البطاريات في نموذج سيارة كهربائية
البطاريات في نموذج سيارة كهربائية

ذكرت وكالة "بلومبرغ"، أن الشركات الكورية الجنوبية تسارع لشراء المزيد من "الغرافيت" من الصين، قبل أن تدخل ضوابط التصدير على مكونات بطارية السيارة الكهربائية حيز التنفيذ، في ديسمبر.

ونقلت الوكالة عن شركة "إل جي إنيرجي سوليوشن" LG Energy Solution Ltd.، قولها، الأربعاء، إنها "ستحاول شراء المزيد من الغرافيت في أقرب وقت ممكن، قبل بدء الإجراءات".

وتبذل شركة "بوسكو فيوتشر"  Posco Future M Co، وهي شركة تصنيع أقطاب البطاريات، أيضًا جهودًا للحفاظ على "مستويات مناسبة للمخزونات"، قبل الموعد النهائي في الأول من ديسمبر، حسبما قالت للوكالة.

ويعد الغرافيت مكونًا أساسيًا في أنودات بطارية السيارة الكهربائية، وهي محطة داخل خلية قابلة لإعادة الشحن.

ويمكن لصانعي البطاريات إما استخدام الغرافيت الطبيعي المستخرج من المناجم لصنع الأنودات، أو المواد الاصطناعية التي عادة ما تكون أكثر تكلفة، لكنها تدوم لفترة أطول، ويتم شحنها بشكل أسرع وتعد أفضل للسلامة.

وقالت وزارة التجارة الصينية، الجمعة، إنها ستضع بعض أنواع الغرافيت تحت ضوابط التصدير، من أجل "حماية الأمن القومي".

وأوضحت الوكالة أنه "في حين أن هذه الإجراءات لا تعني بالضرورة أنه سيتم حظر الشحنات، فإن الإعلان أثار قلق صانعي السيارات الكهربائية، نظرًا لأن البلاد تمثل حوالي 60 في المئة من الطاقة الإنتاجية للغرافيت الطبيعي في العالم، و90 في المئة من النوع الاصطناعي".

ووفقا للوكالة، تأتي الضوابط الصينية على الغرافيت "وسط منافسة متزايدة بين بكين وواشنطن على المواد الحيوية لانتقال الطاقة، وقطاعات التكنولوجيا الفائقة"، وقد حدث ذلك بعد أيام فقط من تكثيف البيت الأبيض جهوده لإبقاء الرقائق المتقدمة خارج الصين.

ويعتمد مصنعو البطاريات في كوريا الجنوبية بشكل كبير على واردات الغرافيت. وقالت وزارة التجارة في البلاد، الإثنين، إنها "تتطلع إلى الدول الأفريقية، بما في ذلك موزمبيق وتنزانيا، لمعالجة النقص المحتمل في هذه المادة".

وأضافت أنها "ستسعى أيضا إلى تقديم موعد بدء تشغيل مصنع محلي للغرافيت الاصطناعي، المقرر افتتاحه العام المقبل".

وقال المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، ستيف مان، إن "أسعار الغاليوم والجرمانيوم قفزت بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 في المئة، منذ القيود، ومن المحتمل أن ترتفع أسعار الغرافيت بمقدار مماثل".

 الوكالة رجحت أن يحمل هذا آثارا أوسع على استثمارات السعودية في التكنولوجيا الأميركية
الوكالة رجحت أن يحمل هذا آثارا أوسع على استثمارات السعودية في التكنولوجيا الأميركية

 أفادت وكالة بلومبيرغ، الخميس، بأن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أجبرت صندوق رأس مال استثماري تابع لأرامكو السعودية على بيع أسهمه في شركة ناشئة لرقائق الذكاء الاصطناعي في سيليكون فالي يدعمها المؤسس المشارك لـ "OpenAI"، سام ألتمان.

وذكرت الوكالة أن هذا قد يحمل آثارا أوسع على استثمارات المملكة المتنامية في التكنولوجيا الأميركية.

قال أشخاص مطلعون على الأمر لبلومبيرغ إن شركة "Prosperity7"، وهي المستثمر الرئيسي في جولة تمويل جمعت 25 مليون دولار لشركة "Rain AI" في عام 2022، باعت أسهمها في الشركة الناشئة بعد مراجعة أجرتها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة "CFIUS".

