دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بدورية في مدينة البعث السورية
دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بدورية في مدينة البعث السورية

بهدوء شديد ووسط صمت سوري تام، وعلى وقع تغيرات تعيشها المنطقة كتبعات لهجوم السابع من أكتوبر 2023، يعزز الجيش الإسرائيلي من وجوده في سوريا ببناء منطقة أمنية تشمل تسعة مواقع عسكرية.

الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى أن ثلاثة ألوية تعمل هناك مقارنة بكتيبة ونصف الكتيبة قبل هجمات السابع من أكتوبر.

النقاط العسكرية الإسرائيلية تقع في كل من القنيطرة وجبل الشيخ والحميدية.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صرح الشهر الماضي خلال زيارته لموقع تمركز القوات الإسرائيلية في جبل الشيخ، بأن اسرائيل ستبقى في المنطقة الأمنية لفترة غير محدودة.

وقال: "لن نسمح  للقوة المعادية بترسيخ وجودها في جنوب سوريا".

ويرى عضو هيئة التفاوض السورية سابقا، يحيى العريضي، في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة" أن هذا التصريح يعكس حالة القلق والاضطراب داخل إسرائيل ومحاولتها تشتيت الانتباه عما يجري في غزة.

مناطق السيطرة في سوريا

كما أن هذا التصريح يشير، بحسب العريضي، إلى سعي إسرائيل للقضاء على أي قدرة عسكرية سورية، خصوصا بعد استهدافها مواقع عسكرية قبل 8 ديسمبر 2024، وهو تاريخ سقوط نظام بشار الأسد، ودخول قوات المعارضة بزعامة هيئة تحرير الشام إلى دمشق.

وجاء التوغل الإسرائيلي في وقت تعيش فيه الدولة السورية في ظل نظام سياسي هش لا يزال يتلمس خطواته ويلملم شتات نفسه، ويسعى للانفتاح على المجتمع الدولي لحشد الدعم اللازم لإعادة إعمار البلد الذي دمره صراع استمر لسنوات.

يضاف إلى كل ذلك وضع الجيش السوري المفكك والمنهك، والذي تركت الغارات الإسرائيلية المتواصلة مخازنه خالية من الأسلحة، ما يطرح تساؤلات حول شكل خريطة سوريا في ظل هذه المتغيرات.

ويرى العريضي أن "إسرائيل كانت مرتاحة لاتفاقية فصل القوات منذ عام 1974، لكن التغيرات الأخيرة في سوريا بعد 14 عاما من مقاومة الاستبداد تثير قلقها، حيث بدا أن النظام السابق كان أكثر راحة لها".

التحركات الإسرائيلية يقابلها هدوء تام من الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، الذي اكتفى بالتأكيد على التزام إدارته باتفاق عام 1974 مع إسرائيل، داعيا لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة.

واعتبر الشرع أن التقدم الإسرائيلي للمنطقة العازلة كان بذريعة وجود الميليشيات الإيرانية وأفراد من حزب الله، وأن هذه الميليشيات غير موجودة في الوقت الحالي.

لكن رئيس قسم الأبحاث في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، أور يساكر، اعتبر في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة"، أن المعاهدة التي وقعتها بلاده مع حكومة الأسد عام 1974 "أصبحت ملغية بعد سقوط النظام".

وأشار يساكر إلى أن "إسرائيل تسيطر على المنطقة العازلة في هضبة الجولان نتيجة للميزة الجغرافية".

وقال إن "المزيد من الفرق العسكرية ستوضع هناك لأن اسرائيل تعتقد أن النظام الجديد في سوريا غير مستقر وتسيطر عليه مجموعة متمردة".

وأضاف: "لهذا السبب، إسرائيل دمرت الجيش السوري خلال 48 ساعة، استخدمت أو دمرت الذخائر والأسلحة الاستراتيجية حتى لا تقع في الأيدي الخطأ".

ترامب يعلن خطوات اقتصادية جديدة - رويترز
ترامب يعلن خطوات اقتصادية جديدة - رويترز

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على أي دولة تشتري النفط أو الغاز من فنزويلا، وقال إنه سيعلن قريبا عن رسوم جمركية على السيارات والألمونيوم والأدوية.

وفي حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية على السيارات والأدوية والألومنيوم في "المستقبل القريب للغاية"، قائلا إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى كل هذه المنتجات في حال نشوب حروب أو مشكلات أخرى.

وقال ترامب في وقت لاحق اليوم إن الرسوم الجمركية على السيارات ستعلن في الأيام القليلة المقبلة، مضيفا أن الرسوم الجمركية على الخشب ورقائق أشباه الموصلات ستتبعها "في المستقبل القريب".

وقال ترامب للصحفيين بعد اجتماع للإدارة "تعرضنا للسرقة من كل بلد"، متوقعا أن تجمع الرسوم الجمركية على القطاعات المذكورة والرسوم المضادة المتوقع سريانها في الثاني من أبريل مبالغ "فلكية إلى حد ما" من المال للخزائن الأميركية، مما يسمح ببقاء معدلات الضرائب منخفضة كما هي، أو خفضها عما هي عليه.

كما أعلن ترامب من البيت الأبيض اليوم عن استثمار بقيمة 21 مليار دولار من مجموعة هيونداي موتور الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة. 

وكان ترامب قال إن الدول لا يزال بإمكانها تجنب الرسوم الجمركية إذا خفضت معدلات الرسوم الجمركية الخاصة بها أو نقلت التصنيع إلى الولايات المتحدة.

وذكر ترامب أنه لن يتم الإعلان عن جميع الرسوم الجمركية الجديدة في الثاني من أبريل، وقال إنه قد يمنح "كثيرا من الدول" إعفاءات من الرسوم الجمركية، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

واعتبر ترامب أن إعلان الثاني من أبريل سيكون "يوم تحرير" الاقتصاد الأميركي.

ويهدف هذا الإجراء إلى تقليص العجز التجاري للبضائع العالمية البالغ 1.2 تريليون دولار من خلال رفع الرسوم الجمركية الأميركية إلى المستويات التي تفرضها الدول الأخرى ومواجهة الحواجز التجارية غير الجمركية التي تفرضها.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة بلومبرغ في وقت سابق أن من المتوقع إرجاء الرسوم الجمركية الخاصة بكل قطاع، لكن اثنين من مسؤولي الإدارة الأميركية أبلغا رويترز بأن الوضع لا يزال يتطور ولا يزال من الممكن فرض الرسوم الخاصة بكل قطاع.

وارتفعت الأسهم الأميركية على نطاق واسع اليوم وسط تفاؤل بأن الرسوم الجمركية التي من المقرر أن يتم ذكر تفاصيلها الأسبوع المقبل قد لا تكون واسعة النطاق كما هو متوقع.