تدفق آلاف الأكراد المقيمين في أوروبا السبت على العاصمة الفرنسية للمشاركة في مظاهرة للاحتجاج على مقتل ثلاث ناشطات كرديات قبل يومين في باريس، في حين طالبت تركيا بكشف ملابسات الحادث منددة بالسماح للمتمردين الأكراد بالحصول على ملاذ آمن في فرنسا.
وسار المتظاهرون في المنطقة التي عثر فيها جثث الناشطات الثلاث وهن سكينة كانسيز (55 عاما) إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني، وفيدان دوغان (32 عاما) وليلى سويليميز (24 عاما)، تعبيرا عن غضبهم وسعيا إلى إيصال مطالبهم إلى القضاء الفرنسي.
وررد المتظاهرون شعارات تدعو إلى الإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المعتقل في تركيا، وهتافات تتهم تركيا بالإرهاب، وأخرى قالوا فيها "كلنا حزب العمال الكردستاني".
وهذا فيديو لمظاهرة باريس السبت:
وقال درويش شيميم من مركز المعلومات حول كردستان الذي يتخذ من فرانكفورت مقرا له، إن الأكراد قدموا من حوالي 10 مدن أوروبية كبرى، وخصوصا من ألمانيا حيث يعيش 800 ألف كردي، حسب إحصاءات رسمية.
ومن المقرر أن تشهد مدن هانوفر وهامبورغ وشتوتغارت وكيسيل الألمانية مظاهرات مماثلة.
وفيما يتهم ناشطون أكراد أنقرة بالوقوف وراء تصفية الناشطات، قال مسؤولون أتراك إن العملية قد تكون على الأرجح تصفية حسابات داخل الحزب أو محاولة لعرقلة محادثات السلام التي تعقدها تركيا مع زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل لديها عبد الله أوجلان.
أنقرة تدعو فرنسا للتحقيق
وطلبت أنقرة من فرنسا السبت الكشف عن كل ملابسات مقتل الناشطات الثلاث، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تصريح نقله التلفزيون "يتعين على رئيس الدولة الفرنسية أن يفسر حالا للجمهور الفرنسي والتركي وللعالم لماذا يقيم اتصالات مع هؤلاء الإرهابيين".
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد وصف الخميس مقتل الناشطات بأنه أمر "فظيع"، مضيفا أن "الأمر يمس مباشرة ثلاث نساء إحداهن أعرفها شخصيا ويعرفها الكثير من السياسيين لأنها كانت تأتي بانتظام للقائنا".
كما قال هولاند على هامش زيارة لجنوب غرب فرنسا "حاليا بدأ التحقيق وأعتقد أنه من الأفضل الانتظار حتى نعرف بشكل جيد الأسباب والفاعلين".
وقال أردوغان في إشارة إلى الرئيس الفرنسي "كيف يمكنه أن يلتقي باستمرار هؤلاء الأشخاص الذين هم أعضاء في حركة وضعت على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية والتي أصدرت الشرطة الدولية بشأنها مذكرة بحث. أي سياسة هذه؟".
ويتهم أردوغان دولا أوروبية وخصوصا فرنسا وألمانيا بعرقلة جهود تركيا في مقاتلة المتمردين الأكراد من خلال السماح لهم بالتنقل بحرية على أراضيها.
وكان المتمردون الأكراد في حزب العمال الكردستاني قد حذروا الجمعة من أنهم سيعتبرون الدولة الفرنسية "مسؤولة" إذا لم تكشف على الفور ملابسات مقتل الناشطات.
ويشير حزب العمال الكردستاني إلى احتمال تورط تركيا في اغتيال الناشطات بينما لم يستبعد المحققون الفرنسيون أي فرضية من تصفية الحسابات إلى الخلافات الداخلية أو عملية للمجموعة التركية اليمينية المتطرفة "الذئاب الرمادية".
ويأتي مقتل النساء الثلاث بينما ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة وأوجلان المسجون في جزيرة إيمرالي اتفقا على مبدأ وقف القتال المستمر منذ 1984 وأسفر عن سقوط أكثر من 45 ألف قتيل.