كريم مجدي
أيام قليلة تفصل تركيا عن قرار أميركي بحرمان أنقرة من امتلاك مقاتلات F-35 الأميركية المتطورة، إذا أصرت الإدارة التركية على شراء نظام S-400 الروسي للدفاع الجوي.
الإنذار الأميركي جاء بعدما أرسلت أنقرة جنودا إلى روسيا للتدرب على كيفية استخدام نظام S-400 للدفاع الجوي والمخصص ضد الطائرات.
وكانت واشنطن قد علقت المشاركة التركية في تصنيع مقاتلات F-35 والتي تبلغ نحو 7 بالمئة من إجمالي مكونات الطائرة، فيما تسعى تركيا إلى شراء 100 مقاتلة من طراز F-35.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" إيقاف تدريب طيارين أتراك على قيادة F-35 وفقا لوكالة رويترز.

ومع تصاعد الخلاف بين واشنطن وأنقرة، أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في نيسان/أبريل الماضي، إلى إمكانية لجوء بلاده إلى تلبية احتياجاتها من طرف آخر.
وقال جاويش أوغلو خلال حوار مع قناة NTV التركية، "هناك المقاتلات الروسية مثل SU-34، وSU-57، وغيرها، سنلبي احتياجاتنا من مكان آخر حتى نتمكن من إنتاج مقاتلاتنا بأنفسنا".
الصين أو روسيا
وكانت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، قد نشرت تقريرا الأحد عن خطط أنقرة البديلة في حال أنها حرمت من اقتناء مقاتلات F-35 التركية.
وقال التقرير إن أمام أنقرة الخيار الروسي المتمثل في مقاتلات SU-57، كما أن جهات حكومية تركية تبحث خيار المقاتلة الصينية J-31.
ولفت التقرير إلى أن أنقرة ترى أن حصولها على مقاتلات F-35 سيسبب لتركيا مشاكل أمنية، إذ ستتولى الولايات المتحدة قيادة هذه المقاتلات، حسب ما جاء في التقرير.
وأضاف التقرير أن "الخيار الروسي والصيني يعد أكثر فاعلية بالنسبة لتركيا من ناحية التكلفة مقارنة بـ F-35"، إلا أن التقرير تغاضى عن الفارق الهائل في الإمكانيات.

واقترح الكاتب التركي محمد بارلاس في صحيفة "دايلي صباح"التركية الموالية للحكومة في مقاله، شراء المقاتلات الروسية وعدم انتظار العقوبات الأميركية المرتقبة.
وبعيدا عن الخطة التركية البديلة، فإن الخيارات التي تدرسها أنقرة لا تضاهي بأي حال من الأحوال المقاتلة الأميركية F-35، وقد شكك خبراء في قدرات المقاتلات الروسية والصينية.
S-57 الروسية
منذ أن طارت طائرة "سوخوي 57" أو SU-57 لأول مرة فوق مدينة أستراخان في عام 2010، لم تصنع روسيا إلا ستة نماذج من هذه المقاتلة طيلة هذه السنوات.
الخبير في شؤون الدفاع بمركز "ناشيونال إنترست" الأميركي، دافيد أكس، كتب مقالا يوضح فيه أسباب اعتباره تصميم SU-57 غير مكتمل بالشكل الكافي الذي يسمح بإنشاء خط إنتاج لهذا النوع من المقاتلات.
وقال أكس إن SU-57 تفتقد لأنظمة القتال الرئيسية، كما أن موسكو تفتقد للأموال اللازمة لبناء عدد كبير من هذا النوع من المقاتلات الشبحية.
وتعتبر طائرة SU-57 أول مقاتلة من مقاتلات الجيل الخامس الشبحية، المقرر لها الانضمام إلى الأسطول الروسي الجوي، ويتم مقارنتها دائما بمقاتلات F-22 وF-35 الأميركية.
والجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، الأحدث من المقاتلات، تتميز طائراته بأنها شبحية، وتتمتع بأنظمة إلكترونية أكثر تطورا عن الجيل الرابع. والطائرات الشبحية تصنع من مواد تجعلها هدفا صعبا أمام رصد الردارات، ما يتيح لها إنجاز مهمتها متخفية.
وقال أكس في مقاله إن موسكو عطلت برنامج إنتاج SU-57 من أجل إنتاج مقاتلات محدثة من طراز SU-27 غير الشبحية، وقد لا تنتج موسكو أكثر من 28 مقاتلة من طراز SU-57 بحلول عام 2027، على أساس الإجراءات الروسية المتخذة حاليا.
الأستاذ في كلية الحرب الأميركية، روبرت فارلي، قال في مقال على موقع "ناشيونال إنترست" إن إنتاج روسيا لـ SU-57 تعطل بسبب أمرين، أولا: لأسباب تقنية تتعلق بعدم استطاعة روسيا صناعة مكونات الطائرة الشبحية منذ الحرب الباردة.
أما السبب الثاني فيعود إلى الاقتصاد الروسي الذي يعاني جراء انخفاض أسعار النفط في العالم، بالإضافة إلى العقوبات التي استهدفت موسكو بعد ضمها جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014.
وأوضح فارلي أن محركات مقاتلات الـ SU-57 لا توفر قوة الدفع الكافية التي تتناسب مع هيكل طائرة بهذا الحكم، مما يجعلها غير أهل للمقارنة مع مقاتلة F-35 الأميركية.
J-31 الصينية
مقاتلة J-31 الشبحية الصينية التي جاءت في تقارير الإعلام التركي، فهي أيضا لم تثبت كفاءتها حتى يتم مقارنتها بـ F-35، حيث يعتقد أن المقاتلة الصينية ما هي إلا نسخة مقلدة من F-35، استخدمت تكنولوجيا الهندسة العكسية لصناعتها.
وكان رئيس شركة صناعة الطيران الصينية "Avic" لين زومينغ، ادعى في تصريحات صحافية أن مقاتلة J-31 تستطيع إسقاط طائرة F-35 الأميركية، بينما يشكك خبراء أميركيون في قدرة هذه الطائرة الصينية.
وJ-31 الصينية أو كما تعرف بـ "فالكون هوك" أو "شينيانغ "FC-31"، مقاتلة ذات محركين روسيين من طراز RD-93S، وقد أجرت أول تجربة طيران في عام 2012، وتدعي الصين أنها من مقاتلة شبحية من الجيل الخامس.
وقد حامت الشكوك حول برنامج مقاتلة J-31، بعدما أقلع النموذج الأولي للطائرة بدون أن يزود بأجهزة استشعار للأشعة تحت الحمراء، وبعض تقنيات المقاتلات الشبحية.
وقد تلقت المقاتلة تقييمات سلبية من خبراء خلال معرض للأسلحة الجوية في الصين عام 2014، إذ صرح طيار أميركي مسؤول حينها أن J-31 بالكاد تنافس الجيل الرابع من المقاتلات الأميركية.
وفي عام 2016، حلقت طائرة مطورة من طراز J-31، حيث بدا أنها أكبر وأثقل عن النماذج السابقة، وقد تم تزويدها بتقنيات أكثر تقدما عن النماذج السابقة، إلا أنها لا تزال محل شك نظرا لتاريخ الصين غير الحافل في تصدير المقاتلات المتقدمة، حسب الأستاذ في كلية الحرب الأميركية، روبرت فارلي.
ويضيف فارلي أن اقتناء طائرة J-31 قد يعرض الدول المشترية إلى المساءلة القانونية من جانب الولايات المتحدة بسبب انتهاك قانون الملكية الفكرية الأميركي، وذلك نظرا لاتهام الولايات المتحدة الصين بسرقة تصاميم وتقنيات من F-35.