرشيفية

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، إيلون ماسك، الخميس، إنه تعيين رئيسة تنفيذية جديدة لشبكة التواصل الاجتماعي التي يملكها، وأنها ستبدأ العمل في غضون ستة أسابيع تقريبا. 

ولم يكشف ماسك عن اسم المرشحة لهذا المنصب، لكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مصادر مطلعة أن ليندا ياكرينو، مديرة الإعلانات في "أن بي سي يونيفيرسال" هي من اختارها ماسك لهذا المنصب. 

وقال ماسك في تغريدة: "سينتقل دوري إلى منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي ومسؤول التكنولوجيا، والإشراف على المنتجات والبرامج وأجهزة الكمبيوتر".

وتعمل ياكرينو منذ أكثر من عقد مديرة للإعلانات والشراكات العالمية، ولها دور كبير في إيجاد "أفضل الطرق لقياس فعالية الإعلانات" بحسب الصحيفة، ناهيك عن دورها في إطلاق خدمة "بيكوك" للبث.

ويأتي إعلان ماسك عن رئيسة تنفيذية جديدة قبل أيام من أحد أكبر المؤتمرات الترويجية السنوية التي تجريها "أن بي سي يونيفيرسال" في نيويورك.

ليندا ياكرينو

وقال متحدث من "أن بي سي يونيفيرسال" للصحيفة إن ياكرينو تجري "تدريبات متتالية" للحدث المنتظر. حيث ستقوم بإقناع أصحاب العلامات التجارية الكبرى بالالتزام بشراء إعلانات بمليارات الدولارات في المواسم المقبلة.

وتشرف ياكارينو على نحو 13 مليار دولار من عائدات الإعلانات السنوية، ولها علاقات وثيقة مع وكالات التسويق والإعلانات الكبرى حول العالم، ويعرف عنها مهاراتها في التفاوض، ويصفها عاملون في صناعة الإعلانات بـ"المطرقة المخملية".

وبعد شراء ماسك لتويتر أحجم نحو 37 شركة من كبار المعلنين عن الإعلان خلال الربع الأول من العام، بحسب بيانات "سيسنور تاور".

ومن المرجح أن تهدئ هذه الخطوة مخاوف مستثمري تسلا، الذين كانوا قلقين بشكل متزايد من الوقت الذي يخصصه ماسك لإحداث تغييرات في شبكة تويتر، بحسب وكالة رويترز.

وكان ماسك قال في نوفمبر إنه يتوقع تقليص وقته في تويتر والعثور في النهاية على رئيس تنفيذي جديد لإدارة شركة التواصل الاجتماعي.

وشهد أول أسبوعين بعد شراء ماسك تويتر في أكتوبر تغيرات سريعة. فسرعان ما أقال باراج أغراوال، الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، وغيره من كبار القادة قبل أن يسرح نصف موظفيه في نوفمبر.

صور الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة
صور الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة

تزداد المخاوف بشأن قدرة تقنية التزييف العميق على نشر الأخبار المضللة من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي لصنع محتوى زائف، يهدف لإثارة مشاعر الغضب لدى الجمهور بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنها تظهر على سبيل المثال مشاهد القتل والدمار في غزة، وأخرى تتحدث بالعكس من ذلك أن صور الجثث لممثلين يدعون الموت من أجل جذب التعاطف وتعميق مشاعر الكراهية.

وأظهرت صور الحرب بين إسرائيل وحماس بشكل واضح إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية مضللة تستخدم لخلق صور يحاول ناشروها الادعاء بأنها واقعية. 

ومنذ أن بدأت الحرب الشهر الماضي، تم استخدام الصور المعدلة رقميا والمنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم ادعاءات كاذبة بشأن المسؤولية عن الضحايا أو لخداع الناس بشأن فظائع لم تحدث أبدا.

وعلى سبيل انتشرت مؤخرا صور لمنازل وشوارع مدمرة في غزة، بينها مجموعة تظهر أطفال رضع ملطخون بالدماء.

