تيك توك في مواجهة مع المشرعين الأميركيين. أرشيفية
تيك توك في مواجهة مع المشرعين الأميركيين. أرشيفية

رغم التحدي الكبير الذي يواجه تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة إذا ما أقر مجلس الشيوخ مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس النواب منتصف مارس، إلا أنه فتح شهية المستثمرين للاستحواذ عليه.

الإجراء الذي صوت عليه مجلس النواب الأميركي بالأغلبية من شأنه أن يجبر شركة "بايت دانس" المالكة لـ"تيك توك" على بيع شركتها الفرعية، تحت طائلة حظر التطبيق من متاجر تطبيقات آبل وغوغل في الولايات المتحدة.

ومن أبرز الذين تأكد نيتهم للاستحواذ على "تيك توك"، وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوتشين والذي أبلغ مجموعة من المستثمرين الأثرياء عن خطته لشراء التطبيق الذي يستخدمه الملايين من المستخدمين.

وازدادت شعبية تطبيق مشاركة المقاطع القصيرة المصورة حول العالم لكن امتلاك مجموعة التكنولوجيا الصينية العملاقة "بايت دانس" له وخضوعها المفترض للحزب الشيوعي في بكين يثير قلق العواصم الغربية.

وحظرت الصين منصات غربية على غرار فيسبوك وإكس على مدى سنوات في شبكة الإنترنت لديها الخاضعة لرقابة مشددة. 

منوتشين وتحديات الاستحواذ على تيك توك

تحديات عديدة أمام الاستحواذ على تيك توك. أرشيفية

ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست أخبر المصرفي منوتشين الذي خدم في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الداعمين المحتملين، مشيرا إلى أنه يواجه تحديين كبيرين: السعر الذي يقدر بأكثر من 100 مليار دولار، والحظر الذي فرضته الحكومة الصينية على تصدير الخوارزميات التكنولوجية.

ويؤكد منوتشين أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها، إذ يمكن عرض شراء التطبيق من دون الاستحواذ على "كودات التشفير المحظور تصديرها" مما يعني إعادة إنشاء خدمة مبنية على مليارات الأسطر من البرمجة لأن تكون قابلة للاستخدام مرة أخرى.

أما تحدي ارتفاع السعر، سيسمح لهم هذا الأمر بتقديم سعر مخفض لشراء التطبيق، وفق ما كشف مصدران مطلعان للصحيفة.

مات بيرولت، أكاديمي في جامعة نورث كارولينا ومدير سابق لفيسبوك قال للصحيفة "الجميع يريد بناء خوارزمية على مستوى تيك توك.. وهذا عنصر أساسية للمنافسة في قطاع التكنولوجيا في الوقت الحالي".

وأضاف "لقد خصصت جميع الشركات الكبرى الكثير من المال والمواهب الهندسية لهذا الأمر، وكافحت من أجل القيام بذلك"، مشيرا "إذا كان منوتشين يعتقد أنه قادر على فعل ذلك، والنجاح حيث كافحت الكثير من الشركات الناجحة.. حظا سعيدا".

وتذكر الصحيفة أن التحديات التي يواجهها منوتشين كبيرة إذ أن "تيك توك ليس مطروحا للبيع"، ورغم موافقة مجلس النواب الأميركي على تمرير مشروع القانون إلا أنه هناك جهود مناهضة للقانون لعدم تمريره في مجلس الشيوخ، ناهيك عن صراع محتمل في المحاكم.

وكان منوتشين قد أعرب بعد تصويت مجلس النواب بأنه يؤيد بشدة مشروع القانون الذي سيرفع لمجلس الشيوخ للتصويت عليه.

وقال في تصريحات لشبكة "سي إن بي سي" أعتقد "أنه يتعين إقرار التشريع وأعتقد بأنه يتوجب بيع" تيك توك.

وأضاف أن تيك توك "عمل تجاري عظيم وسأشكل مجموعة لشراء" التطبيق.

وتابع "يجب أن يكون مملوكا لأعمال تجارية أميركية. ما كان للصينيين بأن يقبلوا إطلاقا بأن يتركوا شركة أميركية تملك شيئا كهذا في الصين".

