أطلق الشريك المؤسس لشركة الذكاء الاصطناعي الرائدة "أوبن إيه.آي"، سام ألتمان، مشروعا باسم "وورلد" (العالم) يهدف لاستخدام المسح الضوئي لقزحية عين الأشخاص للمساعدة في التمييز بين الصور والفيديوهات الحقيقية لهم وتلك التي تم تزييفها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة المعروفة باسم "التزييف العميق".
وجاء مشروع "وورلد" بعد أن أتاحت منصة الذكاء الاصطناعي "تشات جي.بي.تي" التي تطورها شركته إمكانية إنشاء صور أو لقطات فيديو مزيفة لأي شخص تطابق الحقيقة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويقول ألتمان إنه يمكن استخدام المسح الضوئي للقزحية لإنشاء ملف "بطاقة هوية عالمية"، وهو ما يمكن عمله فقط باستخدام الماسح الضوئي "أورب" الذي يتم تطويره في إطار "وورلد".
ويهدف المشروع بشكل أساسي لمعالجة المشكلات الناجمة عن الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، مثل إنشاء نسخ مزيفة من الفيديوهات والصور للأفراد باستخدام التزييف العميق.
ويبقى أحد المخاوف الرئيسية حاليا هي أن يستطيع المحتالون استخدام التزييف العميق في عمليات احتيالية، مثل اختلاق شخصية رئيس شركة يطلب من موظفيه تحويل مبالغ مالية إلى جهات محددة.
ووفق مشروع وورلد تمت تسمية التقنية الجديدة باسم "الوجه العميق"، وتتيح مطابقة أي فيديو بقراءة المسح الضوئي لعين الشخص الحقيقية.
وتعتزم الشركة تقديم كاميرا خاصة بها لاستخدامها في هذه العملية، وهو ما ينهي الحاجة إلى طلب التعاون مع منصات التكنولوجيا الأخرى لإجراء عملية المطابقة.
في الوقت ذاته، فإن التقنية الجديدة ستكون متوافقة مع منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي تتيح اجتماعات الفيديو عبر الإنترنت مثل زوم وتيمز وواتساب وفيس تايم.
ويذكر أن هذه التقنية ستكون متاحة فقط للمسجلين على قاعدة "أي.دي وورلد" التي سيعلن عنها في إطار مشروع وورلد.
وبحسب البيانات فإن حوالي ثلث سكان العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، لديهم تسجيل مسح ضوئي لعيونهم. وفي العاصمة البرتغالية لشبونة فإن واحدا من كل 7 من سكانها لديه تسجيل مسح ضوئي لعينه.
ووفقا لوورلد فإنه لا يتم تخزين أي بيانات على أجهزة المسح الضوئي أورب نفسها، وإنما يتم إرسالها مباشرة إلى أجهزة المستخدمين. ويستخدم وورلد تكنولوجيا البيانات المتسلسلة المستخدمة في تأمين العملات المشفرة، لتقسيم وتخزين مجموعات البيانات في مواقع مختلفة بهدف تحسين حمايتها ضد محاولات الاختراق والسرقة.