مجموعة "فولت تايفون" الصينية تلاحق بيانات شركات البنية التحتية . أرشيفية - تعبيرية
مجموعة "فولت تايفون" الصينية تلاحق بيانات شركات البنية التحتية .تعبيرية

أكدت شركة مايكروسوفت أنها رصدت "نشاطا سيبرانيا" تنفذه مجموعة صينية تتسلل لاختراق شبكات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، فيما حذرت واشنطن وحلفاؤها من هجمات مماثلة قد تحدث في دول عدة حول العالم.

وقالت مايكروسوفت بالتعاون مع سلطات الأمن السيبراني في الولايات المتحدة إن هذه الأنشطة وراءها مجموعة تعرف باسم "فولت تايفون"، والتي تحظى برعاية رسمية من السلطات الصينية.

وحذرت مايكروسوفت في بيان، الأربعاء، من أن هذا الهجوم يهدد بإحداث "اضطرابات في البنى التحتية الحيوية للاتصالات بين الولايات المتحدة والمنطقة الآسيوية في الأزمات المستقبلية".

وأضافت المجموعة التكنولوجية الأميركية أن "السلوك المرصود يشير إلى أن الجهة الفاعلة تنوي التجسس والحفاظ لأطول فترة ممكنة على قدرتها على ولوج بيانات البنى التحتية من دون أن يتم اكتشافها".

تكتيكات "فولت تايفون"

مايكروسوفت تحذر من اضطرابات في شركات البنية التحتية. أرشيفية - تعبيرية

وتوضح مايكروسوفت في بيانها أن مجموعة "فولت تايفون" تنشط، منذ منتصف عام 2021، في استهداف مؤسسات البنية التحتية، والتي تشمل مؤسسات تعمل في قطاع الاتصالات والصناعة والمرافق العامة والنقل والبناء والبحرية والتعليم.

وحددت ممارسات هذه المجموعة بأنها تعمل ضمن أربعة تكتيكات:

الأول: جمع البيانات، بما في ذلك بيانات الأنظمة المحلية والشبكات المرتبطة بها.

الثاني: وضع هذه البيانات في ملفات أرشيفية متسلسلة.

الثالث: استخدام هذه البيانات المسروقة وإفساح الطريق أمامهم للوصول إليها.

الرابع: دمج أنظمتها ضمن نطاق عمل الشبكات في المؤسسات التي تخترقها وتوجيه حركة مرور البيانات عبر معداتها التي تستخدم أنظمة مفتوحة المصدر لتسهيل الولوج إليها وقت الحاجة.

إرشادات فنية لكشف الاختراقات

مجموعة فولت تايفون تنشط منذ منتصف 2021 . أرشيفية - تعبيرية

ويشير تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الكشف عن هذا النشاط التجسسي عززه إسقاط منطاد التجسس الصيني الذي حلق فوق ولايات أميركية قبل أشهر، والذي يعتقد أنه يرتبط بنشاط تجسسي يستهدف النقل الجوي والبحري والبري.

وحدد تقرير تفصيلي نشرته وكالة الاستخبارات الأميركية "سي أي آيه" المعلومات الفنية حول الأدوات والحلول والتطبيقات الفنية التي استخدمات في عمليات الاختراق، والتي تضم: (wmic, ntdsutil, netsh, PowerShell).

وحثت وكالات الأمن القومي الأميركية والغربية في إرشادات فنية الشركات التي تعمل في قطاع البنية التحتية على تحديد "النشاطات الضارة" أو احتمال تواجد اختراقات من قبل "فولت تايفون".

وقال مدير الأمن السيبراني في وكالة الأمن القومي الأميركي "إن إس إيه"، روب جويس، إن المجموعة الصينية تستخدم "أدوات مدمجة في الشبكات للتهرب من رصدها وعدم ترك أي أثر خلفها.. وهذا ما يجعل من اكتشاف هذه التقنيات صعبا، لأنها تستخدم قدرات مدمجة بالفعل في شبكات قطاعات البنية التحتية الحيوية".

ورصدت نشاطات هذه المجموعة في جزيرة غوام، التي تقع في المحيط الهادئ وهي تابعة للولايات المتحدة، وتعد موطنا للمنشآت العسكرية الأميركية، ومركزا رئيسيا للاتصالات يربط آسيا وأستراليا عن طريق العديد من الكابلات البحرية، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

سكتة قلبية
يقول التطبيق إنه يمكنه التنبؤ بوقت وفاة عملائه انطلاقا من بياناتهم الصحية والحياتية

"خياراتك وعاداتك تحدد موعد موتك". تبدو عبارة مألوفة، إذ تصلنا ولو بأسلوب مختلف عبر آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي تتدفق يومياً من مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق مدربين رياضيين وأخصائيي تغذية و"لايف كووتش" وغيرهم من أصحاب الاختصاص أو خارجه الذين يحثّون المتابعين على اتباع أساليب حياة "صحية"، لكن أيضاً هي "معلومة" يستند إليها تطبيق "ساعة الموت" .

في الموقع الإلكتروني الخاص بتطبيق "Death Clock"، يعد مطوّره برينت فرانسن المستخدمين بأنه قادر على التنبؤ بموعد وفاتهم، وكذلك إطالة أعمارهم، بالاعتماد على بيانات تخص عاداتهم اليومية.

وهذا التطبيق فعلياً ليس الأول الذي يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية إيجاده، فهناك نظائر له بعضها يحمل الاسم نفسه وآخر تحت اسم "العد التنازلي-Count down"، وقبلها في عام 2006، أطلق موقع إلكتروني بنفس الاسم، رصد منذ ذلك اليوم توقعات ومتابعة لحياة أكثر من 61 مليون مستخدم.

