قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الخميس إن مكافحة الإرهاب كبدت بلاده أربعة مليارات دولار كان "يمكن استثمارها في المجال الاقتصادي"، وذلك خلال مؤتمر صحافي الخميس في ختام زيارة لقطر.
وأضاف أن هذا المبلغ كان من الممكن استثماره في مجالات اقتصادية، لكن "لسوء الحظ في هذه الأوضاع كان لا بد من إعطاء الأولوية لمقاومة الإرهاب واستتباب الأمن في الدولة"، وفق تعبيره.
وأكد السبسي أن بلاده تعمل لزيادة الأمن عبر حدودها مع ليبيا، خصوصا الخط الممتد على مسافة 200 كيلومتر، أي نصف طول الحدود.
وأشار إلى أن الحدود ستكون مؤمنة في أربعة أشهر"، لافتا إلى أن بلاده تعمل على إنجاز جهاز للرصد الإلكتروني عبر الحدود، سيساهم في ضبط محاولات التسلل عبرها.
وأوضح أن تونس تتعاون في إنجاز نظام المراقبة هذا مع دول عدة، بينها الولايات المتحدة وألمانيا، وأن هذا النظام سيكون "مكلفا".
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، إلقاء القبض على خمسة "إرهابيين" مدانين بقتل سياسيين علمانيين ورجل شرطة قبل سنوات، وذلك عقب فرارهم من سجن الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان إن تشكيلات مختلفة من أمن وحرس وطني وجيش، تمكنت فجر الثلاثاء، من القبض على "الأربعة الإرهابيين الفارين مؤخرا من السجن خلال تحصنهم بجبل بوقرنين وهم أحياء"، بعد أن أوقفت الأحد، الفار الخامس، بمساعدة مواطنين، بالعاصمة تونس.
وبعد هروب الفارين الذين اعتبرتهم السلطات التونسية " إرهابيين خطيرين للغاية"، أقالت الحكومة كبار مسؤولي المخابرات.
ومن بين الفارين، أحمد المالكي، (44 عاما) المعروف بـ"الصومالي"، المسجون منذ العام 2014، وحكم عليه بالسجن 24 عاما في قضايا اغتيال السياسيين العلمانيين البارزين شكري بلعيد، ومحمد البراهمي عام 2013.
وفي السادس من فبراير 2013، اغتيل المعارض اليساري، شكري بلعيد، في العاصمة التونسية. وتبنى إسلاميون متطرفون الاغتيال الذي أثار أزمة سياسية.
أما رائد التواتي، أحد الفارين الآخرين، فهو متهم بذبح شرطي عام 2014 في جبال الشعانبي، قرب الحدود الجزائرية.
وأصدرت محكمة تونسية هذا العام حكما بالإعدام على التواتي بعد إلقاء القبض عليه في 2019.
ونادرا ما وقعت عمليات فرار لمتهمين خطرين من السجون التونسية في السنوات الأخيرة.
ويعد "السجن المدني بالمرناقية" من أهم وأكبر السجون في البلاد، ويضم أخطر المجرمين الضالعين في قضايا حق عام ومتشددين، فضلا عن معتقلين سياسيين معارضين للرئيس، قيس سعيد.
وشهدت تونس منذ العام 2012 انتشارا لنشاطات الجماعات المسلحة، خاصة في مناطق جبلية غربي البلاد، التي نفذت عمليات مسلحة، واستهدفت العشرات من الأمنيين والعسكريين والسياح.