تشهد لجان الاقتراع في عدد من المدن التركية إقبالا كثيفا من قبل الناخبين الأتراك للإدلاء بأصواتهم
تشهد لجان الاقتراع في عدد من المدن التركية إقبالا كثيفا من قبل الناخبين الأتراك للإدلاء بأصواتهم

تشهد لجان الاقتراع في عدد من المدن التركية، الأحد، إقبالا كثيفا من قبل الناخبين الأتراك للإدلاء بأصواتهم في واحدة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأكثر أهمية في تاريخ البلاد الحديث الممتد لمئة عام، والتي تشكل تحديا جديا للرئيس، رجب طيب إردوغان، بعد 20 عاما في السلطة، حيث يواجه معارضة موحدة مدعومة بقاعدة شعبية واسعة.

وفي إسطنبول كان الإقبال على التصويت "كثيفا"، وذلك قبل قرابة ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع، حسبما تكشف موفدة "الحرة" إلى المدينة.

إقبال كثيف من جميع الأعمار على التصويت في مركز اقتراع بإسطنبول في 14 مايو 2023

وتدلي نوركا سوير وهي تضع الحجاب بصوتها في حي أوسكودار المحافظ المؤيد للرئيس المنتهية ولايته على الضفة الآسيوية من البوسفور في إسطنبول، موضحة "أقول استمروا مع إردوغان"، حسب "فرانس برس".

وقالت "كنا في ظل حكم جيد وستتحسن الأمور" رغم الأزمة الاقتصادية.

من جهته يقول رجب توركتان (67 عاما)، "ما يهم هو ألا تنقسم تركيا" التي تعد 85 مليون نسمة وتشهد انقساما عميقا.

من الجانب الآخر من البوسفور في شوارع منطقة شيشلي الأوروبية تظهر رغبة أيضا في الوحدة.

وتقول هاندي تيكاي (55 عاما)  "سواء كنا متدينين أو علمانيين أو شيوعيين أو غير ذلك، يجب أن نعيش جميعنا معا بوئام".

ونقلت مراسل "الحرة" بأنقرة عن مدير مركز التصويت بمدرسة الأرجنتين الابتدائية، قوله إن "نسبة المشاركة في الاقتراعات فاقت 90 بالمئة".

أشخاص يصطفون خارج مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية بأنقرة في 14 مايو 2023

 
وفي ديار بكر، تزايد إقبال الناخبين على الاقتراع بمراكز التصويت، وفقا لمراسلة "الحرة" من المدينة.

وقال البعض في ديار بكر، وهي مدينة في الجنوب الشرقي الذي تقطنه أغلبية كردية، إن الوقت قد حان للتغيير، بينما أبدى آخرون تأييدهم لإردوغان، وفقا لـ"رويترز".

واصطفت طوابير في مراكز الاقتراع في المدينة بينما انتشر حوالي 9000 شرطي في أنحاء الإقليم.

أشخاص يصلون إلى مركز اقتراع للإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية بديار بكر في 14 مايو 2023

وسيكون للناخبين الأكراد الذين يمثلون ما يتراوح بين 15 و20 بالمئة من إجمالي الناخبين، دور محوري في هذه الانتخابات، ومن المستبعد أن يحصل تحالف الأمة منفردا على أغلبية برلمانية.

وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ليس جزءا من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض إردوغان بشدة على خلفية حملة القمع التي استهدفت أعضاءه في السنوات الماضية.

إردوغان قبل اجتماع لحزبه الحاكم العدالة والتنمية بأنقرة في 11 أبريل 2023
وعكة صحية و"صانع الملوك" يتدخل.. فهل يبقى إردوغان على كرسي الرئاسة؟
جاء دعوة حزب الشعوب الديموقراطي التركي المعارض إلى التصويت لصالح، كمال كيليتشدار أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، في الانتخابات الرئاسية التركية، لتثير التساؤلات حول مدى قدرة مرشح المعارضة على الوصول لكرسي الرئاسة، بينما يكشف خبراء لموقع "الحرة" تأثير تلك الدعوة على نتائج الانتخابات المرتقبة.

وأعلن حزب الشعوب دعمه كمال كيليتشدار أوغلو، في السباق الرئاسي.

ويخوض الحزب الانتخابات البرلمانية تحت راية حزب اليسار الأخضر للتحايل على دعوى قضائية تهدف لحظره لاتهامه بأنه على صلة بالمسلحين الأكراد، وهو ما ينفيه الحزب.

وفي الثامنة من صباح الأحد، توجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية بدورتها الثامنة والعشرين.

واصطف الناخبون في طوابير طويلة تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا في إسطنبول وأنقرة.

Presidential and parliamentary elections in Turkey
الانتخابات التركية.. هذا ما قاله مرشحو الرئاسة أثناء الإدلاء بأصواتهم
أدلى مرشحو الرئاسة في تركيا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، بعد مرور أربع ساعات على فتحها في معظم أنحاء البلاد، وفي الوقت الذي يتجه ملايين الناخبين من كافة الفئات العمرية لاختيار رئيسهم الثالث عشر وتشكيلة برلمانهم الجديد.

وفتحت مراكز التصويت أبوابها في الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) على أن تغلق في الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش).

