من اليمين إلى اليسار: أكرم إمام أوغلو الفائز بمنصب عمدة إسطنبول ومنصور يافاش الفائز بمنصب عندة أنقرة
من اليمين إلى اليسار: أكرم إمام أوغلو الفائز بمنصب عمدة إسطنبول ومنصور يافاش الفائز بمنصب عندة أنقرة

كريم مجدي / علام صبيحات

ظلت بلديات المدن الكبرى في تركيا بعيدة لسنوات طوال عن أيدي المعارضة بقيادة حزب الشعب الجمهوري، إلا أن هذا على وشك أن يتغير.

ففي العاصمة أنقرة، ظل منصب عمدة المدينة في يد الإسلاميين ممثلين في حزبي الفضيلة ثم العدالة والتنمية، لمدة لا تقل عن 24 عاما، بعدما تولى مليح غوكجك المنصب في عام 1997 وحتى عام 2017، ثم خلفه مصطفى طونا من 2017 وإلى 2019.

أما في إسطنبول، فقد احتفظ الإسلاميون بمنصب عمدة المدينة منذ عام 1994 وحتى 2019، فيما كان الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان أبرز من تبوأ المنصب من عام 1994 إلى 1998، والذي كان نقطة انطلاقه نحو قيادة الدولة التركية.

وتعتبر الانتخابات المحلية أقل أهمية من نظيرتيها الرئاسية والبرلمانية، إلا أن هناك من يعتبرها مؤشرا على مدى القبول الشعبي للأوضاع المعيشية، خاصة وأنها أول انتخابات تعقد عقب تطبيق النظام الرئاسي الذي قرر الأتراك اعتماده في استفتاء نيسان/أبريل 2017.

لكن في الانتخابات المحلية الأخيرة، فقد الحزب الحاكم أهم مدينتين لصالح مرشحي حزب الشعب الجمهوري (حسب النتائج غير الرسمية)، إذ ظفر منصور يافاش بمنصب عمدة أنقرة بعدما تغلب على مرشح العدالة والتنمية، محمد أوزهاسكي.

ناخبون أتراك يشاركون في الانتخابات المحلية

​​​​كما فاز مرشح الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو بفارق ضئيل جدا لا يتعدى الواحد بالمئة، على مرشح العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم.

ويشير خبراء أتراك إلى خسارة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان أهم مدينتين في الانتخابات بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وما نتج عنها من ارتفاع كبير في الأسعار، وارتفاع نسبة البطالة، وتراجع سعر العملة المحلية (الليرة التركية) بشكل كبير.

​​وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، سعدي غوفين، قد أعلن استكمال فرز كل الأصوات في الانتخابات المحلية، حيث أشارت النتائج الأولية إلى فوز تحالف الشعب في هذه الانتخابات بنسبة 51 بالمئة بقيادة العدالة والتنمية (44 بالمئة)، أمام تحالف الأمة الذي حقق نسبة 37 بالمئة بقيادة حزب الشعب الجمهوري (30 بالمئة).

ولا يزال الباب مفتوحا أمام الطعون الانتخابية التي قد تغير مجرى النتائج في بعض المدن ذات الفوارق الضئيلة بين المرشحين.

وقد برز اسمي أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش خلال الأيام الأخيرة ليس لانتصارهم فقط، وإنما لشخصياتهم التي تختلف عن بقية الساسة الكماليين التقليديين المنضوين تحت مظلة حزب الشعب الجمهوري.

وقد فاز إمام أوغلو بنسبة 48.79 بالمئة أمام مرشح العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، الذي حقق نسبة 48.51 بالمئة، في انتظار نتيجة الطعون.

أكرم إمام أوغلو

لم يكن فوز إمام أوغلو في الانتخابات المحلية مفاجئا أو شيئا من قبيل الصدفة، فالمعارض التركي المعتدل قد حقق تقدما ملحوظا في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات.

ولد إمام أوغلو في محافظة طرابزون شمالي تركيا عام 1970، حيث ينحدر من أسرة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، فكان والده مؤسس لفرع حزب الوطن الأم في طرابزون.

مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول أكرم إمام أوغلو

وقد درس أوغلو في إحدى مدارس الأئمة والخطباء، وهي مدارس دينية محافظة، وربما يكون السبب في ذلك أنها كانت الأقرب لمكان سكن عائلته في طفولته، في مدينة طرابزون.

وحصل إمام أوغلو على بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة اسطنبول، وأثبت نجاحه في عدة مجالات، منها إدارة شركة مختصة بأعمال البناء.

وقد ​​بدأ إمام أوغلو حياته المهنية في 1992 بالعمل في مجال البناء والمقاولات الذي تمتهنه عائلته منذ زمن، كما احترف لعب كرة القدم أثناء فترته الدراسية.

كانت انطلاقة إمام أوغلو الأولى في الحياة السياسية، عندما انضم لحزب الشعب الجمهوري في عام 2008، ثم الفوز بمنصب عمدة بلدية بيلكدوزو في انتخابات 2009، والتي استطاع إحداث تغييرات جذرية فيها أدت إلى إعادة انتخابه للمنصب مرة أخرى في 2014.