وردا على قرار مجلس النواب الأميركي، قال مسؤول في وزارة التجارة الصينية إن على الولايات المتحدة "الكف عن قمع الشركات الأجنبية بشكل غير منصف" واتخاذ "جميع التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بحزم".

ورأى مسؤول آخر في بكين بأن الولايات المتحدة تتبنى "منطق قطاع الطرق" من خلال مشروع القانون الجديد.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصين ستوافق على أي عملية بيع أو ما إذا كان من الممكن تصفية أصول تيك توك الأمريكية في غضون ستة أشهر.

وإذا لم تنفذ بايت دانس ما يتطلبه التشريع، فإن متاجر التطبيقات التي تديرها أبل وغوغل وغيرهما لا يمكنها إتاحة تنزيل تطبيق تيك توك بشكل قانوني أو تقديم خدمات استضافة المواقع للتطبيقات التي تسيطر عليها بايت دانس.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تطبيقات صينية أخرى مثل وي تشات قد تواجه حظرا بموجب هذا التشريع.

ومن شبه المؤكد أن تواجه أي تصفية قسرية لأصول تيك توك من الولايات المتحدة تحديات قانونية.

وهناك أيضا مشكلات قانونية محتملة مع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وجماعات أخرى مدافعة عن الحريات التي تقول إن مشروع القانون غير دستوري لتعارضه مع حرية التعبير إلى جانب أسباب أخرى.

مخاض تشريعي في مجلس الشيوخ

مجلس النواب الأميركي صوت على قانون من شأنه حظر تطبيق تيك توك. أرشيفية

وإذا مر القانون الذي يحظى بتأييد من الرئيس الأميركي، جو بايدن في مجلس الشيوخ ستتأكد المخاوف من أن التطبيق الذي يستخدمه 170 مليون شخص في الولايات المتحدة، قد يحظر في غضون أشهر.

وأعلن البيت الأبيض منتصف مارس أن بايدن سيوقع مشروع القانون وتسميته الرسمية "حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصم أجنبي" ويصدره قانونا لدى وصوله إلى مكتبه.

وقال أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ إن مشروع القانون سيسلك المسار التشريعي الاعتيادي والذي قد يستغرق أشهرا وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.

وقال السيناتور رون وايدن في تصريحات إن "هذه المجالات تتطور وتتغير بسرعة كبيرة بحيث من الممكن إحداث ضرر كبير من خلال التحرك بسرعة كبيرة أو من دون الحقائق".

وتعد المصادقة على نص تشريعي بهذا الحجم مهمة في غاية الصعوبة في عام يشهد انتخابات رئاسية، مع توقّع مؤيدين للنص بقاء مشروع القانون في مجلس الشيوخ من دون أي مصادقة.

وقال السيناتور جوش هولي في تصريح لموقع أكسيوس الإخباري "لا شيء يقر في مجلس الشيوخ من دون موافقة الشركات التكنولوجية الكبرى".

وقادة مجلس الشيوخ المخولون الإشراف على مسار مشروع القانون من خلال عملية تعديل معقدة وطرحه للتصويت، لا يبدون التزاما بإقراره.

شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية

بعد التصويت في مجلس النواب، قالت السنياتورة الديمقراطية، ماريا كانتويل التي ترأس لجنة التجارة، إنها "ستسعى لإيجاد مسار للمضي قدما يكون دستوريا ويحمي الحريات المدنية".

وكان الناطق باسم وزارة التجارة الصينية، هي يادونغ قد صرح في مؤتمر صحفي أن "على الولايات المتحدة احترام مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة بشكل صادق والتوقف عن قمع الشركات الأجنبية بشكل غير منصف".

وأضاف أن على واشنطن أيضا "توفير بيئة منفتحة وعادلة ومنصفة وغير تمييزية للشركات الأجنبية للاستثمار والعمل في الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "الصين ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بشكل حازم".

يعد التطبيق في صلب التوتر القائم منذ مدة طويلة بين الولايات المتحدة والصين اللتين اختلفتا في السنوات الأخيرة على مجموعة من القضايا بينها التكنولوجيا والتجارة وحقوق الإنسان.

وحدت واشنطن من أنشطة بعض الشركات الصينية في الولايات المتحدة، مبررة الأمر بمخاوف متعلقة بالأمن القومي، إضافة إلى تصدير تكنولوجيا معيّنة إلى الصين تعد حساسة.