وحتى قبل بدء عمليات التصويت، امتدت طوابير طويلة الأحد أمام مراكز الاقتراع في المدن الكبرى في تركيا وبين المقترعين سيلا البالغة من العمر 19 عاما والتي قالت "كانوا موجودين منذ أن ولدت، أريد التغيير!"، حسب "فرانس برس".

وتلتقط سيرين (19 عاما) التي تحضر لامتحانات الجامعة صور سيلفي مع بطاقتها الانتخابية وتقول عن تصويتها للمرة الأولى "انا متحمسة جدا، لذلك جئت في هذا الوقت الباكر".

يرفض عدد من الأشخاص المعارضين للنظام ذكر كنيتهم في بلد يخشى فيه من الانتقام، وفق "فرانس برس".

ثمة خمسة ملايين ناخب على غرار هاتين الشابتين، يصوتون للمرة الأولى في هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وتنتشر في عموم البلاد أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، حيث يدلي نحو 60 مليون و600 ألف ناخب بأصواتهم، من ضمنهم نحو 4 ملايين و900 ألف ناخب يشاركون لأول مرة، اختيار رئيس البلاد لفترة تمتد خمس سنوات، إلى جانب اختيار أعضاء البرلمان.

فتحت مراكز التصويت في تركيا أبوابها في الثامنة صباحا
الغلاء ومشكلات الاقتصاد.. تهديد حقيقي لإردوغان في الانتخابات
لن يمنح حكيم إكينجي، وهو مصفف شعر من إسطنبول طالما أيد الرئيس التركي، صوته لرجب طيب إردوغان في انتخابات، الأحد، وهو ما يرجعه إلى السياسات الاقتصادية التي أتت على القوة الشرائية للأتراك وتركت الكثيرين غير قادرين على تحمل شراء حتى المواد الغذائية الضرورية.

وبموجب قانون الانتخابات التركي، يحظر إعلان أي نتائج حتى التاسعة مساء. 

وتوضح المعلومات التي تتيحها "الهيئة العليا للانتخابات" أن عملية فرز الأصوات ستتم بعد انتهاء عملية الاقتراع مباشرة، على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية قبل الساعة الـ23:59.  

وبعد الإعلان عن النتائج الأولية ستكون هناك فترة اعتراض على قرارات ومحاضر لجان صناديق الاقتراع، على أن تنتهي في الساعة 17:00 من يوم 15 مايو، بينما سيتم الإعلان عنها قبل الساعة الـ23:59، كحد أقصى.

ولن يقرر التصويت فحسب من يقود تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا طريقة الحكم، وإلى أين يتجه اقتصاد البلاد وسط أزمة غلاء معيشة عميقة، وشكل سياستها الخارجية التي اتخذت منعطفات غير متوقعة.

وقبل فتح باب الاقتراع، أظهرت استطلاعات الرأي أن المنافس الرئيسي لإردوغان،  كيليتشدار أوغلو، الذي يرأس تحالفا من ستة أحزاب معارضة، يتقدم على نحو طفيف. 

لكن إذا فشل أي منهما في الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فستجرى جولة إعادة في 28 مايو.

Istanbul's incumbent Mayor and mayoral candidate Ekrem Imamoglu delivers a speech amid the first partial ballot counting of the…
إمام أوغلو يلقي خطابا أثناء الفرز الجزئي الأول لأصوات الانتخابات البلدية، في إسطنبول في 31 مارس 2024.

أعلن مرشح حزب "الشعب الجمهوري" المعارض في تركيا، أكرم إمام أوغلو فوزه برئاسة بلدية إسطنبول، قائلا إنه تقدم على منافسه مراد قوروم بفارق "مليون صوت".

وأضاف إمام أوغلو في أول خطاب له بعد فرز أكثر من 70 بالمئة من صناديق الاقتراع: "فزنا ببلديات 14 منطقة كانت معنا في الفترة الماضية بإسطنبول وأضفنا إليها بلديات جديدة وننتظر حسم فرز الأصوات فيها".

وتابع: "يمكنني القول الآن أن سكان إسطنبول منحونا صلاحية إدارة بلدية إسطنبول لولاية ثانية".

كما أشار إلى أن "أهدافهم تحققت على مستوى المنطقة أيضا".

من جانبه قال مرشح "الشعب الجمهوري" في أنقرة، منصور يافاش بعدما أعلن الفوز في الانتخابات إن "الخاسر هو تورغوت ألتينوك (مرشح التحالف الحاكم)".

وأضاف: "مواطنونا قرروا، ونحن نحترم ذلك، حظا سعيدا".

وتظهر النتائج الأولية لانتخابات البلدية التي انطلقت صباح الأحد فوزا ساحقا حققه "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة في معظم المدن التركية الكبرى.

في المقابل مني تحالف "الجمهور" الحاكم المشكل من "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية" بخسارة مدوية وخاصة في مدينة إسطنبول وأنقرة ومدن تركية كبرى أخرى، بينها إزمير وأنطاليا.

ومن المقرر أن تعلن "الهيئة العليا للانتخابات" بشكل رسمي نتائج الانتخابات في الساعات المقبلة.

ولم يصدر أي تعليق من تحالف الجمهور الحاكم حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وقالت رئاسة الاتصالات التركية إن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، سيلقي خطابا من مقره حزبه في العاصمة أنقرة في الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي.