صورة لكوكب الأرض من الفضاء. أرشيف
صورة لكوكب الأرض من الفضاء. أرشيف

تستعد الولايات المتحدة والهند لإطلاق مهمة رائدة أطلق عليها "نيسار" (NISAR)، تهدف إلى مراقبة كوكب الأرض بطرق غير مسبوقة. 

تجمع هذه المهمة بين جهود وكالة "ناسا" الأميركية ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية "إسرو"، في تعاون يعتبر الأول من نوعه لتطوير تقنيات رادارية مزدوجة النطاق لمراقبة التغيرات الديناميكية التي تشهدها الأرض.

من خلال استخدام تقنيات متطورة تجمع رادارات استشعار عن بعد، ستتيح "نيسار" مراقبة التغيرات التي تحدث في الغطاء الجليدي، والأراضي الرطبة، والغابات.

وتتبع أيضا تأثيرات الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والانهيارات الأرضية. 

وستوفر البيانات الناتجة عن هذه المهمة معلومات دقيقة تُسهم في تعزيز الفهم العلمي واستجابة العالم للكوارث الطبيعية.

الدكتور بول روزن، عالم المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، والذي كان جزءا من الرحلة الطويلة لتطوير هذه المهمة منذ عام 2011، يصف "نيسار" بأنها منصة غير مسبوقة ستعيد رسم خريطة التفاعل بين الإنسان والطبيعة.

كيف سيحسن "نيسار" فهمنا للأرض؟

يقول روزن، الذي  تابع تنفيذ المشروع خطوة بخطوة، إن سطح كوكب الأرض لا يتوقف عن التغير أبدا، أحيانا بطرق صغيرة ودقيقة، وأحيانا بطرق هائلة وفجائية.

ويضيف أنه مع "نيسار"، سنقوم بقياس هذه التغيرات تقريبا كل أسبوع، مع تصوير كل بكسل (أصغر وحدة في الصورة أو الشاشة الرقمية) لمنطقة بحجم ملعب التنس تقريبًا.

وتصوير جميع أسطح الأرض من اليابسة والجليد بهذه الترددات وبمثل هذه الدقة - حتى السنتيمتر - سيساعدنا في تجميع القطع معًا في صورة متكاملة، لإنشاء قصة عن كوكب الأرض كنظام حي.

ما الذي يميز "نيسار" عن المهمات الأرضية الأخرى؟

يقول روزن إن "نيسار" أول قمر صناعي لرصد الأرض مزود بنوعين من الرادارات، نظام لفرق الموجات L-band الذي يبلغ طوله 10 بوصات (25 سم)، ونظام S-band الذي يبلغ طوله 4 بوصات (10 سم).

تعتمد قدرة الموجات الدقيقة على انعكاس أو اختراق جسم ما على طول موجاتها.

الموجات الأقصر تكون أكثر حساسية للأشياء الصغيرة مثل الأوراق والأسطح الخشنة، بينما الموجات الأطول تتفاعل بشكل أكبر مع الهياكل الأكبر مثل الصخور وأشجار الجذوع.

لذلك، ستتفاعل إشارات الرادار من "نيسار" بشكل مختلف مع بعض الميزات على سطح الأرض.

من خلال الاستفادة من حساسية كل إشارة أو عدم حساسيتها، يمكن للباحثين دراسة مجموعة أوسع من الميزات مقارنة باستخدام أي من الرادارين بمفرده، مما يتيح لهم مراقبة نفس الميزات باستخدام أطوال موجية مختلفة.

هل هذه تقنية جديدة؟

يكشف روزن أن مفهوم رادار الفتحة الاصطناعية الفضائية (SAR) لدراسة عمليات الأرض بدأ في السبعينات، عندما أطلقت ناسا قمر Seasat.

وعلى الرغم من أن المهمة استمرت لبضعة أشهر فقط، فإنها أنتجت صورًا مبتكرة غيّرت مشهد الاستشعار عن بعد لعقود قادمة.

التقنية التي وفرها قمر Seasat أدت إلى برنامج ناسا لرادار تصوير المكوك، ثم إلى مهمة رادار طبوغرافيا المكوك.

