أزمة جديدة في تونس بعد الكشف عن حصول الرئاسة على مئات الجرعات من لقاح كورونا
أزمة جديدة في تونس بعد الكشف عن حصول الرئاسة على مئات الجرعات من لقاح كورونا

دخلت الأزمة السياسية في تونس منعطفا جديدا، بعد الكشف عن وصول مئات الجرعات من لقاح مضاد لفيروس كورونا للرئاسة، لم تعلم عنها الحكومة شيئا، في دولة يتأخر فيها تطعيم الشعب وسط إحباط اجتماعي وسياسي واقتصادي. 

وأثار عدم الإعلان عن اللقاحات التي حصل عليها تونس كهبة من دولة الإمارات غضب مستخدمي مواقع التواصل، واتهموا الرئاسة بالفساد.

وكان الرئيس التونسي، قيس سعيّد، قد رفض تعديلا وزاريا بداعي وجود شبهات فساد وتضارب مصالح بشأن شخصيات مرشحة لمناصب وزارية، منذ 26 يناير الماضي، ما أدى إلى أعمق أزمة سياسية في البلاد أطرافها الرئاسة والحكومة والبرلمان. 

فبعد تغريدات لنواب في البرلمان، التونسي، الاثنين، كشفت عن أن لقاحات مضادة لفيروس كورونا وصلت لتطعيم مسؤولين كبار في الدولة، أثير جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ما اضطر الرئاسة إلى إصدار بيان تقر فيه بحصولها على 500 جرعة. 

وقال النائب بالبرلمان، بدر الدين القمودي، إن "لقاح كورونا وصل منذ مدة من دولة خليجية... تم توزيع اللقاح على كبار المسؤولين والسياسيين وقيادات أمنية.. وللشعب رب يحميه". 

لقاح الكرونا وصل منذ مدة من دولة خليجية .. المعلومة شبه مؤكدة... تم توزيع اللقاح على كبار المسؤولين والسياسيين وقيادات امنية .. وللشعب رب يحميه.

Posted by ‎بــــدر الـــدين ڨـــمـــودي عضو مجلس النواب - الصـفـحة الرسـمـية‎ on Sunday, February 28, 2021

وبدوره قال النائب ياسين العياري إن لقاحات وصلت للرئاسة، لكنه أكد بأن حصول المسؤولين في الحكومات اللقاحات لا يشكل "فضيحة" أو "إشكالا".

وقال: "رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، وزراء السيادة، أعضاء المجلس الأعلى للجيوش، ماهمش (ليسوا) 'مواطنين عاديين'، موش لذواتهم و لكن لصفاتهم المرتبطة ارتباطا وثيقا بالأمن القومي للبلاد التونسية".

وأشار إلى أنه ليس بالغريب أن تقوم الدول بمنح "هبات" لتونس، لكن "المؤسف هو غياب الشفافية!"

بعد أن قالتها راديو ماد، و قالها الزميل بدر الدين القمودي، رئيس لجنة مكافحة الفساد في البرلمان، الأمر لم يعد سرا إذا :...

Posted by Yassine Ayari on Sunday, February 28, 2021

بيان الرئاسة أوضح أنها "حصلت عليها بمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسُلمت بأمر من الرئيس قيس سعيد،  إلى الإدارة العامة للصحة العسكرية". 

وأكدت الرئاسة التونسية أنه لم يتم تطعيم أيّ كان، لا من رئاسة الجمهورية ولا من غيرها من الإدارات بهذا التلقيح.

تلقت رئاسة الجمهورية 500 تلقيح مضاد لفيروس كورونا، بمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم، بأمر من رئيس...

Posted by ‎Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية‎ on Monday, 1 March 2021

غير أن قمودي كشف لاحقا بعد إصدار الرئاسة بيانها قائلا "رئاسة الجمهورية سلمت التلاقيح للصحة العسكرية، لكن يوجد تلاقيح أخرى استفادت منها أطراف أخرى". 

وقال قمودي في تصريحات لتلفزيون تونس "لا أعرف الكمية بالضبط، لكن أن يكون التلقيح خلسة وحكرا على فئات دون أخرى، أمر يستوجب متابعة ومحاسبة تليق بهذه السلوكيات الخاطئة". 

Posted by ‎بــــدر الـــدين ڨـــمـــودي عضو مجلس النواب - الصـفـحة الرسـمـية‎ on Monday, 1 March 2021

رئاسة الحكومة بدورها، نفت علمها بهذه الهبة، وقالت في بيان إن رئيس الوزراء، هشام المشيشي، لا علم له بوصول هذه اللقاحات ولا بمصدرها ولا بمدى توفّرها على الشروط الصحية والقانونية الضرورية، ولا بمآلها.

