في أول لقاء بعد انتخابه من الدورة الأولى عضواً في الأكاديمية الفرنسية قال الكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف في حديث خاص مع "راديو سوا" إنه من الأهمية أن ينتخب شخص لعضوية هذه الأكاديمية وهو بين ثقافتي الغرب والعالم العربي.
وأضاف في لقائه "بالنسبة لكاتب يعيش في فرنسا الأكاديمية ذات أهمية لأنها المؤسسة الثقافية التي تهتم بشؤون اللغة والثقافة . اعتقد ان هناك رمزا كذلك أن ينتمي إلى الأكاديمية إنسان جاء من لبنان وهو بين الثقافتين، ثقافة الغرب وثقافة العالم العربي."
وقد انتخب أمين معلوف الذي فاز بجائزة غونكور
Goncourt في العام 1993 عن روايته "صخرة طانيوس"، للمقعد الـ29 في الأكاديمية الفرنسية، وذلك في الدورة الأولى من الانتخاب بحصوله على 17 من أصل 24 صوتا في مقابل ثلاثة أصوات للفيلسوف ايف ميشو.
وهو يخلف العالم كلود ليفي-ستروس الذي توفي في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2009.
وردّا على سؤال أعرب الكاتب معلوف عن اعتقاده بأن من واجب الكتاب محاولة تفادي ما أصبح يعرف بصراع الحضارات.
وأضاف في لقائه مع "راديو سوا" "طبعا قدرة الكاتب على تحويل مجرى التاريخ محدودة للغاية لكن من واجب الكاتب أن يحاول. اعتقد أن معظم مشكلات العالم حاليا، وهو أمر لا يقال دائما، مشكلات العالم الآن ثقافية. هناك هوة ثقافية ليس فقط بين العالم العربي والغرب ولكن في العالم كله وفي كل مجتمع صراعات أو تنافرات لها خلفية ثقافية أحيانا ثقافية دينية أو لغوية أو اثنية أو عرقية كافة أنواع الثقافات. لكن الصراع في رأيي ذا طابع ثقافي في القرن الحادي والعشرين وشعوري أن الحلول كذلك يجب أن نجدها على الصعيد الثقافي."
ويكشف الكاتب معلوف أنه كانت لديه النية في تأليف كتاب عن الربيع العربي، لكنه يشرح لـ"راديو سوا" أسباب تريثه في هذا الأمر، موضحاً في الوقت ذاته أن الحراك في العالم العربي لديه إيجابيات.
وقال "شعرت بان الأمور لم تستتب ومن الصعب على إنسان يريد أن يكون موضوعيا وقادرا على النظر إلى الظاهرة بمجملها أن يكتب والأمور ما تزال على الأمر الذي هو عليه. في رأيي أن ما حدث في العالم العربي، وأنا لا أتبنى في تسمية الربيع العربي، ما حدث منذ عام ونصف في خطوطه العامة ايجابي للغاية. اعتقد أن هناك بدايات لاستعادة الشعوب العربية زمام أمورها لرفض نمط معين من الحكم غير المبني على رأي الشعوب والمتجاهل لرأي الشعوب. وكل ذلك ايجابي للغاية."
لكن معلوف يشير إلى أن ما تحقق نتيجة الثورات في العالم العربي ليس كافياً وان المجتمعات العربية لا زالت مترددة حول الاتجاه الذي ستسلكه.
وأضاف "هذا طبيعي فالأمور لا تحدث بسرعة ولكن نمر بمرحلة صعبة ودقيقة في كافة الدول من تونس إلى ليبيا إلى مصر و سوريا. كافة بلدان المنطقة تمر بمرحلة دقيقة للغاية. يجب ان نراقب بأمل ولكن بحد معين من الموضوعية المسارات، هل فعلا هذه المجتمعات تتوجه نحو التحديث نحو التنمية نحو احترام حقوق الأقليات حقوق المرأة. كل هذه المسائل أساسية لكي تتقدم المجتمعات."
وقبل أمين معلوف، استقبلت الأكاديمية الفرنسية في العام 2006 الروائية الجزائرية آسيا جبّار التي كانت أول شخصية من المغرب العربي تنتخب إلى هذه الأكاديمية.