الدمار في محافظة إدلب
الدمار في محافظة إدلب

ساد هدوء نسبي الأحد في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، حيث يأخذ النظام وحليفه الروسي بالحسبان "وقف إطلاق النار من جانب واحد" تجاه الجهاديين والفصائل المقاتلة، على الرغم من حدوث مناوشات محدودة أودت بحياة خمسة مقاتلين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ صباح السبت، بعد أربعة أشهر من القصف الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنيا وهجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية، بحسب المرصد.

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف في عموم المنطقة يتخلله عدة قذائف تسقط بين الفينة والأخرى، فيما لا تزال طائرات النظام السوري والضامن الروسي متوقفة عن استهداف منطقة خفض التصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

وفي ليلة السبت، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام بصاروخ مضاد للدبابات أصاب عربتهم في شمال غرب محافظة حماة المجاورة لإدلب، حسب عبد الرحمن متهما "فصيلا جهاديا" بذلك.

وقتل، فجر الأحد مقاتلان من الفصائل المقاتلة أو الجهادية إثر استهداف قرية في جنوب شرقي إدلب بالصواريخ، وفقا للمصدر ذاته.

وتؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريبا من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء، وتعد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التنظيم الأوسع نفوذا في المنطقة.

والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر 2018، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية. إلا إن تنفيذ الاتفاق لم يُستكمل، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.

وأعلنت هدنة في مطلع شهر أغسطس في منطقة إدلب ذاتها إلا إنها خُرقت بعد بضعة أيام.

وقالت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان في مقابلة لقناة الميادين المقربة من دمشق ومقرها بيروت السبت، إن وقف إطلاق النار "مؤقت".

واعتبرت إنه "يخدم الاستراتيجية الكبرى لتحرير كل شبر من الأراضي السورية" ويأتي "لمصلحة معركة نخوضها ولا علاقة له بأي تفاهمات".

ولطالما كرر الأسد عزمه استعادة كامل المناطق الخارجة عن سيطرته، بينها إدلب.

وقصفت الولايات المتحدة السبت موقعا في شمال غرب سوريا مستهدفة قيادات في تنظيم القاعدة، أثناء اجتماعهم قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعين منهم على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن الضربات استهدفت اجتماعا لقياديين في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
 

السفارة التركية في إسرائيل
تركيا وإسرائيل تتبادلان الانتقادات منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن وفدا سياسيًا-أمنيًا إسرائيليًا برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وبمشاركة كبار ممثلي وزارة الأمن والأجهزة الأمنية، عقد مساء أمس اجتماعًا مع وفد تركي رسمي في أذربيجان.

وجاء في البيان أن الاجتماع عُقد بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء، وأن إسرائيل تُعرب عن شكرها لأذربيجان ولرئيسها إلهام علييف على استضافة هذه المحادثات المهمة.

وأوضح البيان أن الطرفين عرضا مصالحهما الأمنية والإقليمية، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار عبر قناة تواصل مباشرة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.

وأفادت مصادر بوزارة تركية ومصدر سياسي إسرائيلي، الخميس، بأن مسؤولين أتراكا وإسرائيليين بدأوا محادثات أمس الأربعاء تهدف إلى تفادي وقوع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا حيث ينشط جيشا الجانبين.

وأوضحت المصادر التركية أن المحادثات الفنية التي جرت في أذربيجان مثلت البداية للجهود الرامية إلى فتح قناة اتصال لتجنب صدامات أو سوء فهم محتمل بخصوص العمليات العسكرية في المنطقة.

وقال أحد المصادر التركية "ستستمر الجهود لوضع هذه الآلية" دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نطاق المحادثات أو جدولها الزمني.

وأكد مصدر سياسي إسرائيلي عقد الاجتماع وقال إن "إسرائيل أوضحت بشكل لا لبس فيه أن أي تغيير في نشر القوات الأجنبية في سوريا، لا سيما إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، هو خط أحمر وسيعتبر خرقا للقواعد".

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن وفدا إسرائيليا برئاسة مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي أجرى محادثات مع مسؤولين أتراك في أذربيجان أمس الأربعاء.

ولم يتطرق البيان لتفاصيل بشأن المحادثات.

وجاءت هذه المبادرة بعد أسبوع من تصعيد إسرائيل لغاراتها الجوية على سوريا، والتي وصفتها بأنها تحذير للحكومة الجديدة في دمشق. كما وجهت إسرائيل اتهامات لتركيا بمحاولة تحويل سوريا إلى محمية لها.

وأفادت رويترز الأسبوع الماضي بأن فرقا عسكرية تركية تفقدت ما لا يقل عن ثلاث قواعد جوية في سوريا والتي يمكنها نشر قوات فيها في إطار اتفاق دفاع مشترك مزمع مع دمشق، وذلك قبل أن تشن إسرائيل غارات جوية على المواقع.

وتتبادل تركيا وإسرائيل الانتقادات منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة في عام 2023. وقالتا الأسبوع الماضي إنهما لا تسعيان إلى الدخول في مواجهة بسوريا التي تجمعها حدود مع كل منهما.