تيك توك في الولايات المتحدة 

تيك توك يجتذب فئة الشباب في الولايات المتحدة . أرشيفية

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن تطبيق تيك توك حقق إيرادات بلغت نحو 16 مليار دولار العام الماضي في الولايات المتحدة حيث يجذب تطبيق الفيديو واسع الانتشار المستخدمين من الجيل "زد"، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

ونقلت فايننشال تايمز عن خمسة مصادر مطلعة أن إيرادات بايت دانس البالغة 120 مليار دولار في 2023 ارتفعت بنحو 40 بالمئة عن العام السابق، مدفوعة بالنمو الهائل لتطبيق تيك توك، رغم أن الصين تمثل حصة كبيرة من مبيعات الشركة.

وتقترب بايت دانس المالكة لتيك توك، الملقبة بمصنع التطبيقات بفضل إصداراتها الجديدة المستمرة لتطبيقات الهاتف المحمول، من تجاوز فيسبوك المملوكة لشركة ميتا لتصبح أكبر شركات التواصل الاجتماعي في العالم من حيث المبيعات.

وارتفعت إيرادات ميتا 16 بالمئة في 2023 إلى 134.90 مليار دولار.

وتصدر تيك توك تطبيقات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة قياسا بعدد مرات التنزيل في 2023، بنحو 47 مليون عملية تنزيل. وجاء فيسبوك وإنستجرام في المركزين الثاني والثالث، بنحو 35 مليون و34 مليون عملية تنزيل على التوالي، وفقا لبيانات سينسور تاور.

الجمهوريون يتعاملون بحذر

ترامب يحث على عدم حظر تيك توك. أرشيفية

كذلك يبدي جمهوريون حذرا تجاه قضية تيك توك جدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التأكيد على معارضته حظر تيك توك، داعيا مناصريه إلى صب غضبهم، بدلا من ذلك، على مجموعة ميتا المالكة لفيسبوك.

موقف ترامب الذي تجاهله النواب الجمهوريون يعد تراجعا عن جهود بذلها في عهده لدفع بايت دانس، الجهة الصينية المالكة لتيك توك، إلى بيعه، لا بل قررت إدارته حظره لكن المحاكم أبطلت القرار.

وتبدي حكومات غربية قلقا إزاء تنامي شعبية تيك توك، وتقول إن الجهة المالكة له تضعه في خدمة الصين التي يمكن أن تستخدمه وسيلة لنشر دعايتها، الأمر الذي نفته إدارة التطبيق وبكين.

ونفى القائمون على تيك توك مرارا بأن يكون التطبيق خاضعا لسلطة الحزب الشيوعي الصيني.

وحض الرئيس التنفيذي لتيك توك، شو زي شيو المستخدمين على الاحتجاج على التصويت، فيما عبر عدد من صانعي المحتوى في التطبيق تحدثوا لوكالة عن معارضتهم لمقترح الحظر.

وجاء في "تقييم التهديد السنوي" لعام 2024 لمجتمع المخابرات الأميركية الذي صدر في مارس أن "حسابات تيك توك التي تديرها ذراع الدعاية للصين بايت دانس استهدفت مرشحين من كلا الحزبين السياسيين خلال دورة الانتخابات النصفية الأميركية في عام 2022".

ويقول تيك توك إنه لم ولن يشارك بيانات المستخدم الأميركية مع الحكومة الصينية.

170 مليون قاعدة مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة. أرشيفية
170 مليون قاعدة مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة. أرشيفية

مع بدء سريان قانون حظر تيك توك في الولايات المتحدة يوم الأحد (19 يناير)، يتوقع أن يبدأ تفعيل مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تحول دون دخول نحو 170 مليون مستخدم إلى محتوى التطبيق.

أول خطوة متوقعة هي منع تنزيل التطبيق من متاجر أبل وغوغل، بينما سيتمكن المستخدمون الحاليون من الوصول إليه مؤقتا دون تحديثات أمنية، وفقا لموقع "ذا إنفورميشن".

الإدارة المسؤولة عن تيك توك وضعت خطة لمواجهة هذا الوضع، والتعامل مع المستخدمين الذين تعودوا على استخدام التطبيق بشكل يومي.