ويعتبر مراقبون إمام أوغلو سياسيا وسطيا براغماتيا، بسبب الكاريزما الخاصة التي يمتلكها، وقد خاض إمام أوغلو، مسيرة مشابهة إلى حد كبير، لمسيرة إردوغان.

مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول أكرم إمام أوغلو يتحدث لوسائل الإعلام عقب انتهاء عملية الاقتراع

​​ويتبنى إمام أوغلو رؤية سياسية واجتماعية متحررة رغم انحداره من أسرة علمانية محافظة، وهو خليط غريب ولكنه موجود في تركيا، فهناك عائلات تلتزم بقيم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، ولكنها في الوقت نفسه لا تلغي دور الدين بشكل كامل في الحياة العامة.

ويحفظ أوغلو بعض سور القرآن، وكان له بعض الأنشطة داخل بعض المساجد قبيل الانتخابات.

ونال إمام أوغلو محبة الأتراك بمختلف انتمائاتهم السياسية والدينية، وذلك بسبب تفاديه للخطابات التي قد تسبب الانقسام، حسب خبراء.

وعلى عكس الساسة الكمالين التقلييديين (نسبة إلى الاتجاه السياسي الذي ابتكره مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك)، فإن إمام أوغلو منفتح على اليمين، بل شوهد وهو يرتل القرآن في صلاة الجنازة على على أرواح ضحايا هجوم مسجد كرايست تشيرتش بنيوزيلندا.

منصور يافاش

منصور يافاش -الفائز بمنصب عمدة مدينة أنقرة

 لم يكن فوز يافاش في الانتخابات المحلية سهلا، فقبل الانتخابات بأسبوعين، طفت اتهامات قديمة بالتزوير على السطح تعود لعام 2009، وترددت التهمة في الإعلام التركي الموالي للحكومة.

وكان أردوغان قد أشار إلى يافاش في إحدى خطاباته يوم 20 أذار/مارس بقوله "لن نسلم أنقرة إلى شخص زور توقيعات على شيكات، نريد أن تستمر إدارة أنقرة من قبل أناس طيبين".

وردا على هذه التهمة، قال يافاش إن "هم (السلطة وأنصارها) من اختلقوا هذه الدعاوي، لأنهم يخافون خسارة الانتخابات"،مضيفا أنه أقام دعاوي ضد من أطلقوا هذه التهم.

وولد يافاش في عام 1955 بحي "باي بازاري" في العاصمة أنقرة، وتخرج من كلية القانون من جامعة إسطنبول في عام 1983، ثم تخرج وعمل محاميا في "باي بازاري" لمدة 13 عاما.

بدأ يافاش العمل السياسي في سن مبكر، حيث كان عضوا في مجلس البلدية من 1989 إلى 1994، ثم انتخب عمدة لحي "باي بازاري" في عام 1994.

منصور يافاش خلال الانتخابات

​​وتعتبر هذه هي المحاولة الثالثة من قبل يافاش للوصول لمنصب عمدة أنقره فقد رشح نفسه لأول مرة للمنصب عن حزب الحركة القومية في 2009، بالإضافة إلى مرة ثانية في عام 2014 عن حزب الشعب الجمهوري، إلا أن المحاولتين باءا بالفشل.

وقد فاز يافاش، بنسبة 50.90 بالمئة أمام مرشح العدالة والتنمية، محمد أوزهايسكي، الذي حقق 47.10 بالمئة، طبقا للنتائج الأولية، لكن الحزب الحاكم أعلن أنه سيطعن في هذه النتائج.

كان التجمع الأكبر للاجئين وسط ساحة مسجد الفاتح
كان التجمع الأكبر للاجئين وسط ساحة مسجد الفاتح

خرج المئات من اللاجئين السوريين في إسطنبول التركية إلى الشوارع والساحات صباح الأحد احتفالا بسقوط نظام بشار الأسد.

وكان التجمع الأكبر للاجئين وسط ساحة مسجد الفاتح الواقع في حي الفاتح وسط إسطنبول.

واتجه آخرون إلى القنصلية السورية الواقعة في حي شيشلي ودخلوا لها وأزالوا العلم الخاص بالنظام السوري.

ويقيم أكثر من ثلاثة ملايين سوري في تركيا منذ سنوات، وبعد سيطرة الفصائل المسلحة على حلب ومن ثم حماة بدأت غالبية كبيرة منهم بالعودة إلى بلادهم، مستخدمين المعابر الحدودية الواصلة بين سوريا وتركيا.

وأعلنت الفصائل المعارضة في رسالة بثتها عبر التلفزيون الرسمي السوري صباح الأحد إسقاط "الطاغية" بشار الأسد، وإطلاق سراح كل المعتقلين "المظلومين"، داعية المواطنين والمقاتلين للحفاظ على ممتلكات الدولة.

وأطلت مجموعة من تسعة أشخاص عبر شاشة التلفزيون الرسمي من داخل استوديو الأخبار. وتلا أحدهم بيانا نسبه الى "غرفة عمليات فتح دمشق"، أعلن فيه "تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام".

وخرج السوريون إلى الشوارع بعدة مدن سورية احتفالا وابتهاجا بسقوط النظام، وأسقطوا تماثيل لحافظ الأسد بمناطق متفرقة.