مصدر الصورة: الموقع الإلكتروني الخاص بالتطبيق "ساعة الموت"

لكن المختلف في التطبيق الجديد أنه يقدم نفسه على أنه "الأول" الذي يستعين بالذكاء الاصطناعي لحسابات أكثر دقة، من خلال متابعة أسلوب حياة المستخدمين، بالتركيز على عوامل عدة، منها "النظام الغذائي، النوم، الرعاية الصحية، الصحة العقلية (النفسية)، الأمراض، الحياة الاجتماعية".

موعد الموت "لحياة أفضل"!

في التعريف عن التطبيق الهاتفي الذي صدر منذ خمسة شهور، يرد أنه "سيساعد المستخدم على فهم تأثير عاداته الحالية على العُمر المتوقع له، ثم إجراء تغييرت لزيادة احتمالية عيش حياة أطول قدر الإمكان".

ويضيف "نحن جميعا سنموت. الأمر يتعلق فقط بمتى؟"، مشيراً إلى أنه مدعوم بـ"العلم والذكاء الاصطناعي" لتقديم "الحقيقة القاسية عن العُمر المتوقع"، مع خيارات ونصائح لتحسين العادات اليومية وجعلها أكثر صحية.

 و"ساعة الموت" تطبيق غير مجاني تم تطويره في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، بحسب البيانات المتوفرة على الموقع الإلكتروني والتطبيق نفسه في متجر "أبل"، ويكلّف المستخدم نحو 15 دولاراً في الشهر، أو 80 دولاراً سنوياً. 

يقول إنه متوفر لمستخدمي الهواتف الذكية في أكثر من 100 دولة حول العالم، وحظي حتى لحظة كتابة هذا التقرير بأكثر من 125 ألف مستخدم.

والمستخدم، بمجرد أن يملأ البيانات المطلوبة، يتلقى التوقع بموعد الوفاة، والأسباب المحتملة لها، وكذلك عدد السنوات التي يمكن أن تضيفها "حياة صحية" للعُمر الافتراضي، بمعايير التطبيق الذي "اعتمد على 1217 دراسة شارك فيها أكثر من 53 مليون شخص" قبل إطلاقه.

وأوضح لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية "لقد أخذنا كل العلوم الموجودة بحيث تتنبأ بموعد موت الناس، وهذا العلم ليس جديدا، فشركات التأمين الصحي والتأمين على الحياة تقوم بذلك منذ فترة طويلة، كذلك يفعل مركز السيطرة على الأمراض والحكومة الاميركية".

وفي مقابلة مع مجلة "بلومبيرغ" الأميركية، قال فرانسن إن النتائج التي حققها التطبيق لغاية اليوم "تمثل تحسناً كبيراً مقارنة بالتوقعات التقليدية المستندة للجداول الإحصائية".

صورة من التطبيق الإلكتروني عبر متجر "أبل"

ومنذ سنوات برزت العديد من الدراسات التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي للوصول إلى توقعات حول صحة الأفراد، كان يُنظر لبعضها بأنها "دقيقة جداً" وأحياناً "متحيّزة" نظرا لانتقائية في عيّنات الدراسة ومدى جودة خوارزميات البحث والتحليل الذكية.

من تجربة شخصية

ويُبدي مطور "ساعة الموت" اهتماماً بالغاً في العادات الصحية، حيث أنه أسس قبل إطلاق هذا التطبيق شركة "موست دايز" المعنية بتحسين أساليب العيش للأفراد، وفق بياناته على موقع "لنكد إن".

وأوضح فرانسن لصحيفة "الديلي ميل"، أن فكرة التطبيق نجمت عن أسباب شخصية، تتعلق برؤية أصدقاء له يعانون بسبب الإدمان على المخدرات، لذا أراد مساعدة الناس على إيجاد حلول طويلة الأجل لقضاياهم.

وأقرّ  أن فكرة التطبيق بحد نفسها "مخيفة" لكن اللعب على هذا الوتر "فعّال" برأيه لحثّ المستخدمين للسيطرة على نمط معيشتهم بمساعدة التكنولوجيا.

وقال فرانسن إنه عبر "ساعة الموت" يسعى لمساعدة الناس بنفس الطريقة التي ساعد بها نفسه.

وتتباين آراء خبراء الصحة النفسية بخصوص فعالية الذكاء الاصطناعي حول توقعات مواعيد الوفاة، وكذلك التطبيقات المستخدمة لهذا الغرض، فالبعض يرى الأمر كحافز للإنسان من أجل حياة أفضل خالية من الأسباب التي تؤثر سلباً على صحته الجسدية والعقلية، بينما يحذر البعض الآخر من أن فكرة المتابعة اليومية للعادات وتغيّر الأرقام والحسابات بخصوص العمر المتبقي للفرد، قد تعرّضه للقلق والإحباط وربما الاكتئاب خصوصاً إذا شعر بأنه فقد السيطرة على عاداته.

كذلك، قد يُنظر لهذه الأرقام التي يوفرها تطبيق "ساعة الموت" وغيره من التطبيقات التي لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بأنها "حتمية تماماً" دون الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى غير التي تعتمدها لمراقبة طبيعة الحياة المعاصرة المعقدة نوعاً ما والمتغيرة، وكذلك الفروقات الجوهرية بين الأفراد وردود أفعالهم بحسب البيئة التي يعيشون فيها.