شعارات مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي
عام 2024 شهد تطور كبير لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة

رغم أن عام 2024 لايزال في منتصفه، إلا أن حصيلته من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تظهر أنه عام مثير شهد انفجار الابتكار والتمويل في الشركات الكبيرة والصغيرة، وخلق المنافسة في مجالات تكنولوجية كانت حكرا على شركات عملاقة.

وحددت وكالة "بلومبرغ" في تقرير لها قائمة بعشر شركات ناشئة  في مجال الذكاء الاصطناعي قالت إنها تستحق المتابعة هذا العام.

وجاءت شركة "أوبن إيه آي" المتواجدة في سان فرانسيسكو على رأس القائمة، وهي التي أطلقت "تشات بوت" و "تشات دجي بي تي"، وتبلغ قيمتها 86 مليون دولار، وشهدت الشركة أيضا واحدة من أكثر الأعمال الدرامية التقنية إثارة في التاريخ الحديث: إقالة الرئيس التنفيذي سام ألتمان في نوفمبر وإعادته إلى المنصب بعد خمسة أيام، وهي سلسلة من الأحداث التي أثارت قلق بعض المدافعين عن السلامة الذكاء الاصطناعي.

الشركة الثانية في القائمة هي "أنتروبيك" والتي أسسها موظفون سابقون في "أوبن إيه آي"، منافسها الرئيسي في عالم نماذج اللغات الكبيرة ، وهي التكنولوجيا التي تدعم أكثر إنجازات هذا العصر إبهارا.

والشركة الناشئة التي تبلغ قيمتها 18 مليون دولار اقتربت من OpenAI من حيث الأداء وتحصل على تمويلها الهائل من شركات أمثال "غوغل" وأمازون".

وتقول الشركة إن أحدث نموذج لها يتفوق على "أوبن إيه آي" في التقييمات الرئيسية في الترميز والتفكير القائم على النص.

وحلت "صونو" ثالثة، وهي شركة رائدة بين الشركات الناشئة الجديدة للذكاء الاصطناعي التي تبني أدوات لأتمتة عملية صنع الموسيقى، إذ يمكن لتطبيقها أن ينتج أغنية كاملة وغناءها بشكل مذهل.

وكما هو متوقع، أثارت الشركة غضب صناعة الموسيقى. إذ يجب تغذية الذكاء الاصطناعي التوليدي بكنوز هائلة من البيانات، مما يعني في هذه الحالة أن "صونو" قد ابتلع الكثير من الأغاني.

وفي يونيو، رفعت أكبر شركات التسجيل في العالم دعوى قضائية ضد "صونو" زاعمة أن بيانات التدريب الخاصة بهم تضمنت عددا كبيرا من التسجيلات الصوتية المحمية بحقوق الطبع والنشر ، مما أدى إلى بدء ما يمكن أن يكون قضية تاريخية في صناعة الذكاء الاصطناعي.

وبعدها تأتي شركة "بوربليكستي" التي تأسست في 2022، وقد انتقلت في ظرف وجيز من شركة مبتدئة صغيرة إلى واحدة من أكثر الشركات الناشئة التي تتم مراقبتها عن كثب في وادي السيليكون.

وتقدم الشركة محرك بحث مدعوم من الذكاء الاصطناعي، ينظر إليها كمنافس محتمل لمحرك "غوغل"، وهي في محادثات في مرحلة متأخرة للحصول على تمويل جديد من شأنه أن يرفع قيمتها إلى 3 مليارات دولار،  وتبلغ قيمتها حاليا مليار دولار.

وضمت القائمة أيضا شركة "ميسترال" التي تتواجد في العاصمة الفرنسية باريس على خلاف أكثر الشركات شهرة والتي غالبا ما تتواجد في الولايات المتحدة أو الصين.

وأصدرت الشركة الفرنسية الناشئة موجة من نماذج اللغات الكبيرة الشائعة،  وروبوت الدردشة (Le Chat) ومنتج برمجة الذكاء الاصطناعي (Codestral). كل ذلك جزء من عرض تقديمي تقدمه ميسترال كبديل مستقل لوادي السيليكون.

وجاءت بعدها "إكس آي"، وهي شركة ناشئة جديدة يملكها المليادير الأميركي، إلون ماسك، وجمعت عدة مليارات من الدولارات في وقت سابق من هذا العام على خلفية تعهدها ببناء روبوت محادثة "متمرد"، على ثقافة "ووك" السائدة.

ويتم تدريب "غروك" كما يطلق على الروبوت، على المشاركات من منصة "إكس" ، الموقع المعروف سابقا باسم Twitter، هو متاح حاليا للمشتركين الذين يدفعون للمنصة.

وشهدت القائمة أيضا شركة "سكايل آي" التي تقوم بتنظيف كنوز البيانات باستخدام مجموعة من البرامج والعاملين البشريين لفحص وتسمية الصور والنصوص التي تدعم نماذج اللغات الكبيرة.

