الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

قال السبت نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، إن بلاده سترسل سفينة مسح للانضمام إلى سفينتي حفر ومركب بحثي يعملان في مياه المتوسط قبالة قبرص الشمالية، الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط.

 أقطاي أكد أن بلاده لن تتردد في اتخاذ خطوات إضافية دفاعا عن حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك "الانفصاليين" في المنطقة بالرغم من العقوبات "الرمزية" التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على أنقرة بسبب أعمال الحفر تلك. 

​​"تهديد" أقطاي الضمني للاتحاد الأوروبي، أطلقه خلال كلمة ألقاها في الاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والأربعين للغزو التركي لقبرص عام 1974 الذي أعقب انقلاب قام به أنصار الوحدة مع اليونان.

​​الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال من جانبه، متحديا المجموعة الدولية إن جيشه" لن يتردد في التحرك مرة أخرى في قبرص إذا لزم الأمر".

وفي رسالة إلى الرئيس القبرصي التركي احتفالا بالذكرى السنوية لغزو تركيا لقبرص،كتب أردوغان "لا ينبغي لأحد أن يشك في أن الجيش التركي المجيد، الذي لا يعتبر قبرص وطنا مختلفًا عن وطنه، لن يتردد، إذا لزم الأمر، في اتخاذ الخطوة التي اتخذها قبل 45 عامًا عندما يتعلق الأمر بحياة القبارصة الأتراك".

​​​​لكن أردوغان، عاد واستخدم عبارات دبلوماسية تكاد تغطي وعيده بالقول إن "تركيا ستعمل من أجل حل عادل ودائم في قبرص.
 

الغاز... وحرب أردوغان الجديدة 

​وكانت تركيا قد أرسلت إلى عرض البحر المتوسط قبالة جزيرة قبرص سفينتي تنقيب، الأولى اسمها "الفاتح" وهي ترسو الآن غرب جمهورية قبرص (المعترف بها دوليا)، والثانية جنوبها وتسمى "برباروس".

وشهر يونيو الماضي، أرسلت أنقرة سفينة أخرى اسمها "يافوز" إلى شرق ما يعرف بـ "قبرص الشمالية" وهي "دويلة" لا تحظى إلا باعتراف الحكومة التركية.
 

مهمة السفن التركية، هي التنقيب عن الغاز والبترول، إذ اكتشف مؤخرا أن المنطقة غنية بالغاز الطبيعي، وهو ما تنوي تركيا استغلاله لصالحها، بالرغم من اعتراض المجموعة الدولية.

فالاتحاد الأوروبي يرى بأن تركيا تقوم بالتنقيب في المياه الخاصة بقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي وبالتالي فهي تخرق القانون الدولي.

اكتشاف الغاز على مقربة من قبرص في 2011

​​ومنطقة "أوفشور" التي أرسلت إليها تركيا سفنها، هي قسم مما يصنفه المجتمع الدولي كمنطقة اقتصادية حصرية لقبرص.

فقبرص وقعت عقود استثمار مع مجموعات نفط عملاقة مثل "إيني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية و"إكسون-موبيل" الأميركية للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحلها.

​​وكانت شركة "نوبل إينرجي" ومقرها تكساس أول من أعلن عام 2011 اكتشاف الغاز قبالة قبرص في حقل "أفروديت" الذي يقدر احتواؤه على 4.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

ويقدر احتياطي الغاز الطبيعي ما بين 102 و170 مليار متر مكعب في منطقة تعتبرها قبرص "منطقتها الاقتصادية الحصرية"، فيما تود أنقرة القفز على فرصة دعم اقتصادها بمصادر طاقوية خارج حدود بلادها.

تصريحات إردوغان كانت لافتة
إردوغان بلقطة أرشيفية

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، إن تركيا ستبقى على موقفها المناهض للحكومة الإسرائيلية مهما كان الثمن. داعياً العالم إلى اتخاذ المثل، باعتباره "موقفاً مشرّفاً" وفق تعبيره.

وأضاف بمنشور على حسابه في منصة إكس، بمناسبة ذكرى مرور عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة "قُتل 50 ألفاً من إخواننا وأخواتنا بوحشية، أغلبهم أطفال ونساء. ولم تعد المستشفيات وأماكن العبادة ومدارس مختلف الأديان في غزة قائمة. العديد من الصحفيين وممثلي المنظمات غير الحكومية ومبعوثي السلام لم يعودوا معنا".  

وأشار إردوغان إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله بقوله "ليس النساء والأطفال والرضع والمدنيون الأبرياء وحدهم الذين يموتون في غزة وفلسطين ولبنان حالياً، بل هي الإنسانية التي تموت أيضاً".

وأضاف "ما تم ذبحه أمام أعين العالم لمدة سنة واحدة بالضبط على الهواء مباشرة، هو في الواقع كل البشرية، وكل آمال البشرية في المستقبل".

وشبّه إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، قائلاً "كما أوقف التحالف المشترك للإنسانية هتلر سيتم وقف نتانياهو من معه".

كما وصف ما يجري في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، مطالباً العالم بالمحاسبة وبغير ذلك لن يحلّ السلام، على حد تعبيره.

وفي مارس الماضي، انتقد نتانياهو وصف إردوغان له ولحكومته بـ"القتلة" وتشبيه حكومته بـ"النازية"، وهو ما تكرر اليوم الاثنين في منشور الرئيس التركي.

وقال نتانياهو آنذاك إن "إسرائيل تلتزم بالقانون الدولي" مضيفاً أن إردوغان "ينكر الإبادة الجماعية للأرمن، ويذبح الأكراد في بلاده، ويتنافس على الرقم القياسي العالمي في القضاء على معارضي النظام والصحفيين وسجنهم".

وكان الرئيس التركي اقترح على الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، التوصية باستخدام القوة إذا لم تتوقف إسرائيل عن شنّ الهجمات في قطاع غزة ولبنان.

وقال إردوغان بعد اجتماع للحكومة في أنقرة "يجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تستخدم سريعاً سلطة التوصية باستخدام القوة، كما فعلت في قرار الاتحاد من أجل السلام عام 1950، إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إظهار الإرادة اللازمة". 

وحثّ أيضاً الدول الإسلامية على اتخاذ خطوات اقتصادية ودبلوماسية وسياسية ضد إسرائيل للضغط عليها من أجل قبول وقف إطلاق النار، مضيفاً أن "هجمات إسرائيل ستستهدفهم (الدول الإسلامية) أيضا، إذا لم يجر إيقافها قريباً".