تمت مشاهدة هذه الصور ملايين المرات عبر الإنترنت منذ بداية الحرب، لكنها في الحقيقة عبارة عن صور أنشأت بواسطة تقنية التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

عند التدقيق في الصور يمكن ملاحظة الأدلة على ذلك عن كثب، حيث أصابع اليدين غير متسقة مع الجسم الطبيعي للإنسان والعيون تتلألأ بضوء غير طبيعي، وهي علامات تدل على تزييف رقمي.

ومع ذلك، فإن مشاعر الغضب التي تولدها هذه الصور تبقى حقيقية، مما يسلط الضوء على المدى الذي يمكن أن يلعبه المحتوى المضلل في الصراع.

وفي حين أن معظم مقاطع الفيديو والصور المضللة المتداولة عبر الإنترنت عن الحرب لم تتطلب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي وجاءت من مصادر أكثر تقليدية، إلا أن استخدام التقدم التكنولوجي يتزايد بشكل ملحوظ.

تقول وكالة أسوشيتد برس إن هذا الأمر يساعد في احتمال زيادة إمكانية أن يصبح الذكاء الاصطناعي شكلا آخر من أشكال الأسلحة، وقدم لمحة عما سيحدث خلال الصراعات المستقبلية والانتخابات وغيرها من الأحداث الكبرى.

في بعض الحالات، تم إعادة استخدام صور من صراعات أو كوارث أخرى وتمريرها على أنها جديدة ووقعت خلال الحرب في غزة. 

في الأسابيع الأولى من الصراع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار مقطع يصوّر رجلا بكفن أبيض يفتح عينيه وينظر من حوله.

إلا أن هذا الفيديو في الحقيقة ليس لفلسطينيين يمثّلون بأنهم قتلوا في الحرب الدائرة، بل هو يصوّر دورة لتنظيم الجنازات في مسجد في ماليزيا، وفقا لوكالة فرانس برس.

الفيديو واحد من بين مجموعة منتشرة في الآونة الأخيرة على صفحات أشخاص ومجموعات تُشكّك بحصيلة القتلى الفلسطينيين

وكان الفيديو واحدا من بين مجموعة منتشرة في الآونة الأخيرة على صفحات أشخاص ومجموعات تُشكّك بحصيلة القتلى الفلسطينيين خلال الحرب التي بلغت نحو 15 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة.

في فيديو آخر لطفل فلسطيني قتيل أثار انتشاره تنديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعت مواقع إسرائيلية رسمية أنه يُظهر في الحقيقة "لعبة" استخدمتها حركة حماس لتضليل الرأي العام. 

لكن وكالة فرانس برس ذكرت أن هذا الادّعاء غير صحيح، وما يظهر في الفيديو هو طفل قتيل بالفعل وليس لعبة، بحسب مصوّر الوكالة الذي التقط صورا للطفل القتيل نفسه.

وفي حالات أخرى، تم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء صور من الصفر، مثل صورة طفل يبكي وسط حطام القصف الذي انتشر على نطاق واسع خلال الأيام الأولى للصراع.

وتشمل الأمثلة الأخرى للمحتوى الذي أنشيء بواسطة الذكاء الاصطناعي مقاطع فيديو تظهر ضربات صاروخية إسرائيلية مفترضة، أو دبابات تسير عبر الأحياء المدمرة، أو عائلات تفتش في الأنقاض بحثا عن ناجين.

وبالإضافة للذكاء الاصطناعي يشارك مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة هي في الحقيقة جزء من مقاطع ترويجية للعبة فيديو قتالية تتضمن محاكاة للمعارك العسكرية زاعمين على سبيل المثال أنها تصور استهداف مسلحين من حركة حماس لجنود إسرائيليين داخل غزة.

لقطة شاشة لأحد الحسابات التي نشرت المقطع المصور

وفي أحد هذه المقاطع، ومدته ثماني ثوان، يظهر جندي وأمامه دبابة ثم يتم إصابتهما من الخلف لتنفجر الدبابة ويقع الجندي أرضا. 

لكن عند البحث، يمكن العثور على مقطع الفيديو المتداول في الادعاءات منشورا في حساب لعبة الفيديو القتالية "سكواد" في يوتيوب في ديسمبر 2022.

وجاء في الوصف المرافق للفيديو أنه فيديو ترويجي للتحديث الجديد للعبة الفيديو.