وأكد البيان أن المشيشي طلب فتح تحقيق فوري حول ملابسات دخول هذه التلاقيح وكيفية التصرّف فيها وتوزيعها.

🔴 على إثر ما تمّ تأكيده من توفّر عدد من جرعات التلقيح ضد فيروس كورونا في بلادنا، يهم رئاسة الحكومة ان توضح بأنه لا علم...

Posted by ‎Présidence du Gouvernement Tunisien - رئاسة الحكومة التونسية‎ on Monday, 1 March 2021

يأتي هذا في وقت انتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تأخر وصول اللقاح إلى تونس، واتهموا الطبقة السياسية بالمسؤولية تجاه ذلك.

وأظهرت آخر إحصائية لوزارة الصحة تسجيل 27 وفاة، و662 إصابة بالفيروس. 

ولم تبدأ تونس حملة تطعيم مواطنيها من الوباء بسبب عدم توفر اللقاحات. 

وكانت الحكومة التونسية قد أخرت حملة التطعيم، التي كانت مقررة في منتصف فبراير إلى مارس الحالي، في انتظار وصول كميات من اللقاحات ضمن آلية كوفاكس التي ترعاها الأمم المتحدة. كما أعلنت الحكومة، الجمعة، أنها ستتلقى مئة ألف جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا على شكل هبة من الصين، دون أن تحدد اسم اللقاح أو تاريخ وصوله.

تونس، التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة، سجلت منذ بدء تفشي الوباء أكثر 233 ألف إصابة بكورونا، أسفرت عن أكثر من ثمانية آلاف وفاة.

وتتخلف تونس عن المغرب والجزائر اللتين بدأتا حملات التلقيح أواخر يناير باستخدام لقاحي أسترازينيكا/أكسفورد وسبوتنيك-في.

وتوجه انتقادات شديدة للتجاذبات السياسية بين المشيشي وسعيّد والتي تعيق عجلة الدولة وعمل الحكومة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الوباء وايجاد حلول للوضع الاقتصادي الصعب. 

وفي خضم عدم الاستقرار السياسي في البلاد، تداول ثلاثة وزراء للصحة، إدارة أزمة الوباء الذي وصل البلاد منذ عام.

ومع لجوء الأطراف السياسية المتصارعة إلى الخروج في مظاهرات، في الأيام الأخيرة، لا تبدو مؤشرات على انفراج وشيك للصراع في تونس بين الرئاسات الثلاث، حيث يرفض سعيد التعديل الوزاري.

محامي عمران قال إن سبب تحفظ النيابة عليه يعود إلى رسوم "تسخر" من رئيس الحكومة
محامي عمران قال إن سبب تحفظ النيابة عليه يعود إلى رسوم "تسخر" من رئيس الحكومة | Source: facebook/Snjt

نفت رئاسة الحكومة التونسية في بيان نشرته عبر حسابها بفيسبوك، الجمعة، التقارير التي وردت بشأن توقيف رسام الكاريكاتير الشهير، توفيق عمران، بسبب رسوم "تسخر" من رئيس الحكومة، أحمد الحشاني.

 وكشف محامي رسام الكاريكاتير التونسي أن السلطات التونسية أفرجت عن موكله بعد ساعات من توقيفه احتياطيا بشبهة "الإساءة إلى الغير" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره رسمَين ينتقدان رئيس الحكومة، أحمد الحشاني.

وقال المحامي أنس كدوسي في تصريح لموقع "الحرة"، إن النيابة العامة التونسية، أمرت بالإفراج عن الرسام الكاريكاتوري "بعد ساعات من إيذانها بالاحتفاظ به".

وأفاد المحامي بأن موكله تسلم استدعاءً للمثول أمام وكيل الجمهورية (النيابة العامة)  بالمحكمة الابتدائية بتونس، يوم الإثنين 25 سبتمبر المقبل.

وذكرت رئاسة الحكومة في بيانها أن "رئيس الحكومة لا علم له إطلاقا بالتتبعات الجزائية التي تمت إثارتها ضدّ السيّد توفيق عمران، فلا هو شاهد الصورة ولا هو يعرف حتى من هو صاحبها، بل لم يعلم بوجود تتبعات جزائية ضد الرسّام المذكور إلا عن طريق وسائل الإعلام صباح اليوم (الجمعة)".

وأضاف البيان "إن كانت هذه التتبعات قد تمت من أجل أفعال أخرى قد يكون السيّد توفيق عمران ارتكبها فذلك شأن قضائي بحت، أما إذا كانت من أجل صورة كاريكاتورية فهو أمر إن كان فيه للنيابة العمومية تقدير بحكم القانون فإن تقدير رئاسة الحكومة هو أنه ليس هناك ما يبرر مثل هذه التتبعات لأن حرية الإبداع مضمونة في نص دستور 25 جويلية (يوليو) 2022 بفصله التاسع والأربعين".

