Tunisians gather during a protest against Tunisian President Kais Saied in downtown Tunis, Tunisia, Saturday Jan. 14, 2023…
بالكاد شارك 11٪ من الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الشهر الماضي

يعلق الرئيس التونسي، قيس سعيد، آماله على الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، المقررة الأحد، كي يختتم إعادة تصميمه الشامل للسياسة التونسية التي بدأت عندما علق عمل البرلمان السابق في عام 2021.

وبالكاد شارك 11٪ من الناخبين في الجولة الأولى من ذات الانتخابات الشهر الماضي، والتي قاطعها الإسلاميون المعارضون وتجاهلها العديد من التونسيين المحبطين من النظام.

وكانت تونس أمل العالم العربي الوحيد تقريبا، لأجل رؤية عصر جديد من الديمقراطية، لكنها تحاول الآن الخروج بوجه مشرف من الانتخابات التي كانت أكثر إحراجًا من كونها نموذجًا كما كان منتظرا بعد ثورة 2011.

خلال الجولة الأولى، حصل عشرة مرشحين على مقاعد في المجلس التشريعي على الرغم من عدم قيام ناخب واحد بالإدلاء بصوته، فازوا لمجرد أنهم خاضوا الانتخابات دون معارضة. 

وفي سبع دوائر انتخابية، لم يكلف مرشح واحد نفسه عناء الترشح.

وستتمتع الهيئة التشريعية الجديدة بصلاحيات أقل من سابقتها وتخاطر بأن تكون أداة في يد الرئيس سعيد. 

وألقى الرئيس والعديد من التونسيين باللوم على البرلمان السابق، بقيادة حزب النهضة الإسلامي، في حالة الجمود السياسي التي يُنظر إليها على أنها تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي طال أمدها في البلاد.

وسُجن بعض مسؤولي النهضة، ويرفض الحزب المشاركة في الانتخابات النيابية، بل قام باحتجاجات متكررة.

وفي الجولة الأولى من التصويت الشهر الماضي، حصل 23 مرشحا على مقاعد مباشرة في البرلمان المؤلف من 161 مقعدًا: 10 منهم خاضوا الانتخابات دون معارضة و 13 لأنهم فازوا بأكثر من 50٪ من الأصوات، وفقًا لمسؤولي الانتخابات.

وفي الجولة الثانية، الأحد، يختار الناخبون من بين 262 مرشحا يسعون لشغل المقاعد الـ 131 المتبقية.

وفي الدوائر السبع التي لا يوجد فيها مرشح، ستجرى انتخابات خاصة في وقت لاحق لملء المقاعد، على الأرجح في مارس، وفق وكالة أسوشيتد برس.

منذ انتخاب سعيد رئيساً في 2019 بنسبة 72٪ من الأصوات، تضاءل دعمه بين التونسيين.

"أزمة ثقة متنامية"

ويشير محللون إلى أزمة ثقة متنامية بين المواطنين والطبقة السياسية منذ ثورة تونس 2011 التي أطلقت انتفاضات الربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة، وقادت التونسيين إلى إنشاء نظام سياسي ديمقراطي جديد حين فاز الرباعي الراعي للحوار بجائزة نوبل للسلام في عام 2015.

لكن يبدو أن الحياة اليومية للتونسيين تزداد سوءًا، بينما  يتأرجح الاقتصاد في غضون ذلك.

في سوق للمواد الغذائية في تونس، كافح الباعة لبيع سلاسل من التمور والأسماك المكدسة على الجليد وأكوام الباذنجان والأعشاب بينما كان المتسوقون يأسفون لارتفاع الأسعار، وقلة هم على ما يبدو يعتقدون أن تصويت الأحد سيحل مشاكلهم.

قال محمد بن موسى، وهو موظف في شركة خاصة، في حديث لأسوشيتد برس إن الانتخابات المتتالية "لم تجلب لي شيئًا".

وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء، فقد وصلت البطالة إلى أكثر من 18٪ وتجاوزت 25٪ في المناطق الفقيرة داخل البلاد، فيما يبلغ معدل التضخم 10.1٪.

وتعاني تونس منذ عدة سنوات من عجز قياسي في الميزانية يؤثر على قدرتها على الدفع لمورديها من الأدوية والأغذية والوقود، مما يتسبب في نقص الحليب والسكر والزيوت النباتية وغيرها من السلع الأساسية.

وتتفاوض الحكومة التونسية حاليًا على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، والذي تم تجميده في ديسمبر.

بدائل

تمر تونس بأزمة سياسية منذ أن قرّر سعيّد صيف العام 2021 احتكار السلطات في البلاد عبر تجميد أعمال البرلمان وحلّه لاحقا وإقالة رئيس الحكومة السابق.

لذلك، بدأت الجمعة، أربع منظمات تونسية بما فيها "الاتحاد العام التونسي للشغل" بصياغة مبادرة لتقديم مقترحات حلول لتأزم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في خطاب ألقاه إلى جانب ممثلين عن كل من "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان" و"هيئة المحامين" و"المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" بالعاصمة تونس، إن البلاد تعاني من "انسداد الأفق لأكثر من 12 عاما ونحن نتبادل الاتهامات والبلاد تغرق".

وتابع الطبوبي "ننظم المبادرة الوطنية للانقاذ الوطني للتشاور" من أجل صياغة برنامج متكامل وعقلاني حول كيفية انقاذ البلاد" و"نحن في اللحظات الأخيرة للانقاذ".

وتتفرع عن هذه المبادرة الرباعية ثلاث لجان تضم خبراء في مجالات القانون الدستوري والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وستعمل على تقديم مقترحات وحلول تعرض لاحقا على الحكومة وعلى الرئيس سعيّد.

يترأس المبادرة الاتحاد الرباعي الراعي للحوار الحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 2015، وكان له دور مفصلي في العام 2013 لحلّ ازمة سياسية حادة في البلاد انتهت بتشكيل حكومة تكنوقراط آنذاك كانت مهمتها تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العام 2014.

لا تملك الدولة المثقلة بالديون الوسائل للاستثمار في بنيتها التحتية وتفاوض منذ شهور للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي يبلغ حوالي ملياري دولار مقابل إصلاحات مؤلمة مثل الرفع التدريجي للدعم الحكومي عن بعض المنتجات الأساسية.

تراجع الحقوق والحريات

نددت "المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب" الثلاثاء بـ "تنامي" ظاهرة "سوء المعاملة" المرتبط على حد قولها بـ"التعذيب الأخلاقي" ضد معارضي الرئيس التونسي قيس سعيّد منذ قراراته التي اتخذها صيف العام 2021.

وقالت المديرة القانونية للمنظمة غير الحكومية إيلين ليجي لوكالة فرانس برس إن هناك "تناميا في السنوات الأخيرة لما يمكن وصفه بأنه تعذيب أخلاقي، أو على الأقل سوء معاملة يرتكب ضد الأشخاص المصنفين، من جانب الأجهزة الأمنية".

وأكدت المسؤولة بالمنظمة أن هذه الظاهرة "امتدت منذ 25 يوليو 2021 لتشمل المعارضين السياسيين"، في إشارة إلى التاريخ الذي أقال فيه الرئيس سعيّد رئيس الحكومة السابق وجمّد أعمال البرلمان وتولى السلطة التنفيذية في تونس.
وبحسب "المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب"، يتجلّى هذا الوضع "في شكل قيود تعسفية على الحرية، ومن خلال الإقامة الجبرية، وحظر السفر واستدعاءات إلى مركز الشرطة".

وأكدت ليجي أن تحسنا في هذا المجال كان ظهر بعد ثورة 2011  التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي مع "أقل تعذيب ممنهج من السلطة التنفيذية ووزارة الداخلية".

