قصف تركي لمنطقة في شمالي سوريا
قصف تركي لمنطقة في شمالي سوريا

انضمت فرنسا لقائمة الدول التي قررت وقف أو تقليص صادراتها من الأسلحة إلى أنقرة، احتجاجا على الهجوم التركي ضد الأكراد في شمال شرق سوريا.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسيتين، السبت، أكدتا فيه "تعليق جميع صادرات السلاح" إلى تركيا.

وكانت فرنسا قد دعت الاتحاد الأوربي إلى بحث فرض عقوبات على تركيا، عندما يجتمع قادته في بروكسل في 17 من الشهر الجاري.

وأعلنت ألمانيا وهولندا أيضا وقف تصدير السلاح إلى تركيا.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن بلاده ستوقف تسليم تركيا أسلحة "يمكن أن تستخدم في شمال شرق سوريا" ضد المقاتلين الأكراد، وفق ما نقلت صحيفة "بيلد" في عددها الذي يصدر الأحد.

وقال الوزير، من دون أن يحدد نوع هذه الأسلحة أو كلفتها، "مع استمرار الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا، لن تصدر الحكومة أي ترخيص جديد (لبيع) معدات عسكرية يمكن أن تستخدمها تركيا في سوريا".

وبلغت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية عام 2018 إلى تركيا 242,8 مليون يورو، ما يساوي ثلث القيمة الإجمالية لصادرات الأسلحة الألمانية (770,8 مليون يورو).

ووصلت قيمة مبيعات الأسلحة الألمانية لتركيا إلى 184,1 مليون يورو في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019. وتركيا أكبر مشترٍ للأسلحة الألمانية داخل حلف شمال الأطلسي.

وقالت وزارة الخارجية الهولندية "قررت هولندا تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطور الوضع".

وردا على ذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحيفة "دويتشي فيلي" أن الهجوم في شمال سوريا هو "مسألة حيوية" و"قضية أمن قومي وقضية بقاء".

وأضاف "لا يهمنا ما يقوم به الجميع، سواء حظر على الأسلحة أو أمر آخر، إن ذلك يعززنا".

ونددت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بشدة بالعملية التركية ضد القوات الكردية في سوريا، والتي يرى الأوربيون أنها يمكن أن "تزعزع بشكل إضافي استقرار المنطقة وتتسبب بعودة" تنظيم الدولة الإسلامية.

وتظاهر آلاف الأشخاص إلى جانب شخصيات سياسية فرنسية من اليسار السبت في عدة مدن في فرنسا دعما للأكراد وتنديدا بالهجوم التركي على مواقعهم في شمال سوريا، فيما نظمت تجمعات أخرى أيضا في أوروبا.

وتجمع آلاف الأشخاص بعد الظهر بدعوة من المجلس الديموقراطي الكردي في فرنسا في ساحة الجمهورية ثم بدأوا بالتوجه نحو ساحة شاتليه في قلب باريس.

وقدر المنظمون عدد المتظاهرين "بأكثر من 20 ألف شخص". ونظمت تظاهرات أيضا في عدة مدن فرنسية بعد ظهر السبت.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "خلف واجهة البغدادي، أردوغان القائد الفعلي لداعش"، أو "تركيا تجتاح روج آفا، وأوربا تتأمل" في إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا.

كما ردد المتظاهرون هتافات منها "أردوغان، إرهابي" و"روج آفا، مقاومة".

تركيا كثفت ضرباتها على أهداف في شمال العراق. أرشيفية - تعبيرية
تركيا كثفت ضرباتها على أهداف في شمال العراق. أرشيفية - تعبيرية

قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش نفذ ضربات جوية في شمال العراق، الجمعة، ودمر 16 هدفا لمسلحين أكراد وأضافت أنه تم "تحييد" كثيرين من المسلحين في الهجوم.

وفي بيان على منصة إكس، قالت الوزارة إن الأهداف التي أصابتها الضربات شملت كهوفا وملاجئ ومنشآت تخزين يعتقد أن مسلحين كانوا متواجدين فيها. وأضافت أن الضربات استهدفت مناطق هاكورك وقنديل ومتينا شمالي العراق.

والجمعة الماضية، قالت أنقرة إن القوات الجوية التركية نفذت ضربات جوية في شمال العراق، الجمعة، ودمرت 17 هدفا لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وتستخدم تركيا عادة مصطلح "تحييد" للإشارة إلى القتل.

ويخوض حزب العمال الكردستاني، الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا كمنظمة إرهابية، مواجهة مسلحة مع الدولة التركية، منذ عام 1984، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

وغالبا ما تشن أنقرة ضربات جوية وعمليات عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني الذي له قواعد في جبال شمال العراق. كما تقوم بانتظام بعمليات ضد الأشخاص المرتبطين به محليا.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، كثفت تركيا هجماتها على المسلحين الأكراد في سوريا والعراق، وكذلك على أعضاء مجموعاتهم داخل البلاد، بعد أن فجّر مسلحون قنبلة قرب مبان حكومية في أنقرة، في الأول من أكتوبر.