A Syrian fighter uses a plastic bottle to fuel his motorcycle near the Hmeimim Air Base, a Syrian airbase currently operated by…
الوضع الانتقالي في سوريا يشغل المجتمع الدولي

دعا مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إلى تنفيذ عملية سياسية شاملة في سوريا بقيادة السوريين، وتمكينهم من تحديد مستقبل بلدهم.

وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الخمسة عشر، بمن فيهم روسيا، حليفة الأسد، ناشد المجلس سوريا وجيرانها "الامتناع عن أي أعمال قد تقوّض الأمن الإقليمي".

وهذا الاجتماع هو الأول منذ سقوط نظام الأسد. 

واستمع خلاله إلى إحاطتين عبر الفيديو من دمشق من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومؤسسات سورية أخرى.

أكد بيدرسون في إحاطته، أن سوريا تواجه "واقعاً جديداً تماماً" عقب سقوط نظام الأسد الذي حكمها لمدة 54 عاماً.

وقال إن "سوريا لكل السوريين. الوقت قد حان ليتقدم السوريون لقيادة بلدهم".

ومع ذلك، حذر المسؤول الأممي من التحديات القادمة: "المستقبل يحمل تحديات هائلة. وإذا لم يتم التعامل مع هذا الواقع الجديد بشكل صحيح، سواء من قبل السوريين أو المجتمع الدولي، فقد تتفاقم الأمور مجدداً".

من جانبه قال توم فليتشر إن "العالم خذل الشعب السوري الذي عانى لأكثر من عقد من الزمن، ولكنه الآن لديه فرصة تاريخية لتصحيح ذلك ودعم أملهم، وخاصة النساء والفتيات، في مستقبل أكثر سلاما".

رئيس الإدارة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع (رويترز)
رئيس الإدارة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع (رويترز)

قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، في مقابلة تمّ بثها الإثنين، إن "آلاف المتطوعين" ينضمون إلى الجيش السوري الجديد، عقب إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد وحلّ جيشه وأجهزته الأمنية.

وفي "بودكاست" مع أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وروري ستيورات، الوزير البريطاني المحافظ السابق، قال الشرع وفق تصريحاته المترجمة إلى اللغة الانكليزية، إنه "لم يفرض التجنيد الإجباري، بل اختار التجنيد الطوعي"، لافتا إلى أن "الآلاف" انضموا إلى الجيش السوري الجديد.

وأوضح الشرع أن عددا كبيرا من الشبان "فروا من سوريا هربا من التجنيد الإجباري" الذي فرضه النظام السابق وشكل الهاجس الأكبر للسوريين، بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، التي تسببت بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.

وفي 29 يناير، تاريخ تعيين الشرع رئيسا انتقاليا، اتخذت الإدارة الجديدة سلسلة قرارات شملت حلّ كل الفصائل المعارضة المسلحة، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية.

وخسر جيش النظام السوري السابق، الذي كان عديد قواته المقاتلة 300 ألف عنصر قبل بدء النزاع، وفق تقديرات، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك أو فروا أو انشقوا، وفق وكالة فرانس برس.

وقدّمت كل من إيران مع مجموعات موالية لها، وروسيا، دعما عسكريا لقوات النظام خلال سنوات النزاع، ومكّنتها من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في البلاد. 

لكنها انهارت سريعا في مواجهة هجوم مباغت بدأته فصائل المعهارضة المسلحة، التي قادتها "هيئة تحرير الشام" (المصنفة على لوائح الإرهاب الأميركية)، التي تزعمها الشرع، في نوفمبر.

وفتحت الإدارة الجديدة منذ تسلمها السلطة عشرات المراكز لتسوية أوضاع الجنود السابقين بعد صرفهم من الخدمة.

وتجري السلطات مفاوضات مع القوات الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرق سوريا، بموازة تأكيدها رفض أي تقسيم فدرالي للبلاد، بعدما أنشأ الأكراد إدارة ذاتية لمناطقهم منذ سنوات.

وكرر الشرع خلال المقابلة، المطالبة برفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا. 

وقال إنه يلمس إجماعا لدى زوار دمشق على ضرورة رفعها، موضحا أن بلاده تواجه تحديات أمنية كبرى، وأحد الحلول المباشرة لها هو "بتحقيق التنمية الاقتصادية".

وشدد على أن "من دون تحقيق نمو اقتصادي، لن يكون هناك استقرار، مما من شأنه أن يجرَّ الفوضى وانعدام الأمن".