احتجاجات سابقة في تونس

فاز الرئيس التونسي، قيس سعيد، بعهدة ثانية مدتها خمس سنوات بعد فوز كاسح، على الرغم من أن الانتخابات شهدت واحدة من أدنى نسب المشاركة في تاريخ البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية مستمرة وتتصاعد فيها الانتقادات بشأن واقع الحريات.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مساء الاثنين، أن سعيد فاز بنسبة 90.7 في المئة من الأصوات في انتخابات يوم الأحد، بنسبة إقبال بلغت 27.7 في المئة.

ومع تصدر سعيّد للانتخابات، تتصدر المشهد التونسي تساؤلات بشأن مدى قدرته على معالجة الأزمة الاقتصادية المستفحلة، والتي تلقي بثقلها على الحياة اليومية للمواطنين، وتعامله  مع الوضع الحقوقي بالبلاد، وما إذا كانت ولايته الثانية ستشهد انفراجة أم "استمرارا" للنهج السابق الذي واجه خلاله انتقادات حادة بشأن تراجع الحريات العامة وقمع المعارضة.

"ملفات ملتهبة"

وصوت 2.4 مليون شخص لصالح سعيّد، بينما نال منافسه المسجون العياشي زمال 197 ألف صوت، بنسبة (7.35)، والنائب السابق، زهير المغزاوي 52 ألفا (1,97 في المئة)، بحسب هيئة الانتخابات.

وبلغت نسبة المشاركة 28.8 في المئة، وهي الأدنى منذ الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 2011.

وتمر تونس بأزمة اقتصادية حادة تتمثل في ديون تتجاوز 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتباطؤ في النمو، يتوقع أن يكون دون 2 في المئة هذا العام، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة.

كما تخلو أرفف العديد من المتاجر على نحو متزايد من سلع غذائية مدعومة، إضافة إلى انقطاع بالتيار الكهربائي والمياه، ويشتكي التونسيون أيضا سوء الخدمات العامة.

المحلل السياسي، نزار الجليدي، يؤكد أن "ملفات ملتهبة" بانتظار الرئيس المعاد انتخابه، أبرزها تحديد استراتيجية التنمية للبلاد، مشيرا إلى أنه بعد إخفاق محاولات سابقة، يتعين تقديم حلول عاجلة وقصيرة ومتوسطة المدى للأزمة الاجتماعية الراهنة.

ويصف الجليدي المرحلة المقبلة بأنها "عملية جراحية دقيقة" لتحديد النموذج التنموي الأمثل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مضيفا أن هناك حاجة ملحة لإجراء تعديلات تشريعية تتعلق بالاستثمار الأجنبي والقطاع المصرفي، إلى جانب مكافحة الفساد وتعزيز المبادرة السياسية.

بلغت نسبة النمو الاقتصادي خلال عام 2023 نحو 0.4 في المئة متأثرة بأزمة جفاف متواصلة منذ 5 سنوات. وتناهز نسبة الدين الداخلي والخارجي 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وبينما يؤكد الجليدي في تصريحه لموقع "الحرة"، على أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس "بالغ الصعوبة"، يشدد على "أهمية الانفصال النهائي عن البنك الدولي الذي تحقق مؤخرا".

ورفض الرئيس سعيّد العام الفائت اتفاقا مبدئيا أبرم مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بقيمة ملياري دولار، معتبرا الإصلاحات التي يوصي بها الصندوق من إعادة هيكلة الشركات الحكومية والرفع التدريجي للدعم عن بعض المنتجات الأساسية بـ"إملاءات".

كما يشير إلى نجاح تونس في تعبئة موارد مهمة لسد الفجوات القائمة. غير أن المرحلة المقبلة هذا الوضع يستدعي، بحسبه، طرح مشروع تنموي جديد خلال الفترة الرئاسية الثانية.

