رغم أن حظوظه بالفوز في الانتخابات التركية يوم 14 من شهر مايو "تبدو ضئيلة" بحسب معطيات وتقييمات خبراء وشركات استطلاع الرأي، إلا أن المرشح الرئاسي، سنان أوغان، يحمل طموحا مغايرا.
ويتوقع أن يحظى بنسب كبيرة في الجولة الأولى، ما يتيح له منافسة، كمال كلشدار أوغلو، في الثانية، وليس، رجب طيب إردوغان، حسب ما قال في تصريحات سابقة، نشرتها وسائل إعلام، مضيفا أنه "لن يترك القوميين الأتراك بدون مرشح رئاسي".
أوغان هو أحد المرشحين الأربعة لمنصب الرئاسة في تركيا إلى جانب إردوغان وكلشدار أوغلو، وزعيم "حزب البلد"، محرم إينجه.
وبينما كان خارج دائرة الضوء لسنوات، ظهر فجأة وحجز صورة على ورقة الاقتراع، كأحد المنافسين على منصب الرئيس الثالث عشر، عن تحالف "الأجداد" (ATA)، والذي يضم أحزابا قومية متطرفة، على رأسها "حزب النصر".
ينطلق أوغان في حملته الانتخابية تحت شعار "تلك اللحظة قادمة (أوغان قادم)، ويعد بالكثير لتركيا ما بعد الانتخابات، وعلى رأسها طرد اللاجئين السوريين، و"حل المشاكل الديمغرافية التي سببتها هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا"، حسب رأيه.
ولد سنان أوغان في 1 سبتمبر 1967 في بلدة مليكلي في إغدير، عندما كان طفلا لأسرة تركية أذربيجانية.
تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة مرمرة، وأكمل درجة الماجستير في نفس الجامعة.
أكمل دراسات الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO)، وبحسب سيرته الذاتية يتكلم اللغة الروسية المتقدمة والإنجليزية الأكاديمية.
عمل كمساعد باحث في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة، وكمحاضر ونائب عميد في جامعة أذربيجان الحكومية للاقتصاد، وله رصيد في الأوسمة، إذ حصل على "وسام الدولة" من قبل رئيس أذربيجان، عندما كان في تلك البلاد.
أسس ويترأس مركز TÜRKSAM، وله 3 كتب منشورة وأكثر من 500 مقالة، وهو عضو في مجموعات الصداقة البرلمانية بين تركيا وألبانيا وتركيا والنيجر والأمين العام لمجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأذربيجانية.
"الجذور قومية"
في عام 2011 انتخب أوغان نائبا لإغدير، وهي المحافظة الوحيدة التي فاز بها "حزب الحركة القومية" في انتخابات 2011، وعلى إثر ذلك دخل البرلمان.
أعلن ترشحه لرئاسة "حزب الحركة القومية" عام 2015، لكنه طرد بعد ذلك.
وظل يغرّد منفردا إلى أن انخرط في "حزب النصر" الذي يتزعمه، أوميت أوزداغ، بينما أعلنه الأخير بنفسه كمرشح رئاسي عن "تحالف الأجداد"، بعد تمكنه من جمع أكثر من 100 ألف توقيع، كشرط للترشح لمنصب الرئيس.
في الوقت الحالي ما يزال أوغان رئيس مركز "تركسام" ويواصل عمله السياسي الأخير "بما يتماشى مع المثل الأعلى للقومية التركية".
ويصرح بأنه "لن يترك القوميين الأتراك بدون مرشح رئاسي"، وفق ما يرد في سيرته الذاتية.
ما هو برنامجه الانتخابي؟
"لا يملك أوغان المال بل لديه القوة" وفق ما يقول لوسائل الإعلام التركية، ولهذا السبب كان قد نشر عبر موقعه الرسمي حسابات بنكية من أجل التبرع، ولكي يكون قادرا على الدفع بحملاته الانتخابية.
يعد أوغان في حال فوزه بمنصب الرئيس بنقل البلاد إلى النظام البرلماني في نهاية السنوات الخمس الأولى، بالإضافة إلى "تشكيل اقتصاد إنتاجي، ودعم الديمقراطية وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان".
ومع ذلك فإن أبرز ما يتصدر حملاته الانتخابية هي ملف اللاجئين السوريين في البلاد، ولطالما كرر وعده بإعادتهم، والسير على ذات الخطا التي يسير عليها زعيم "حزب النصر"، أوميت أوزداغ.
ويعتبر أيضا أن "قضية الهجرة لها عواقب أمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية"، وأن "المجتمع التركي لا يريد اللاجئين".
"بدأنا بفواصل 3 في المئة، 5 في المئة، 7 في المئة. نحن حاليا في نطاق 7-9 بالمئة، وسنصل إلى نطاق تصويت 9-16 ثم 16-30 وما فوق"، حسب ما أوضح المرشح الرئاسي في رده على سؤال يتعلق بقاعدته التصويتية.
وعن سياسة تركيا الخارجية في حال كسب الرئاسة يشير إلى أنه "سيعيد ما هو حق لنا على الساحة الدولية"، بقوله: "سنستعيد كل من الجزر والصخور التي تم تسليمها إلى اليونان. سيكون أساس سياستنا الخارجية هو سياسة تركز على التجارة الخارجية".