عادت أنقرة للتهديد بشن عملية عسكرية لتنفيذ مطالبها بحل وحدات حماية الشعب الكردية.
تصنف تركيا هذه الوحدات، على أنها "إرهابية" وتطالب بمغادرة مقاتليها الأجانب سوريا، أو ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وتسليم القادة الأكراد أنفسهم.
ووحدات حماية الشعب (YPG) هي قوة عسكرية كردية سورية تأسست في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية.
تعتبر YPG الجناح العسكري الرئيسي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهو جزء من الحركة السياسية الكردية في سوريا.
تشكلت الوحدات لحماية المناطق الكردية في شمال سوريا، خاصة في منطقة روجافا (شمال شرق سوريا)، التي يقطنها العديد من الأكراد.
تحدث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان صراحة، عن الاستعداد التركي لعمل عسكري ضد الأكراد، وأكد أنه نقل مطالب أنقرة إلى الإدارة السورية الجديدة لتتعامل مع القضية.
قال جورج صبرا، وهو رئيس المجلس الوطني السوري سابقا إن "المشكلة التركية الكردية داخل الفضاء التركي، لكن استخدام قوات (قسد) عناصر من حزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب، عقد الموضوع وأدخل سوريا طرفا في هذا النزاع".
وأعرب صبرا عن "أمله" في حل هذه المشكلة، خاصة بعد أن نصحت واشنطن "قسد" بتسليم السلاح للسلطة السورية الجديدة، والإندماج في الاطار الوطني السوري، على حد قوله.
ولم يستبعد رئيس المجلس الوطني السوري سابقا، أن تنفذ تركيا عمليات عسكرية في سوريا، ودعا في ذات الوقت، "قسد" إلى تغيير سياستها ونهجها، من خلال قطع أي علاقات مع أي جهة تمارس "الإرهاب" ضد تركيا.
تدرك أنقرة أن حل قوات "قسد" الحليفة لواشنطن، ليس ببساطة المطلب، فهناك تعقيدات كثيرة تتعلق بهذه القوات، أبرزها أنها تتولى حراسة معتقلات عناصر تنظيم "داعش".
ولحل هذه المعضلة، عرضت تركيا تولي حماية هذه السجون خلفا للأكراد، وهو مطلب مرهون بقبول الولايات المتحدة.
كشف أندرو تابلر، المدير السابق لقسم سوريا في مجلس الأمن القومي الأميركي، "قلق" الولايات المتحدة بشأن تطورات الأوضاع في سوريا.
هذه "القلق"، بحسب تابلر، يعود لأسباب عدة، أولها: أن الولايات المتحدة شريكة لقوات "قسد" في شرق سوريا لمحاربة تنظيم "داعش".
وثانيا وفقا للمسؤول الأميركي السابق: تبعات "السقوط الكارثي" لنظام االأسد، والعلاقة المتوترة بين قوات "قسد" وتركيا. أما ثالثا: انتقال السلطة إلى إدارة ترامب الجديدة.
قال تابلر إن " التحالف بين أميركا وقوات قسد، جاء لمواجهة نمو داعش بعد أن فقد نظام الأسد سابقا، السيطرة على الأرض".
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن نهاية المسلحين الأكراد في سوريا تقترب، وإنه لا مجال "للإرهاب" في مستقبل البلاد.
قال جاهز طوز، المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية إن "الخلاف ليس بين تركيا والأكراد، بل هناك مشكلة بين تركيا والمنظمات الإرهابية، مثل وحدات حماية الشعب و قسد، وأطراف أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب العالمية".
وقال خلال مقابلة مع قناة "الحرة" إن "تركيا تعتبر وجود هذه الأطراف في سوريا، تهديد لأمنها القومي، وأن قسد أو وحدات حماية الشعب وغيرها من الجهات، جزء من حزب العمال الكردستاني، المصنف على لائحة الإرهاب".
قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن واشنطن تبذل جهودا مع أنقرة للحؤول دون أن تشنّ عملية عسكرية ضد الأكراد في سوريا.
بالتزامن مع التهديد التركي بالعمل العسكري، تسير جهود دبلوماسية في مسعى لاحتواء التصعيد.
واستقبلت أنقرة الثلاثاء، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، على أساس دعوة من الرئيس رجب طيب إردوغان.
مراقبون اعتبروا الزيارة ضمن إطار الوساطة ومدى قدرة حكومة إقليم كردستان على التعاطي مع الملف السوري، والضغط على المقاتلين الأكراد لمغادرة سوريا.