وتعاني تونس، التي تعدّ 12 مليون نسمة، من ارتفاع معدلات التضخم منذ عامين (10 في المئة في المتوسط سنويا) مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بعض الأحيان ثلاثة أضعاف، مما أدى إلى تراجع أوضاع الطبقات العاملة والطبقة الوسطى.

الخبير الاقتصادي التونسي، رضا شكندالي، يرى أن مكافحة التضخم المتصاعد يمثل التحدي الاقتصادي الأبرز في تونس.

ويؤكد شكندالي، في تصريح لموقع "الحرة"، على ضرورة تبني آليات اقتصادية جديدة لمواجهة ارتفاع الأسعار، معتبرا أن السياسات السابقة لم تنجح في كبح جماح التضخم.

ويقترح حزمة من الإجراءات لتحفيز النمو، أبرزها تشجيع الاستثمار الخاص عبر خفض الضرائب، وتخفيض نسب الفائدة، وإزالة العوائق البيروقراطية أمام المستثمرين.

كما يدعو  الخبير الاقتصادي إلى تطوير القطاع العام، مع التركيز على قطاعات حيوية مثل الفوسفات.

وساعدت السياحة والمساعدات المالية من الدول الأوروبية القلقة بشأن الهجرة، تونس على تجنب الحاجة إلى قرض من صندوق النقد الدولي بشروط قاسية. ومع ذلك ما زالت المالية العامة تعاني صعوبات أدت إلى نقص في واردات سلع رئيسية.

في هذا الجانب، يشدد شكندالي على أهمية الاستفادة القصوى من تحويلات المهاجرين التونسيين، والتي لعبت دوراً مهما في دعم الاقتصاد مؤخراً. 

كما يلفت إلى ضرورة معالجة أزمة القطاع الزراعي الناجمة عن الجفاف وارتفاع أسعار المواد الزراعية، مؤكدا على أهمية إنعاش هذا القطاع لضمان الأمن الغذائي وتخفيف الضغط على أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية.

أنصار للرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد الذي أظهر استطلاع رأي أنه فاز وسط تشكيك منافسيه
تونس بعد فوز سعيد.. انفراجة أم مزيد من قمع الحريات؟
رغم الشكوك بنتائجها ونسبة المشاركة فيها، يبدو أن تونس قد طوت صفحة الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن فاز بها الرئيس المنتهية ولايته، قيس سعيد، وفق استطلاعات الرأي، حيث سيبدأ حقبة جديدة ستستمر لمدة خمسة أعوام، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت ستشهد انفراجات واضحة أم مزيدًا من "القمع" للحريات السياسية والمدنية، كما يقول معارضون.

ملف الحقوق والحريات

وجاءت إعادة انتخاب سعيد بعد أن تعرض، طوال ولايته الأولى، لانتقادات شديدة من منظمات حقوقية تونسية ودولية، رأت أن هناك "انحرافا سلطويا" في البلاد، بعد حملة اعتقالات واسعة النطاق، استهدفت مجموعة من الشخصيات البارزة، طالت في الأسابيع الأخيرة مرشحين محتملين لمنافسته في الانتخابات.

ويتابع المعتقلون، الذين لا يزال معظمهم قيد الاحتجاز، بتهم خطيرة تتعلق بـ "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي"، وبموجب المرسوم 54 المتعلق بنشر وبث أخبار كاذبة.

وفي المقابل، يكرر سعيّد في مناسبات مختلفة، أن "الحريات مضمونة في البلاد". وبدلا من ذلك، يصف بعض معارضيه بأنهم خونة، ويقول إن برنامجه السياسي يهدف إلى القضاء على الفساد.

أستاذ العلوم السياسية، الصغير الزكراوي، يرى أن التراجع والتضييق على الحريات يبقى ثاني أهم القضايا إلحاحية في تونس بعد الاقتصاد، متسائلا عما إذا كانت رئاسة الجمهورية ستواصل نهجها السابق في تقييد حريات التعبير والرأي والصحافة.