واستدرك البيان "أما من أراد أن يخلط بين حرية التعبير وحرية الإبداع من جهة، وجريمة إصدار صك بدون رصيد من جهة أخرى، فهو من قبيل من يبحث عن رصيد فقده منذ سنين ويريد أن يكوّنه من جديد باختلاق الأراجيف والأكاذيب". 

قال عمران، في وقت لاحق، إن عناصر الشرطة طلبوا منه مرافقته من بيته إلى مركز الشرطة، وبعد الانتقال إليه بحثوا معه أولا ما قال إنه إصدار شيك بدون رصيد، ليفيد بأنه لم يكن هناك استدعاء مسبق، ثم يتحول التحقيق إلى رسومات الكاريكاتير وعلى "الإيحاءات" التي تحملها وطرحوا عليه أسئلة من قبيل: ما الذي تقصده بها وما الغاية منها؟"، بحسب حديثه لإذاعة "ديوان FM".

وأفاد عمران في التحقيق، بأن الكاريكاتير فن يعتمد على الاستفزاز وأن للجمهور حرية التحليل، مضيفا أنه غير مسؤول عن تحليلات الجمهور.

وأوضح المحامي أنه "لم يتم بعد توجيه التهمة من طرف النيابة العامة باعتبارنا لازلنا في مرحلة البحث الابتدائي، لكن موضوع الأبحاث هو الإساءة إلى الغير عبر الشبكات العمومية للاتصالات على معنى الفصل 86 من قانون الاتصالات".

وينص هذا الفصل على أنه "يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين عام وعامين وبخطية من مائة إلى ألف دينار كل من يتعمد الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات".

واشتهر عمران منذ ثمانينيات القرن المنصرم برسومه ذات الطابع السياسي.

وقد قوبِل توقيفه بانتقادات شديدة على شبكات التواصل الاجتماعي، عبّر عنها عدد من شخصيات المجتمع المدني نددوا بـ"اعتداء على الحريات".

وطالب نقيب الصحافيين التونسيين، مهدي الجلاسي بـ"الإفراج الفوري" عن الرسام.

وتندد نقابة الصحافيين ومنظمات غير حكومية محلية ودولية بانتظام بتراجع الحريات في تونس منذ تولي سعيد كامل السلطات في البلاد في 25 يوليو 2021.

وقالت النقابة في بيان:"في تطور خطير أذنت النيابة العمومية بإيقاف رسام الكاريكاتير توفيق عمران بعد اقتياده إلى مركز الشرطة دون استدعاء، وفي مخالفة لأبسط حقوق المواطنين في المحاكمة العادلة، وتم التحقيق مع توفيق عمران حول رسومه الكاريكاتورية التي نشرها على صفحته في فيسبوك".

في السياق ذاته، اعتبر عضو نقابة الصحفيين التونسيين، رؤوف بالي، أن ملاحقة توقيف عمران "خطوة أخرى تأتي في إطار مسار كامل تقوده السلطة والهدف منه ترهيب الصحفيين وإخضاع قطاع الإعلام".

ويضيف بالي في تصريح لموقع "الحرة"، أن عمران "رسام كاريكاتور حر أزعج السلطة برسومه الساخرة، وقرروا أن يعاقبوه لذلك".

وتأسف المتحدث ذاته من أن "في ظل السلطة الحالية ليس هناك أمل في وقف نزيف الايقافات والملاحقات التي تطال عديد الصحفيين"، مشيرا إلى أن "برنامج السلطة الحالية يقوم على تكميم الأفواه".

من جانبها أكدت رئاسة الحكومة في بيان، الجمعة، أن رئيس الحكومة "لا علم له إطلاقا بالتتبعات الجزائية التي تمت إثارتها ضدّ السيّد توفيق عمران".

وقالت إن "ليس هناك ما يبرر مثل هذه التتبعات لأن حرية الإبداع مضمونة في نص الدستور" لافتة إلى امكانية أن يكون سبب التوقيف "إصدار صك بدون رصيد".

وهذا الأسبوع، هاجم سعيد التلفزيون الرسمي بشدة بل وانتقد ترتيب العناوين في نشرة الأخبار الرئيسية، في خطوة وصفتها نقابة الصحفيين بأنها "تدخل سافر" يعزز محاولات السيطرة على وسائل الإعلام.

لكن سعيد يرفض باستمرار الاتهامات باستهداف الحريات، ويقول إنه لن يكون دكتاتورا أبدا.