بموجب الخطة، وعندما يحاول المستخدم فتح التطبيق، سيجد رسالة توجهه إلى موقع إلكتروني يقدم معلومات حول قرار الحظر.

 لكن بحسب خبراء نقلت عنهم شبكة "سي إن إن"، فإن التطبيق قد يصبح غير قابل للاستخدام تدريجيا، حتى يتوقف عن العمل تماما مع مرور الوقت.

وسيحظر تيك توك الحظر  بعد قرار المحكمة العليا الأميركية، الجمعة، المؤيد لقانون يسمح بحظره في الولايات المتحدة.

 وأوضح القضاة أن القانون لا يتعارض مع حرية التعبير، مشيرين إلى مشروعية مخاوف الحكومة الأميركية بسبب ارتباط التطبيق بشركة صينية.

وبعد قرار المحكمة الجمعة، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات من المستخدمين تحت وسم "Keeptiktok" و"Savetiktok".

وأرفقت العديد من المنشورات بروابط لطلبات التماس للتوقيع عليها إلكترونيا تدعو الكونغرس للتدخل لوقف القانون.

ما هو قانون حظر تيك توك؟

وسط المواجهة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، أقر الكونغرس الأميركي بأغلبية كبيرة قانونا في أبريل 2024 على خلفية منع أخطار قيام السلطات الصينية بالتجسس والتلاعب على الملايين من مستخدمي المنصة في الولايات المتحدة.

ومنح القانون الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة لشركة بايت دانس، المالكة للتطبيق، لبيعه قبل يوم الأحد (19 يناير 2025)، أو أن متاجر التطبيقات ستكون ملزمة بإزالته عن منصاتها في الولايات المتحدة، وسيحظر الوصول إليه.

والتسمية الرسمية لهذا التشريع قانون "حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصم أجنبي".

واستند الكونغرس في القانون على توصيات لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، المتخصصة بتقييم أخطار الأمن القومي للاستثمارات الأجنبية، والتي عبرت بعد تحقيقات عن "قلقها العميق" بشأن خصوصية المستخدمين.

وحثت اللجنة في تقرير لها صدر في فبراير من 2023 على ضرورة فرض قيود صارمة بين عمليات تيك توك في الولايات المتحدة والشركة الأم الصينية، بما في ذلك فصل الملكية.

وأوضحت وزارة العدل الأميركية أن تنفيذ القانون سيستغرق وقتا.

ورحبت نائبة المدعي العام ليزا موناكو بحكم المحكمة العليا قائلة "المرحلة التالية من هذا الجهد تنفيذ القانون وضمان الامتثال له بعد دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير ستكون عملية تستغرق وقتا".

ماذا قال بايدن وترامب؟

وبعد صدور القرار، قالت إدارة الرئيس بايدن المنتهية ولايتها إن الأمر متروك للرئيس المنتخب دونالد ترامب ليقرر إن كان سينفذ القانون.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في بيان "نظرا لحقيقة التوقيت، تدرك هذه الإدارة أن الإجراءات اللازمة لتنفيذ القانون يجب أن تقع ببساطة على عاتق الإدارة التالية".

الرئيس الأميركي المنتخب، ترامب أكد أن قرار تأييد الحظر يجب أن يحترم، لكن "يجب أن يكون لديه الوقت" لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سينفذ الحكم.

وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال "كان قرار المحكمة العليا متوقعا، ويجب على الجميع احترامه. سأتخذ قراري بشأن تيك توك في المستقبل غير البعيد، لكن يجب أن يكون لدي الوقت لمراجعة الوضع. ترقبوا!".

ورغم قرار المحكمة، وجه الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك شو تشو الشكر للرئيس المنتخب على "التزامه بالعمل معنا لإيجاد حل"، وأضاف أن ترامب "يفهم منصتنا حقا".

وفي 27 ديسمبر، حث ترامب المحكمة على تعليق الموعد النهائي لإعطاء إدارته القادمة "الفرصة للبحث عن حل سياسي للمسائل المطروحة في القضية".

وحاول ترامب نفسه حظر تيك توك في صيف عام 2020، خلال ولايته الأولى، لكنه لم يفلح.

