نفذ سلاح الجو التركي ضربات استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني المناهض لأنقرة في شمال العراق، عقب مواجهات بين الجيش وعناصر الحزب مساء الاثنين أدت إلى وقوع قتلى في صفوف الجانبين.
وقالت مصادر عسكرية تركية الثلاثاء إن الضربات في جبال قنديل أقصى شمال العراق أدت إلى مقتل 18 متمردا على الأقل.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أفادت في بيان أصدرته الثلاثاء أيضا، بأن عناصر من حزب العمال هاجموا موقعا عسكريا في جنوب شرق تركيا، ما أدى إلى اندلاع اشتباك قتل فيه جنديان تركيان وخمسة من المسلحين.
ووقع هذا الهجوم مساء الاثنين في منطقة شمدينلي بإقليم هاكاري الواقع على الحدود مع العراق وإيران.
التعايش في ظل حكم ذاتي، عنوان المؤتمر الذي ضم الكتل السياسية الكردية كافة في سورية والعراق وتركيا وإيران، بدعوة من حزب الشعوب الديمقراطي التركي لمناقشة التحديات التي تواجه نحو 30 مليون كردي في المطالبة بما يرونه حق الحصول على دولتهم باعتبارهم كبرى القوميات التي لا تمتلك دولة في العالم.
وعن الدعوة للمؤتمر يقول عضو حزب الشعوب الديمقراطي يوسف إسماعيل إن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردي في تحرير الرقة والاشتباكات التي تدور في قامشلي، بينها وبين قوات النظام، ومنع تركيا محاولات تحرير جرابلس، كلها تحديات تؤكد أهمية التباحث من أجل مستقبل الأكراد في سورية، وحقهم في التعايش ضمن إطار من الحكم الذاتي.
وقد أعطى أداء الأكراد في الحرب ضد داعش فرصة لإحياء قضيتهم واكتساب مساحة جديدة من التعاطف الدولي.
وينظر الأكراد إلى نموذج كردستان العراق على أنه أحد الحلول المطروحة للسير على نهجه في التعامل مع المعضلة المستقبلية لدمج الأكراد في سورية. فربما يبدأ الأكراد في سورية من حيث بدأ أكراد العراق حينما نجحوا في إقامة حكم ذاتي ضمن نظام فيدرالي.
ويقول كينيث تيمرمان إن استنساخ نموذج كردستان العراق في دول أخرى يتوقف على قدرات القادة الأكراد في سورية.
ففي العراق وبعد انهيار نظام صدام حسين، أثبت الأكراد انهم قادرون على تأسيس حكومة قوية، فهل يستطيع أكراد سورية إثبات ذلك ايضا؟
لكن الأزمة الكردية الكبرى في تركيا واشتعالها مجددًا بعد محاولات الاحتواء لها منذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكم يُهدد بتراجعات في المسار، فالوضع في تركيا مختلف تمامًا، حيث إن طبيعة الدولة التركية لن تقبل بما يريده الأكراد في تركيا من استقلال.
أمبر زمان الباحثة في مركز ويلسون ترى أن على أكراد سورية أن يتوافقوا مع تركيا حول النقاط الخلافية، وهذا لن يحدث إلا بحل خلاف تركيا مع أكراد تركيا، ومن ثم فهناك إطار إقليمي أوسع للمسألة الكردية، ولهذا فالحل لا يبدو سهلا، حسب تعبيرها.
مزيد من التفاصيل في تقرير مراسل قناة "الحرة" في واشنطن محمد معوض: