قضت المحكمة الابتدائية بولاية قابس، جنوب شرق تونس، الأربعاء بتغريم رسامي "الغرافيتي" شاهين بالريش وأسامة بوعجيلة بمبلغ 100 دينار (حوالي 63 دولارا أميركيا) لكل منهما بتهمة "الكتابة على عقار ملك الدولة بدون ترخيص" في قضية أثارت استياء فنانين ومدافعين عن حرية التعبير.
وقضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في بقية التهم الموجهة إلى الرسامين وهي "مخالفة قانون الطوارئ" و"نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام".
وينتمي أسامة بوعجيلة وشاهين بالريش إلى مجموعة "زواولة" (الفقراء) الفنية المختصة في "الغرافيتي" أي رسم صور أو كتابة عبارات على جدران بفضاءات عامة للتعبير عن مشاغل المجتمع وتطلعاته.
وعندما كانت تعيش مدينة قابس حظر تجوال ليلي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بسبب أعمال عنف واحتجاجات اجتماعية، كتب الشابان على جدار مدرسة ثانوية عمومية بالمدينة شعارات مثل "الزوالي (الفقير) ميت حي" و"الزوالي من حقه أن يعيش" و"الشعب يريد حق الزوالي" و"البوعزيزي مات والزوالي تحت السباط (الحذاء)".
وتشير هذه الشعارات إلى عدم تغير أوضاع الفقراء في تونس بعد "الثورة" التي فجرها انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي حرقا.
وفتحت الشرطة في الخامس من نوفمبر/تشرين الأول 2012 تحقيقا ضد الفنانين بعد حصولها على إذن من النيابة العامة.
ونظرت المحكمة في القضية لأول مرة في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2012 وأجلت النطق بالحكم فيها ثلاث مرات.
وترافع اليوم أكثر من 40 محاميا عن المتهمين، كما تجمع نحو 200 ناشط سياسي وحقوقي أمام المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع الرسامين.
وقال شاهين بالريش لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن مرتاحون لهذا الحكم ولن نستأنفه ونعتبر أن القاضي لم ينحز للسلطات السياسية عند النطق به، لكننا نخشى أن تستأنفه النيابة العامة".
تونس