ويوضح الأكاديمي التونسي أنه في ظل هذه التحديات المتعددة، لم يقدم سعيد خطة واضحة لمعالجة أزمات البلاد، مما يعني أن المرحلة القادمة تفتقر إلى "بوصلة وبرنامج واضح المعالم".

وبعد انتخابه في 2019، سيطر سعيد على معظم السلطات في عام 2021 عندما حل البرلمان المنتخب وعزل الحكومة وأعاد كتابة الدستور بنفسه وهي خطوات وصفتها المعارضة بأنها انقلاب.

ويؤكد الزكراوي أن الوقت قد حان لسعيد للقطع مع ممارسات المرحلة السابقة، غير أنه يلفت إلى أن المؤشرات الأولية توحي باستمرار النهج السابق، في ظل انتخابات غير تنافسية واعتقال المعارضين والسعي للهيمنة على المشهد السياسي والإعلامي.

ويرى، أن البلاد أصبحت "رهينة لتوجهات سعيد،" في ظل وجود برلمان ومؤسسات شكلية، حيث تصدر القرارات بشكل أحادي من الرئاسة. وبالتالي، تظل التوقعات والآمال غير واضحة المعالم.

بعد "فوز" قيس سعيد.. ماذا تعني نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية؟
أظهرت النتائج التقديرية لسبر آراء قدمته مؤسسة "سيغما كونساي"، مساء الأحد، فوز الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية التونسية، بنسبة تخطت 89 بالمئة متقدما على منافسيه، العياشي زمال (6.9 بالمئة) وزهير المغزاوي (3.9 بالمئة).

وأعربت منظمة "هيومن رايتس واتش" في تقرير نشرته في يناير عن أسفها لتسجيل "مزيد من التراجع في حقوق الإنسان وسيادة القانون خلال 2023، بغياب أي ضوابط حقيقية على سلطة الرئيس قيس سعيّد".

وأضافت أن السلطات التونسية اتخذت خطوات جديدة "لإسكات التعبير الحر، ومحاكمة المعارضين، وقمع المهاجرين وطالبي اللجوء".

ووفقا لنقابة الصحفيين التونسيين، يلاحق أكثر من 60 شخصا بموجب مرسوم (يعرف باسم المرسوم 54) يعاقب على نشر "أخبار كاذبة" ويُنتقد بشكل واسع النطاق باعتباره "يحد من حرية التعبير".

مدير المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير، يسلط بدوره الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الرئيس في المرحلة المقبلة، مؤكدا أنها تتمحور أساسا حول قضايا حقوقية ملحة، تتجلى في التضييق على المعارضين والنشطاء، إضافة إلى أزمات اقتصادية واجتماعية مستفحلة تؤرق الشارع التونسي.

وفي تصريحه لموقع "الحرة"، يؤكد عبد الكبير أن فوز سعيد في الانتخابات الأخيرة جاء على الرغم من موجة الانتقادات الواسعة التي طالت فترة ولايته الأولى. 

وعليه، فإن الرئيس "مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالإصغاء إلى نبض الشارع ومعالجة الاختلالات العميقة التي حدثت خلال المرحلة السابقة"، على حد تعبيره.

ويستحضر عبد الكبير الاحتجاجات الحاشدة التي سبقت الانتخابات، الجمعة، حيث خرج آلاف التونسيين للتعبير عن سخطهم إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية وتقييد الحريات، معتبرا أن هذه الاحتجاجات تعكس حجم التحديات التي تنتظر الرئيس في ولايته الجديدة.

ويشدد المتحدث على أن التحدي الحقيقي يكمن في مدى قدرة الرئيس على معالجة هذه الإشكاليات المعقدة.

ويرى أن نجاح سعيد في هذا المسعى مرهون بمدى استعداده للتعامل بجدية مع ملف السجناء السياسيين، وإعادة النظر في مسألة الحريات، وترميم علاقته بالنقابات والمنظمات المهنية والوطنية.