إلا أنه غير رأيه بعد ذلك، داعيا الناخبين المرتبطين بالتطبيق للتصويت له. ويرى ترامب في تيك توك بديلا لمنصتي فيسبوك وإنستغرام التابعتين لشركة ميتا واللتين حجبتا حسابه مؤقتا بعد دعمه للمشاركين في الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021.

ماذا يعني الحظر للمستخدمين في الولايات المتحدة؟

وقال قضاة المحكمة العليا "لا شك أن تيك توك يوفر لأكثر من 170 مليون أميركي منفذا مميزا وواسعا للتعبير، ووسيلة للمشاركة، ومصدرا للمجتمع..". 

لكن الكونغرس قرر أن تجريده ضروري لمعالجة مخاوفه الأمنية الوطنية المدعومة جيدا فيما يتعلق بممارسات تيك توك في جمع البيانات وعلاقتها مع خصم أجنبي".

ويفرض القانون حظرا فقط على التنزيلات الجديدة لتطبيق تيك توك عبر متاجر أبل وغوغل على الإنترنت، بينما يمكن للمستخدمين الحاليين الاستمرار في استخدام التطبيق لبعض الوقت، بحسب تقرير لموقع "ذا إنفورميشن".

ووفقا للمصدر ذاته، وضعت تيك توك خطة حيث سيرى الأشخاص الذين يحاولون فتح التطبيق رسالة توجههم إلى موقع على الإنترنت يحتوي على معلومات حول الحظر.

المستخدمون الحاليون قد يتمكنون من الاستمرار بالوصول إليه من دون أي تحديثات أمنية، حتى يصبح معطلا ويتوقف عن العمل، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن خبراء.

ماذا يمكن لترامب أن يفعل؟

وقال النائب الأميركي، مايك والتز الذي اختاره ترامب ليكون مستشاره للأمن القومي لشبكة فوكس نيوز الخميس "سنضع تدابير لمنع تيك توك من التوقف عن العمل"، مشيرا إلى بند في القانون يسمح بتمديد 90 يوما إذا كان هناك "تقدم كبير" نحو التخارج.

وأضاف والتز "هذا يمنح الرئيس ترامب الوقت لإبقاء تيك توك يعمل".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس أن ترامب يدرس إصدار أمر تنفيذي يستهدف السماح لتيك توك بمواصلة العمل على الرغم من الحظر القانوني المعلق حتى يتم العثور على مالكين جدد.

ولم يتضح بعد مدى تمتع ترامب بالسلطة للقيام بذلك بالنظر إلى متطلبات التخارج القانونية التي فرضها الكونغرس.

وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ في جلسة الخميس إنه يجب منح مزيد من الوقت لتيك توك. لكنه أكد أن التطبيق "ينطوي على مخاطر أمنية كثيرة لا يمكن تجاهلها".

وأضاف "من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من الوقت للعثور على مشتر أميركي وعدم تعطيل حياة ومصادر أرزاق ملايين الأميركيين".

ومضى يقول "سأعمل مع إدارة ترامب ومع كلا الحزبين لإبقاء تيك توك يعمل مع حماية أمننا القومي".

من يريد شراء تيك توك؟

ومن بين الخيارات أمام تيك توك، أن تبيع بايت دانس أسهمها لمستثمرين غير صينيين، وهو احتمال عبرت الشركة عن رفضها له في السابق.

وعبر مشترون محتملون عن استعدادهم لذلك بمن فيهم الملياردير الأميركي فرانك ماكورت، الذي يقود حملة من أجل شبكات اجتماعية أكثر أمانا من خلال مؤسسته "ليبرتي بروجكت".

وفي الربع الأول من 2024 أبلغ وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوتشين مجموعة من المستثمرين الأثرياء عن خطته لشراء التطبيق الذي يستخدمه الملايين من المستخدمين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصين ستوافق على أي عملية بيع أو ما إذا كان من الممكن تصفية أصول تيك توك في الولايات المتحدة.

وتقول تيك توك وبايت دانس وكذلك جمعيات حقوقية إن القانون ينتهك التعديل الأول للدستور الأميركي الذي يضمن الحق في حرية التعبير.

ونفت شبكة التواصل الاجتماعي مرارا نقل أي معلومات إلى الحكومة الصينية، وأكدت أنها سترفض أي طلب للقيام بذلك إذا وُجه إليها.