الآغا خان كريم الحسيني
تولى الحسيني منصب الآغا خان الرابع في 19 أكتوبر 1957

توفي الآغا خان، كريم الحسيني، الإمام التاسع والأربعون للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، الثلاثاء، في لشبونة بالبرتغال، عن عمر ناهز 88 عاما.

وأعلنت شبكة الآغا خان للتنمية، والجماعة الإسماعيلية، عن وفاة الحسيني، وقالتا إنه توفي محاطا بأسرته.

وكشفت الهيأتين عن تحديد خليفته في وصيته، التي ستُقرأ بحضور عائلته وكبار القادة الدينيين في لشبونة، حيث سيُعلن اسم الخليفة رسميا في وقت لاحق.

ووفقا للجماعة الإسماعيلية، يتم اختيار الخليفة من بين أقاربه الذكور.

وأصبح الحسيني، الزعيم الروحي لملايين المسلمين الإسماعيليين في سن مبكرة خلال دراسته في جامعة هارفارد، وأسس إمبراطورية مالية ضخمة بمليارات الدولارات باستخدام أموال العشور لتمويل مشاريع تنموية بالبلدان النامية مثل بناء المنازل والمستشفيات والمدارس.

يُعتبر الحسيني من نسل النبي محمد، واختير ليكون الزعيم الروحي للجماعة الإسماعيلية بعدما قرر جده تجاوز والده، الذي كان معروفا بأسلوب حياته الباذخ، واختياره للقيادة نظرا لأن أتباعه كانوا بحاجة إلى قائد "نشأ في العصر الحديث".

وعلى مدار عقود من القيادة، أصبح الحسيني رجل أعمال ناجحا ومُحسنا، جمع بين الروحانية والعالمية. 

وقد حصل على معاملة خاصة من رؤساء الدول، إذ منحته الملكة إليزابيث لقب "صاحب السمو" في عام 1957، بعد فترة قصيرة من اختياره لخلافة عائلته التي تمتد لحوالي 1300 عام.

وتولى الحسيني منصب الآغا خان الرابع في 19 أكتوبر 1957 بدار السلام بتنزانيا.

وقتها، ترك الآغا خان دراسته في هارفارد ليكون بجانب جده المريض، ثم عاد إلى الجامعة بعد 18 شهرا مع شعور عميق بالمسؤولية.

وفي مقابلة مع مجلة فانيتي فير عام 2012، أشار إلى أنه كان يدرك منذ شبابه أن مصيره قد حُدد سلفًا: "كنت طالبًا في الجامعة يعلم أن مهمته في الحياة قد تحددت بالفعل. لا أعتقد أن أحدًا في موقفي كان يمكنه أن يكون مستعدًا لذلك".

كان الآغا خان أيضًا مدافعًا عن الثقافة الإسلامية وقيمها، وكان يُنظر إليه جسرًا بين المجتمعات الإسلامية والغرب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تحاشيه الانخراط في السياسة.

وتُعدُّ الإسماعيلية ثاني أكبر طائفة شيعية بعد الطائفة الإثني عشرية، وهي منتشرة حاليًا في أكثر من 25 دولة، ويُقدَّر عدد أتباعها بحوالي 12 مليون شخص. ينتشر معظمهم في مناطق مثل آسيا الوسطى، جنوب آسيا، إيران، الصين، شرق إفريقيا.

ويعترف غالبية الإسماعيليين بالآغا خان إمامًا لهم، ولقد كان الحسيني الإمام الـ49، في قائمة الأئمة التي تبدأ بالإمام علي ابن أبي طالب.

جانب من الحدود بين لبنان وسوريا (رويترز)
جانب من الحدود بين لبنان وسوريا (رويترز)

تجددت الاشتباكات عند الحدود اللبنانية السورية، الأحد، بعد هدوء حذر ساد خلال ساعات الليل.

وكانت المنطقة الحدودية قد شهدت اشتباكات عنيفة، سيما في قرى حاويك وجرماش وهيت الواقعة في ريف القصير الغربي.