وذكرت المصادر التي طلبت من بلومبيرغ عدم الكشف عن هويتها، لأن المعلومات خاصة، أن "CFIUS"، وهي الهيئة الرقابية الأميركية الرئيسية للصفقات التي لها آثار على الأمن القومي، أصدرت تعليمات للصندوق السعودي بإلغاء هذه الصفقة في وقت ما خلال العام الماضي. 

وتعمل الولايات المتحدة على تشديد التدقيق في نشاط صناديق الثروة في الشرق الأوسط، كجزء من الكبح المتزايد تجاه الكيانات التي يُعتقد أن لها علاقات وثيقة مع الصين، بحسب الوكالة.

وأفادت "بلومبرغ نيوز" أن "CFIUS" تراجع عدة صفقات بمليارات الدولارات هذا العام بسبب مخاوف من أنها قد تشكل مخاطر على الأمن القومي.

وتعد "Rain AI"، الممولة جزئيا من ألتمان، شركة ناشئة تصمم شرائح الذكاء الاصطناعي المستوحاة من الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري.

وباعت "Prosperity7" حصتها في الشركة لصالح شركة "Grep VC" الاستثمارية في وادي السيليكون، وفقا لشركة البيانات "PitchBook".

ولم يستجب ألتمان أو "Prosperity7" أو "Rain AI" أو "Grep VC" لطلبات بلومبيرغ التعليق.

وقالت "CFIUS" في بيان عبر البريد الإلكتروني إنها لا تستطيع التعليق على المعاملات التي تراجعها، لكنها "ملتزمة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ضمن سلطتها لحماية الأمن القومي الأميركي".

وسعت بكين إلى تعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط بينما تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة وأوروبا. وفي نوفمبر، وقعت الصين والسعودية اتفاقية مبادلة عملات محلية بقيمة حوالي 7 مليارات دولار.

كما استثمرت شركة أرامكو السعودية، التي تسيطر على شركة "Prosperity7"، مليارات الدولارات في قطاع الطاقة الصيني حتى في الوقت الذي تحاول فيه المملكة جذب شركات التكنولوجيا الصينية، بحسب بلومبيرغ.

وتعتبر عمليات البيع التي قام بها صندوق "Prosperity7"، وهو صندوق رأس مال استثماري بقيمة مليار دولار مملوك لشركة "Aramco Ventures"، ملحوظة بسبب حملة البيت الأبيض لاحتواء التفوق التكنولوجي للصين، ويركز هذا المسعى بشكل خاص على أشباه الموصلات التي ستقود الابتكارات المستقبلية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وفق الوكالة.

مع ذلك، يعمل ألتمان على جمع مليارات الدولارات لمشروع جديد لرقائق الذكاء الاصطناعي للتنافس مع شركة "Nvidia Corp"، وقد سافر إلى الشرق الأوسط لجمع الأموال لمشروع يحمل الاسم الرمزي "Tigris" (أي دجلة)، حسبما أفادت بلومبرغ نيوز هذا الشهر. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت "Rain AI" مرتبطة بهذا الجهد من عدمه، ولا تزال تقنيتها في مرحلة مبكرة من التطوير.

وفي حين تهيمن "Nvidia" على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، تنضم "Rain AI" وألتمان إلى العشرات من الشركات الناشئة من آسيا إلى أوروبا التي تتطلع إلى تصميم شرائح يمكن أن تكون أرخص وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

وقد حظرت الولايات المتحدة مبيعات الرقائق عالية الأداء المطلوبة لتطوير الجيل القادم من خدمات الذكاء الاصطناعي للصين، مما يعيق طموحات الصين للمنافسة في هذا المجال المزدهر.

ومع ظهور "تشات جي بي تي" الذي قدمته شركة "OpenAI"، كان هناك قلق بشأن احتياج مراكز البيانات التي تنشئ نماذج كبيرة للذكاء الاصطناعي إلى طاقة مفرطة.

وتهدف "Rain AI" وغيرها من الشركات الناشئة في مجال تصنيع الشرائح إلى إعادة خلق معالجة البيانات لتقليل الحاجة إلى عمليات النقل وخفض استهلاك الطاقة.

وفي حين أن ألتمان هو من أوائل المستثمرين في "Rain AI"، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان لا يزال نشطا في الشركة أو كيف يتابع تلك التكنولوجيا حاليا.