ماذا سيحدث للبيانات الناتجة عن هذه المهمة؟

يقول روزن إن البيانات ستلبي احتياجات المستخدمين في مجالات واختصاصات علمية مختلفة مثل النظم البيئية، والغطاء الجليدي، والأرض الصلبة.

البيانات ستستخدم في مجالات أخرى تتجاوز البحث الأساسي مثل مراقبة رطوبة التربة والموارد المائية.

سنجعل البيانات سهلة الوصول، ونظرًا لحجم البيانات الكبير، قررت ناسا أنه سيتم معالجتها وتخزينها في السحابة، حيث ستكون متاحة للوصول بشكل مجاني.

كيف نشأت الشراكة بين ناسا ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية ISRO؟

يقول روزن: قمنا باقتراح مهمة DESDynI (تشوهات الأرض، هيكل النظم البيئية، وديناميكيات الجليد)، وهي قمر صناعي بنظام L-band، بعد مسح العقد الذي أجرته الأكاديمية الوطنية للعلوم عام 2007.

في ذلك الوقت، كانت ISRO تستكشف إطلاق قمر صناعي بنظام S-band. اقترح الفريقان العلميان مهمة مزدوجة النطاق، وفي عام 2014، اتفقت ناسا و ISRO على التعاون في مهمة NISAR.

منذ ذلك الحين، تعاونت الوكالات عبر أكثر من 9,000 ميل (14,500 كيلومتر) و13 منطقة زمنية.

تم بناء الأجهزة على قارات مختلفة قبل أن يتم تجميعها في الهند لإكمال القمر الصناعي. كانت رحلة طويلة - حرفيًا.

حقائق عن "نيسار"

مهمة "نيسار" هي تعاون متساوٍ بين ناسا و ISRO وتعد المرة الأولى التي تتعاون فيها الوكالتان في تطوير الأجهزة لمهمة رصد الأرض.

وتدير المهمة وكالة ناسا عبر معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ويقود مختبر الدفع النفاث (JPL) الجزء الأميركي من المشروع ويوفر رادار L-band للمهمة.

كما تقدم ناسا أيضًا هوائي الانعكاس الراداري، والذراع القابلة للنشر، ونظام الاتصال عالي المعدل لبيانات العلوم، وأجهزة استقبال GPS، ومسجل الحالة الصلبة، ونظام البيانات الحمولات.

ومركز التطبيقات الفضائية في أحمد آباد، المركز الرائد في ISRO لتطوير الحمولات، هو المسؤول عن جهاز SAR بنظام S-band للمهمة ويعنى بمعايرته ومعالجة البيانات وتطوير الخوارزميات العلمية لتحقيق أهداف المهمة العلمية.

ومركز U R Rao للأقمار الصناعية في بنغالور، الذي يقود مكونات ISRO في المهمة، هو المسؤول عن توفير هيكل المركبة الفضائية.

أما المركبة الصاروخية فهي من مركز فيكرام ساراتبهاي الفضائي التابع لـ ISRO، وتتم خدمات الإطلاق عبر مركز ساتيش داوان الفضائي التابع لـ ISRO، وتدير شبكة تتبع وتحكم في الأقمار الصناعية التابعة لـ ISRO عمليات المهمة.

كما يتحمل مركز الاستشعار عن بعد الوطني في حيدر أباد المسؤولية الرئيسية عن استقبال بيانات S-band وتوليد المنتجات التشغيلية ونشرها.

170 مليون قاعدة مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة. أرشيفية
170 مليون قاعدة مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة. أرشيفية

مع بدء سريان قانون حظر تيك توك في الولايات المتحدة يوم الأحد (19 يناير)، يتوقع أن يبدأ تفعيل مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تحول دون دخول نحو 170 مليون مستخدم إلى محتوى التطبيق.

أول خطوة متوقعة هي منع تنزيل التطبيق من متاجر أبل وغوغل، بينما سيتمكن المستخدمون الحاليون من الوصول إليه مؤقتا دون تحديثات أمنية، وفقا لموقع "ذا إنفورميشن".

الإدارة المسؤولة عن تيك توك وضعت خطة لمواجهة هذا الوضع، والتعامل مع المستخدمين الذين تعودوا على استخدام التطبيق بشكل يومي.

