رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان - أرشيف
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان - أرشيف

أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية المُقالة التي تديرها حركة حماس السبت أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيزور قطاع غزة قريبا، حيث سيلتقي رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية.

وقال طاهر النونو إن "السيد رجب طيب أردوغان سيقوم قريبا بزيارة إلى قطاع غزة حيث سيلتقي مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية".

وأوضح النونو أن هنية "يرحب بهذه الزيارة التي يعتبرها هامة جدا وتاريخية وداعمة للشعب الفلسطيني، وسيتناول النقاش كافة القضايا التي تتعلق بالوضع الفلسطيني والحصار الإسرائيلي إضافة إلى العلاقات الفلسطينية التركية المميزة".

وسيكون أردوغان أول شخصية غير عربية على هذا المستوى تزور قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مشددا منذ سيطرة حركة حماس على القطاع منذ منتصف 2007.

وبيّن النونو أن أردوغان أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قراره بزيارة غزة قريبا دون أن يحدد موعدا. لكن النونو توقع أن تكون الزيارة "في أقرب وقت ممكن".

وكان أردوغان قد أجرى اتصالا هاتفيا بمشعل مساء الجمعة وأبلغه فيها "استجابة إسرائيل للشروط التركية الثلاثة وهي الاعتذار عن جريمة قتل المتضامنين الأتراك وتحمل المسؤولية ورفع الحصار عن قطاع غزة" وفق النونو.

وكان الرئيس أوباما قد توسط بين إسرائيل وتركيا أثناء زيارته للشرق الأوسط، إذ أقبل نتانياهو الجمعة على الاعتذار لأردوغان عن مقتل تسعة أتراك خلال هجوم إسرائيلي على أسطول "مافي مارمارا" الذي كان ينقل مساعدات إلى قطاع غزة عام 2010، وأعلن أردوغان عن قبوله هذا الاعتذار.

تركيا تؤكد الزيارة

ومن جانب تركيا، أكد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان السبت أنه ينوي القيام في نهاية إبريل/نيسان بزيارة للأراضي الفلسطينية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان قوله أثناء زيارة لجنوب تركيا "من المحتمل أن أقوم بزيارة لغزة والضفة الغربية خلال هذا الشهر أو شهر إبريل/نيسان".

وأضاف "سيكون ذلك جيدا للمساعدة في مسار رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية وهو أحد الالتزامات التي تعهد بها نتانياهو الجمعة، إضافة إلى الاعتذار ووعد بتعويض ضحايا الهجوم الإسرائيلي الدامي على سفن قافلة الحرية".

وفي رده على سؤال بشان تخلي تركيا عن الملاحقة القضائية للمسؤولين عن الهجوم، قال أردوغان "سنرى الإجراءات المقررة في هذا المسار، وإذا تم تنفيذها بشكل صحيح فإننا سنقدم بدورنا مساهمة إيجابية".

وأوضح أن تعيين سفير تركي جديد في إسرائيل، بعد استدعاء السفير السابق في إجراء احتجاجي بعد حادثة الأسطول، سيكون أيضا مشروطا بتنفيذ الوعود الإسرائيلية".

السفارة التركية في إسرائيل
تركيا وإسرائيل تتبادلان الانتقادات منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن وفدا سياسيًا-أمنيًا إسرائيليًا برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وبمشاركة كبار ممثلي وزارة الأمن والأجهزة الأمنية، عقد مساء أمس اجتماعًا مع وفد تركي رسمي في أذربيجان.

وجاء في البيان أن الاجتماع عُقد بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء، وأن إسرائيل تُعرب عن شكرها لأذربيجان ولرئيسها إلهام علييف على استضافة هذه المحادثات المهمة.

وأوضح البيان أن الطرفين عرضا مصالحهما الأمنية والإقليمية، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار عبر قناة تواصل مباشرة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.

وأفادت مصادر بوزارة تركية ومصدر سياسي إسرائيلي، الخميس، بأن مسؤولين أتراكا وإسرائيليين بدأوا محادثات أمس الأربعاء تهدف إلى تفادي وقوع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا حيث ينشط جيشا الجانبين.

وأوضحت المصادر التركية أن المحادثات الفنية التي جرت في أذربيجان مثلت البداية للجهود الرامية إلى فتح قناة اتصال لتجنب صدامات أو سوء فهم محتمل بخصوص العمليات العسكرية في المنطقة.

وقال أحد المصادر التركية "ستستمر الجهود لوضع هذه الآلية" دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نطاق المحادثات أو جدولها الزمني.

وأكد مصدر سياسي إسرائيلي عقد الاجتماع وقال إن "إسرائيل أوضحت بشكل لا لبس فيه أن أي تغيير في نشر القوات الأجنبية في سوريا، لا سيما إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، هو خط أحمر وسيعتبر خرقا للقواعد".

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن وفدا إسرائيليا برئاسة مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي أجرى محادثات مع مسؤولين أتراك في أذربيجان أمس الأربعاء.

ولم يتطرق البيان لتفاصيل بشأن المحادثات.

وجاءت هذه المبادرة بعد أسبوع من تصعيد إسرائيل لغاراتها الجوية على سوريا، والتي وصفتها بأنها تحذير للحكومة الجديدة في دمشق. كما وجهت إسرائيل اتهامات لتركيا بمحاولة تحويل سوريا إلى محمية لها.

وأفادت رويترز الأسبوع الماضي بأن فرقا عسكرية تركية تفقدت ما لا يقل عن ثلاث قواعد جوية في سوريا والتي يمكنها نشر قوات فيها في إطار اتفاق دفاع مشترك مزمع مع دمشق، وذلك قبل أن تشن إسرائيل غارات جوية على المواقع.

وتتبادل تركيا وإسرائيل الانتقادات منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة في عام 2023. وقالتا الأسبوع الماضي إنهما لا تسعيان إلى الدخول في مواجهة بسوريا التي تجمعها حدود مع كل منهما.