مئات الأشخاص من أصول كردية يشاركون يوم 12 يناير/كانون الثاني 2013 في مظاهرة باريس للاحتجاج على مقتل الناشطات الثلاث
مئات الأشخاص من أصول كردية يشاركون يوم 12 يناير/كانون الثاني 2013 في مظاهرة باريس للاحتجاج على مقتل الناشطات الثلاث

تدفق آلاف الأكراد المقيمين في أوروبا السبت على العاصمة الفرنسية للمشاركة في مظاهرة للاحتجاج على مقتل ثلاث ناشطات كرديات قبل يومين في باريس، في حين طالبت تركيا بكشف ملابسات الحادث منددة بالسماح للمتمردين الأكراد بالحصول على ملاذ آمن في فرنسا.

وسار المتظاهرون في المنطقة التي عثر فيها جثث الناشطات الثلاث وهن سكينة كانسيز (55 عاما) إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني، وفيدان دوغان (32 عاما) وليلى سويليميز (24 عاما)، تعبيرا عن غضبهم وسعيا إلى إيصال مطالبهم إلى القضاء الفرنسي.

وررد المتظاهرون شعارات تدعو إلى الإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المعتقل في تركيا، وهتافات تتهم تركيا بالإرهاب، وأخرى قالوا فيها "كلنا حزب العمال الكردستاني".

وهذا فيديو لمظاهرة باريس السبت:



وقال درويش شيميم من مركز المعلومات حول كردستان الذي يتخذ من فرانكفورت مقرا له، إن الأكراد قدموا من حوالي 10 مدن أوروبية كبرى، وخصوصا من ألمانيا حيث يعيش 800 ألف كردي، حسب إحصاءات رسمية.

ومن المقرر أن تشهد مدن هانوفر وهامبورغ وشتوتغارت وكيسيل الألمانية مظاهرات مماثلة.

وفيما يتهم ناشطون أكراد أنقرة بالوقوف وراء تصفية الناشطات، قال مسؤولون أتراك إن العملية قد تكون على الأرجح تصفية حسابات داخل الحزب أو محاولة لعرقلة محادثات السلام التي تعقدها تركيا مع زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل لديها عبد الله أوجلان.

أنقرة تدعو فرنسا للتحقيق

وطلبت أنقرة من فرنسا السبت الكشف عن كل ملابسات مقتل الناشطات الثلاث، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تصريح نقله التلفزيون "يتعين على رئيس الدولة الفرنسية أن يفسر حالا للجمهور الفرنسي والتركي وللعالم لماذا يقيم اتصالات مع هؤلاء الإرهابيين".

عرض معرض كامل

​​
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد وصف الخميس مقتل الناشطات بأنه أمر "فظيع"، مضيفا أن "الأمر يمس مباشرة ثلاث نساء إحداهن أعرفها شخصيا ويعرفها الكثير من السياسيين لأنها كانت تأتي بانتظام للقائنا".

كما قال هولاند على هامش زيارة لجنوب غرب فرنسا "حاليا بدأ التحقيق وأعتقد أنه من الأفضل الانتظار حتى نعرف بشكل جيد الأسباب والفاعلين".

وقال أردوغان في إشارة إلى الرئيس الفرنسي "كيف يمكنه أن يلتقي باستمرار هؤلاء الأشخاص الذين هم أعضاء في حركة وضعت على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية والتي أصدرت الشرطة الدولية بشأنها مذكرة بحث. أي سياسة هذه؟".

ويتهم أردوغان دولا أوروبية وخصوصا فرنسا وألمانيا بعرقلة جهود تركيا في مقاتلة المتمردين الأكراد من خلال السماح لهم بالتنقل بحرية على أراضيها.

وكان المتمردون الأكراد في حزب العمال الكردستاني قد حذروا الجمعة من أنهم سيعتبرون الدولة الفرنسية "مسؤولة" إذا لم تكشف على الفور ملابسات مقتل الناشطات.

ويشير حزب العمال الكردستاني إلى احتمال تورط تركيا في اغتيال الناشطات بينما لم يستبعد المحققون الفرنسيون أي فرضية من تصفية الحسابات إلى الخلافات الداخلية أو عملية للمجموعة التركية اليمينية المتطرفة "الذئاب الرمادية".

ويأتي مقتل النساء الثلاث بينما ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة وأوجلان المسجون في جزيرة إيمرالي اتفقا على مبدأ وقف القتال المستمر منذ 1984 وأسفر عن سقوط أكثر من 45 ألف قتيل.

صورة مجمعة لناشطات كرديات قتلت في باريس .من اليسار ساكين كانسيز  وفيدان دوغان وليلى سويلميز
صورة مجمعة لناشطات كرديات قتلت في باريس .من اليسار ساكين كانسيز وفيدان دوغان وليلى سويلميز

عثرت السلطات الفرنسية على جثث ثلاث ناشطات كرديات في باريس، إحداهن ساهمت في تأسيس حزب العمال الكردستاني المعروف اختصارا بـPKK.

وقالت الشرطة الفرنسية إن الناشطات قتلن رميا بالرصاص مساء الأربعاء في مقر معهد للأكراد شرق باريس.

وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إن الجريمة توحي بأنها "عملية إعدام"، كما كلفت السلطات فرع مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية بالتحقيق في الحادث.
غضب كردي

متظاهرون أكراد في فرنسا يحملون صورا لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوغلان في مظاهرة للتنديد بمقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس

​​وبحسب بيان لاتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا فقد قتلت في الحادث الناشطة ليلى سويلميز، وفيدان دوغان وهي رئيسة مركز الإعلام الكردي وممثلة المؤتمر الوطني لكردستان في فرنسا.

كما قتلت ساكين كانسيز وهي إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والذي يقاتل الحكومة المركزية من أجل الاستقلال. وقالت دوروتي شميت الخبيرة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن كانسيز كانت "مقربة جدا من أوغلان".

وتجمع مئات الأكراد أمام مبنى المعهد فور الإعلان عن النبأ رافعين صورا لأوغلان ورددوا هتافات "كلنا حزب العمال الكردستاني" و"الأتراك قتلة وهولاند شريكهم".

هذا شريط فيديو للتجمع الغاضب الذي نظمه الأكراد:


ودعا اتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا أكراد أوروبا إلى "التجمع في باريس من أجل التنديد بهذه الجريمة".

ملابسات الحادث

وصرح المسؤول عن المركز ليون إيدارت بأن السيدات الثلاثة عقدن اجتماعا لوحدهن في المركز ظهر الأربعاء وأن أحد أعضاء الجالية الكردية حاول الاتصال بهن دون جدوى.
وقال مصدر في اتحاد أكراد فرنسا إن القلق ساور بعض أصدقائهن فتوجهوا إلى المركز ورأوا عند الباب آثار دماء، قبل أن يعثروا على الجثث الثلاث عند قرابة الساعة الواحدة صباح الخميس.

إدانة تركية

وأدان الناطق باسم الحكومة التركية بولنت ارينج الجريمة ووصفها بأنها "إعدام تعسفي"، كما أعرب عن أسفه لأنها جاءت متزامنة مع مبادرات حكومية للسلام مع حزب العمال الكردستاني.

من جانبه، رجح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تكون الجريمة "تصفية حسابات" داخل صفوف الحزب، إلا أنه دعا إلى انتظار نتائج التحقيقات.

كما رجح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين تشليك ارتباط الجريمة بالحوار الأخير الذي أطلقته أجهزة الاستخبارات التركية بطلب من رئيس الوزراء مع أوغلان لنزع أسلحة المتمردين الأكراد.