بموجب الخطة، وعندما يحاول المستخدم فتح التطبيق، سيجد رسالة توجهه إلى موقع إلكتروني يقدم معلومات حول قرار الحظر.

 لكن بحسب خبراء نقلت عنهم شبكة "سي إن إن"، فإن التطبيق قد يصبح غير قابل للاستخدام تدريجيا، حتى يتوقف عن العمل تماما مع مرور الوقت.

وسيحظر تيك توك الحظر  بعد قرار المحكمة العليا الأميركية، الجمعة، المؤيد لقانون يسمح بحظره في الولايات المتحدة.

 وأوضح القضاة أن القانون لا يتعارض مع حرية التعبير، مشيرين إلى مشروعية مخاوف الحكومة الأميركية بسبب ارتباط التطبيق بشركة صينية.

وبعد قرار المحكمة الجمعة، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات من المستخدمين تحت وسم "Keeptiktok" و"Savetiktok".

وأرفقت العديد من المنشورات بروابط لطلبات التماس للتوقيع عليها إلكترونيا تدعو الكونغرس للتدخل لوقف القانون.

ما هو قانون حظر تيك توك؟

وسط المواجهة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، أقر الكونغرس الأميركي بأغلبية كبيرة قانونا في أبريل 2024 على خلفية منع أخطار قيام السلطات الصينية بالتجسس والتلاعب على الملايين من مستخدمي المنصة في الولايات المتحدة.

ومنح القانون الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة لشركة بايت دانس، المالكة للتطبيق، لبيعه قبل يوم الأحد (19 يناير 2025)، أو أن متاجر التطبيقات ستكون ملزمة بإزالته عن منصاتها في الولايات المتحدة، وسيحظر الوصول إليه.

والتسمية الرسمية لهذا التشريع قانون "حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصم أجنبي".

واستند الكونغرس في القانون على توصيات لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، المتخصصة بتقييم أخطار الأمن القومي للاستثمارات الأجنبية، والتي عبرت بعد تحقيقات عن "قلقها العميق" بشأن خصوصية المستخدمين.

وحثت اللجنة في تقرير لها صدر في فبراير من 2023 على ضرورة فرض قيود صارمة بين عمليات تيك توك في الولايات المتحدة والشركة الأم الصينية، بما في ذلك فصل الملكية.

وأوضحت وزارة العدل الأميركية أن تنفيذ القانون سيستغرق وقتا.

ورحبت نائبة المدعي العام ليزا موناكو بحكم المحكمة العليا قائلة "المرحلة التالية من هذا الجهد تنفيذ القانون وضمان الامتثال له بعد دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير ستكون عملية تستغرق وقتا".

ماذا قال بايدن وترامب؟

وبعد صدور القرار، قالت إدارة الرئيس بايدن المنتهية ولايتها إن الأمر متروك للرئيس المنتخب دونالد ترامب ليقرر إن كان سينفذ القانون.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في بيان "نظرا لحقيقة التوقيت، تدرك هذه الإدارة أن الإجراءات اللازمة لتنفيذ القانون يجب أن تقع ببساطة على عاتق الإدارة التالية".

الرئيس الأميركي المنتخب، ترامب أكد أن قرار تأييد الحظر يجب أن يحترم، لكن "يجب أن يكون لديه الوقت" لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سينفذ الحكم.

وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال "كان قرار المحكمة العليا متوقعا، ويجب على الجميع احترامه. سأتخذ قراري بشأن تيك توك في المستقبل غير البعيد، لكن يجب أن يكون لدي الوقت لمراجعة الوضع. ترقبوا!".

ورغم قرار المحكمة، وجه الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك شو تشو الشكر للرئيس المنتخب على "التزامه بالعمل معنا لإيجاد حل"، وأضاف أن ترامب "يفهم منصتنا حقا".

وفي 27 ديسمبر، حث ترامب المحكمة على تعليق الموعد النهائي لإعطاء إدارته القادمة "الفرصة للبحث عن حل سياسي للمسائل المطروحة في القضية".

وحاول ترامب نفسه حظر تيك توك في صيف عام 2020، خلال ولايته الأولى، لكنه لم يفلح.

إلا أنه غير رأيه بعد ذلك، داعيا الناخبين المرتبطين بالتطبيق للتصويت له. ويرى ترامب في تيك توك بديلا لمنصتي فيسبوك وإنستغرام التابعتين لشركة ميتا واللتين حجبتا حسابه مؤقتا بعد دعمه للمشاركين في الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021.

ماذا يعني الحظر للمستخدمين في الولايات المتحدة؟

وقال قضاة المحكمة العليا "لا شك أن تيك توك يوفر لأكثر من 170 مليون أميركي منفذا مميزا وواسعا للتعبير، ووسيلة للمشاركة، ومصدرا للمجتمع..". 

لكن الكونغرس قرر أن تجريده ضروري لمعالجة مخاوفه الأمنية الوطنية المدعومة جيدا فيما يتعلق بممارسات تيك توك في جمع البيانات وعلاقتها مع خصم أجنبي".

ويفرض القانون حظرا فقط على التنزيلات الجديدة لتطبيق تيك توك عبر متاجر أبل وغوغل على الإنترنت، بينما يمكن للمستخدمين الحاليين الاستمرار في استخدام التطبيق لبعض الوقت، بحسب تقرير لموقع "ذا إنفورميشن".

ووفقا للمصدر ذاته، وضعت تيك توك خطة حيث سيرى الأشخاص الذين يحاولون فتح التطبيق رسالة توجههم إلى موقع على الإنترنت يحتوي على معلومات حول الحظر.

المستخدمون الحاليون قد يتمكنون من الاستمرار بالوصول إليه من دون أي تحديثات أمنية، حتى يصبح معطلا ويتوقف عن العمل، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن خبراء.

ماذا يمكن لترامب أن يفعل؟

وقال النائب الأميركي، مايك والتز الذي اختاره ترامب ليكون مستشاره للأمن القومي لشبكة فوكس نيوز الخميس "سنضع تدابير لمنع تيك توك من التوقف عن العمل"، مشيرا إلى بند في القانون يسمح بتمديد 90 يوما إذا كان هناك "تقدم كبير" نحو التخارج.

وأضاف والتز "هذا يمنح الرئيس ترامب الوقت لإبقاء تيك توك يعمل".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس أن ترامب يدرس إصدار أمر تنفيذي يستهدف السماح لتيك توك بمواصلة العمل على الرغم من الحظر القانوني المعلق حتى يتم العثور على مالكين جدد.

ولم يتضح بعد مدى تمتع ترامب بالسلطة للقيام بذلك بالنظر إلى متطلبات التخارج القانونية التي فرضها الكونغرس.

وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ في جلسة الخميس إنه يجب منح مزيد من الوقت لتيك توك. لكنه أكد أن التطبيق "ينطوي على مخاطر أمنية كثيرة لا يمكن تجاهلها".

وأضاف "من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من الوقت للعثور على مشتر أميركي وعدم تعطيل حياة ومصادر أرزاق ملايين الأميركيين".

ومضى يقول "سأعمل مع إدارة ترامب ومع كلا الحزبين لإبقاء تيك توك يعمل مع حماية أمننا القومي".

من يريد شراء تيك توك؟

ومن بين الخيارات أمام تيك توك، أن تبيع بايت دانس أسهمها لمستثمرين غير صينيين، وهو احتمال عبرت الشركة عن رفضها له في السابق.

وعبر مشترون محتملون عن استعدادهم لذلك بمن فيهم الملياردير الأميركي فرانك ماكورت، الذي يقود حملة من أجل شبكات اجتماعية أكثر أمانا من خلال مؤسسته "ليبرتي بروجكت".

وفي الربع الأول من 2024 أبلغ وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوتشين مجموعة من المستثمرين الأثرياء عن خطته لشراء التطبيق الذي يستخدمه الملايين من المستخدمين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصين ستوافق على أي عملية بيع أو ما إذا كان من الممكن تصفية أصول تيك توك في الولايات المتحدة.

وتقول تيك توك وبايت دانس وكذلك جمعيات حقوقية إن القانون ينتهك التعديل الأول للدستور الأميركي الذي يضمن الحق في حرية التعبير.

ونفت شبكة التواصل الاجتماعي مرارا نقل أي معلومات إلى الحكومة الصينية، وأكدت أنها سترفض أي طلب للقيام بذلك إذا وُجه إليها.