ومن عملاء الشركة الناشئة عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل "أوبن إيه آي" و "غوغل" و "ميتا" بالإضافة إلى وزارة الدفاع الأميركية. وجعل هذا الطلب الكبير على البيانات "سكايل آي" واحدة من أكثر الشركات الناشئة الذكاء الاصطناعي قيمة في العالم.

أما شركة "كوهير" فتتخصص في تطوير نماذج لغوية كبيرة بشكل حصري تقريبا لعملائها من الشركات، والرئيس التنفيذي أيدان غوميز هو أحد مشاهير الذكاء الاصطناعي، وهو أحد مهندسي "غوغل" السابقين الذين شاركوا في تأليف "الاهتمام هو كل ما تحتاجه" ، وهي ورقة الذكاء الاصطناعي الأساسية لعام 2017.

وضمت القائمة أيضا "غوروايف" وهي شركة مزودة للقدرة الحصانية للحوسبة السحابية،  وتقدم رقائق للتأجير لجيل جديد من الشركات التي تسعى للحصول على السعة.

وفقا للتقارير، حتى شركة "مايكروسوفت" وقعت صفقة مع الشركة للحصول على وحدات إضافية لمعالجة الرسومات.

وزاد تقييمها بأكثر من الضعف في أبريل، مما دفعها إلى صفوف الشركات الناشئة الأكثر قيمة في الولايات المتحدة حيث جمعت مليارات الدولارات من الديون والأسهم.  

وختمت "بلومبرغ" قائمتها بشركة "إلفن لابس"، وهي شركة تنتج تقنية تخيف الناس، لأنها في طليعة الذكاء الاصطناعي الذي يستنسخ الصوت، وتوفر برنامج يمكنه تكرار صوت الشخص، وتحويل النص إلى أقوال تبدو بشرية وترجمة الكلام من لغة إلى أخرى.

وابتكرت المشرعة في ولاية فرجينيا جينيفر ويكستون نسخة من صوتها لمساعدتها على التواصل بعد أن أثر مرض عصبي على قدرتها على الكلام، لكن ليس كل استخدامات البرنامج مباحة، فقد حظرت الشركة مستخدما قام بإنشاء صوت مزيف للرئيس جو بايدن يحث الناس على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير.

 منظمات ليبية كشفت ظهور علامات إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي
منظمات ليبية كشفت ظهور علامات إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي

أكدت منظمات حقوقية ليبية ظهور علامات إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي بين مستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تيك توك، في البلد.

وقالت المنظمات الحقوقية، في بيان الثلاثاء، إنها رصدت فيديوهات وتسجيلات مرئية تظهر اهتمام المراهقين في ليبيا بمتابعة حسابات عشرات "المؤثرين" على هذا الموقع من الجنسين.

وأضافت أنه "لا يتم مراعاة الفوارق العمرية على تطبيق تيك توك، ويكثر نقل ونشر مقاطع فيديو لشباب ليبيين وفتيات، وهم في بث مباشر، يتحدثون ويقومون بأفعال دون ضوابط".

ومن "أخطر التجاوزات" التي تم رصدها بحسب المنظمات تلك، تواصل بعض المؤثرين مع قاصرين وأطفال عبر بث مباشر يحدث فيه التنمر واستخدام الطفل كمادة للسخرية وجلب متابعات.

 

وأشارت المنظمات الليبية إلى أن منظمة العفو الدولية في تقرير لها بعنوان "مدفوع إلى الظلام: كيف يشجع تغذية تيك توك 'من أجلك' على إيذاء النفس والتفكير الانتحاري"، خلصت إلى أن تلك الخاصية "يمكنها بسهولة جذب الأطفال والشباب الذين يبدون اهتمامًا بالصحة العقلية إلى الوقوع في متابعة من محتوى إلى آخر لا يستطيعون الانفكاك عنه من المحتويات التي من المحتمل أن تكون ضارة، بما في ذلك مقاطع الفيديو التي تروج للتفكير الاكتئابي وإيذاء النفس والانتحار".

حكومات عدة سبق أن منعت مسؤوليها من استخدام وتنزيل تطبيق تيك توك
"تيك توك" في دائرة الجدل.. هل تتحرك الدول العربية؟
في وقت يحتدم فيه النقاش في الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن مخاطر تيك توك وتداعياته على الأمن القومي وخصوصية المستخدمين، يبدو المشهد ببلدان المنطقة العربية مختلفا تماما مع غياب شبه تام لنقاشات بشأن مخاطره المحتملة، رغم أن التطبيق يتصدر قائمة المنصات الأكثر استخداما من طرف يافعي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشددت على أن سلامة الصحة النفسية للأطفال "باتت في خطر"، بسبب ما يتم تناوله في تلك المحتويات التي ينشرها ما يعرف بالمشاهير "المؤثرين" في ظل غياب إعلام حكومي تربوي حقيقي للأطفال، مما جعل الأطفال في ليبيا منعزلين ومغيبين عن التوجيه المؤسسي، وكل ما يسيطر عليهم هو "محتوي شخصي" الذي ينشره أشخاص "مؤثرون" لا يستوعبون التهديد الذي يشكلونه على القاصرين الذين يتابعون حساباتهم أو قنواتهم.