ودارت الاشتباكات بين عناصر تابعين للإدارة السورية الجديدة، وعشائر لبنانية من منطقة الهرمل، وفق مراسلة الحرة.

والسبت، كانت وحدات من الجيش اللبناني، قد ردت على مصادر نيران أطلقت من الأراضي السورية واستهدفت الأراضي اللبنانية، حسب بيان لقيادة الجيش.

وقال بيان الجيش: "بناء على توجيهات الرئيس اللبناني جوزاف عون، باشرت الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر نيران تُطلق من الأراضي السورية وتستهدف الأراضي اللبنانية".

والخميس، دارت الاشتباكات عندما تقدمت قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة باتجاه بلدة حاويك الحدودية، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق قالت هذه الإدارة إنها أطلقتها بهدف "إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات".

ورغم أن هوية الطرف الثاني الذي انخرط في المواجهة لم تعرف بدقة أشارت عدة مصادر إعلامية متقاطعة من سوريا ولبنان وصحفيون من هناك لموقع "الحرة" إلى أنه يتمثل بـ"عصابات تتبع لعشائر"، ومتهمة بالوقوف وراء عمليات تهريب بالشراكة مع "حزب الله".

في المقابل، نشر المكتب الإعلامي في محافظة حمص بيانا قال فيه، إن الحملة التي أطلقها على الحدود مع لبنان من جهة القصير، أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين المتورطين في عمليات تهريب غير مشروعة، بالإضافة إلى ضبط كميات من الأسلحة والممنوعات التي كانت بحوزتهم.

وجاء في البيان، الجمعة، أنه "خلال تنفيذ الحملة، وقعت اشتباكات بين قوات أمن الحدود وعدد من المطلوبين، مما أسفر عن اختطاف عنصرين من قواتنا". وقد أفرج عن العنصرين في وقت متأخر من ليل الخميس الجمعة.

وكانت الحدود السورية اللبنانية في عهد نظام بشار الأسد، قد تحولت إلى أرض "مشاع" استخدمها "حزب الله" لتهريب الأسلحة والذخائر وحبوب "الكبتاغون".

ووسع الجيش اللبناني من انتشاره في نقاط جديدة في جرود الهرمل، المقابلة للحدود السورية.

وأدت الاشتباكات الحدودية الأخيرة، إلى تعرض برج مراقبة للجيش اللبناني لضربة بقذيفة مدفعية، أُطلقت من الجانب السوري، حسب مراسلة الحرة.

وفي وقت سابق، أفاد "مخاتير" قضاء الهرمل في بيان، بأن "المنطقة الحدودية في الهرمل تتعرض منذ يومين لقصف مصدره الأراضي السورية، طال القرى والمنازل في الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين" .

وطالبوا "الدولة والجيش اللبناني بالقيام بمهامهم دفاعا عن الوطن وحدوده، وعن حياة الأهالي وأرزاقهم".

كما أصدرت بلديات قضاء الهرمل، بيانا جاء فيه، أنه "بعد الاعتداءات المتكررة على القرى اللبنانية من الجهة السورية، والتي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، على الدولة اللبنانية بقواها العسكرية والأمنية التدخل الفوري ومن دون تردد لحماية المواطنين".

وأضاف البيان أن على "الجيش اللبناني أن يتحمل المسؤولية الكاملة، في ظل التوتر الحاصل بالتصدي لهذه الاعتداءات، ووضع حد لهذه الأعمال العدوانية على أبناء هذه المنطقة".

وعلى الجهة الجنوبية، انتشر الجيش اللبناني في عدد من البلدات، وأصدرت بلديات طلوسة وبني حيان ورب ثلاثين بيانا جاء فيه: "تم إبلاغنا من قيادة الجيش أنه سيدخل البلدة اليوم ويتمركز فيها، وستقوم فرقه الهندسية بالمسح من المفخخات أو القذائف غير المنفجرة".

وطالبت السكان بـ"عدم الصعود حالياً إلى البلدة، حتى لا نعيق عملها والتقيد بالتعليمات الصادرة عن البلدية".