مسيرة تضامنية لأعضاء في الاتحاد العام التونسي للشغل مع زملاء لهم تعرضوا لهجوم من قبل إسلاميين
مسيرة تضامنية لأعضاء في الاتحاد العام التونسي للشغل مع زملاء لهم تعرضوا لهجوم من قبل إسلاميين

قال مسؤول كبير في الخارجية التونسية إن مسؤوليين أوروبيين أعربوا له خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن قللهم من "تجاوزات رابطة حماية الثورة"، وهي رابطة غير حكومية ومحسوبة على حركة النهضة.

وأضاف كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية في الوزارة التهامي العبدولي وهو قيادي في حزب التكتل، شريك حركة النهضة في الائتلاف الحاكم، أن المسؤوليين الذين لم يسمهم قالوا له "ماذا تفعل هذه الرابطة؟ وأين القانون؟ وأين القضاء؟، لا يمكن أن تعوض هذه الرابطة تدخل الدولة لإحلال القانون وإحلال السلم".

وشدد العبدولي في تصريح إذاعي على ضرورة تفعيل القانون وحل ما سماها بروابط خراب الثورة التونسية.

الخطر الكبير هو أن توجد مجموعات تعوض دور الدولة
مسؤول بالخارجية التونسية
وقال إن "الخطر الكبير هو أن توجد مجموعات تعوض دور الدولة"، محذرا من أن السماح لهؤلاء بالقيام بدور الدولة سيؤدي إلى إسقاط الدولة، كما قال.

يذكر أن رابطة حماية الثورة حصلت في يونيو/حزيران 2012 على رخصة قانونية من الحكومة لممارسة نشاطها، وتعددت منذ ذلك التاريخ اتهامات بقيام أشخاص محسوبين على الرابطة بتنفيذ اعتداءات على نشطاء سياسيين معارضين للحكومة ونقابيين وصحافيين وفنانين.

وتصف جهات معارضة هذه الرابطة بأنها "عصابة إجرامية" و"ذراع عسكري" في خدمة حركة النهضة وأنها تضم أعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

كما نسب إلى الرابطة مقتل لطفي نقض منسق حزب "نداء تونس" المعارض. وقال رئيس الحزب الباجي قائد السبسي إن القتيل كان ضحية "أول عملية اغتيال سياسي في تونس بعد الثورة".

كما هاجم محسوبون على الرابطة مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، في حادثة اعتبرها الاتحاد "غير مسبوقة وتم التمهيد لها بتحريض من قبل قيادات حزبية ومسؤولين في الحكومة".

وحمل الاتحاد الرابطة مسؤولية تفشي كل مظاهر العنف وطالب بحلها كما وصفها بأنها "ميليشيات تتحرك بأمر من الحزب الحاكم للاعتداء على كل من يخالفه الرأي".

ويرفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حل الرابطة ويعتبرها "منتوجا من منتوجات الثورة"، ويقول إن أعضاءها "مستقلون وليسوا تابعين لأي جهة".

كما رفض محمد عبو أمين عام حزب المؤتمر، شريك حركة النهضة، حل الرابطة التي قال إنها "يجب أن تبقى ضمير الثورة الحي وإحدى آليات الضغط على الحكومة في مجابهة خطر عودة الاستبداد والحياد عن مبادئ الثورة في كنف احترام القانون".

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

توقع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس تنظيم انتخابات جديدة في الصيف المقبل، موجها رسائل طمأنة الاثنين من الدوحة بشأن الديموقراطية ومكاسب المرأة في البلاد.

وقال الغنوشي على هامش محاضرة ألقاها في ندوة "الإسلاميون ونظام الحكم الديموقراطي" ونظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، إن "الترويكا الحاكمة في تونس تتشاور الآن حول موعد للانتخابات سيتم إعلانه قريبا".

وتوقع الغنوشي أن تجرى الانتخابات "بداية الصيف المقبل"، موازاة مع اقتراب تاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول الموعد المفترض لإنجاز الدستور الجديد.

وذكر الغنوشي في محاضرته أن "الديموقراطية ليست موضوع نقاش في حزب النهضة، كما أن العنف عندنا مرفوض".

لكنه دافع عن "الدولة الإسلامية"، قائلا إن "مجلة الأحوال الشخصية جزء من الاجتهاد الإسلامي القائم على المساواة بين المرأة و الرجل"، مضيفا أنه "ينبغي أن يرى كل التونسيين أنفسهم في هذا الدستور الجديد وليس الإسلاميون فقط".

ونفى الغنوشي تحالف حزبه مع السلفيين، مشيرا إلى أن "السلفيين لم يشكلوا قاعدة انتخابية للنهضة بل كانوا رافضين للانتخابات أصلا".

ومن جانب آخر أبدى الغنوشي استغرابه من "الأوروبيين عندما يطالبوننا بأن نضرب السلفية، ونحن نقول لهم لماذا لم تتوخوا نفس الطريق مع متشدديكم في السابق، والبعض منهم نراه اليوم يجلس في البرلمان الأوروبي؟ "لماذا تريدوننا أن نضرب بعضنا البعض؟".

وكانت مواجهات بين قوات الأمن وسلفيين هاجموا مقر السفارة الأميركية في العاصمة التونسية قبل أقل من شهر قد أثارت الاستياء في الداخل والخارج من تساهل حزب النهضة مع السلفيين.

و تم خلال المواجهات قتل أربعة محتجين وأصيب 49 آخرون بجروح و91 شرطيا.